في إطار الجهود الدؤوبة التي يبذلها لتعزيز فهم اضطراب طيف التوحد، نظم معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة، سلسلة من الأنشطة والفعاليات المجتمعية خلال شهر أبريل. وتأتي حملة التوعية العامة المستمرة منذ شهر من أجل دعم الاحتفال السنوي العاشر باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، الذي يتم الاحتفاء به على مستوى العالم.
وفي الكثير من دول العالم (بما فيها قطر)، يعتبر شهر أبريل هو شهر التوعية بمرض التوحد. ولهذا العام أهمية خاصة كونه يصادف مرور عشر سنوات على إطلاق اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد في 2 أبريل 2008. وكانت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، هي أول من اقترح للأمم المتحدة فكرة الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد في العام 2007، ليُطبق دون تصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2008، وحصد إجماع جميع الدول الأعضاء.
وغالبًا ما يعاني الأطفال المصابون بهذا الاضطراب من مجموعة من الأعراض التي تشمل صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي وإظهار سلوكيات غريبة ومتكررة. وفي حديثه حول جهود المعهد للتوعية بمرض التوحد، قال الدكتور عمر الأجنف، المدير التنفيذي بالإنابة لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي: "نحن ملتزمون بتقديم حلول للعديد من التحديات الصحية الأكثر إلحاحًا، وبتحويل الرعاية الصحية لسكان قطر والمنطقة. وبما أن الصحّة العقلية هي أولوية في البلاد، فإن التوحّد هو أحد المجالات التي نركز عليها بقوة. وإلى جانب عمله على تسريع تقدم الأبحاث والتدريب، فإن معهد قطر لبحوث الطب الحيوي يهدف لدعم الأفراد المصابين بالتوحد. ولتحقيق ذلك، نظمنا العديد من الفعاليات التي تشمل المحاضرات والحملات الإعلامية والدورات التدريبية المخصصة للمهنيين، وأقمنا العديد من الأنشطة العائلية طوال شهر أبريل. وكان الهدف من كل ذلك هو التوعية وتبديد بعض المفاهيم الخاطئة حول هذا المرض. كما سعينا لغرس روح التعاطف مع المصابين بالتوحد وتحسين فهم الصعوبات التي يواجهونها يوميًا".
وبهدف تسليط الضوء على أهمية الكشف والعلاج المبكر لمرض التوحد، والتدخل الذي يجب أن يتم بعد ذلك. شارك معهد قطر لبحوث الطبي الحيوي في احتفالات اليوم العالمي للتوعية بالتوحد التي أقيم في صالة الشقب بمؤسسة قطر، وكان جناح المعهد موجهًا لتقديم يوم ترفيهي وتعليمي للعائلات. وشملت حملة المعهد للتوعية بمرض التوحد أنشطة عائلية تعليمية أقيمت في (جلف مول)، وفعاليات أخرى مماثلة أقيمت بالتعاون مع مكتبة قطر الوطنية وشهدت إقبالًا كبيرًا وساعدت بشكل كبير في توعية أفراد المجتمع حول هذا المرض.
وعلى المستوى الأكاديمي، ساهم المعهد في العديد من المناقشات البناءة في أنحاء البلاد حيث تم ترشيح باحثين بارزين للمشاركة في الحوارات والإجابة على الأسئلة المتعلقة باضطراب طيف التوحد عبر عدة منصات، بما في ذلك وسائل الإعلام الإذاعية. وفضلًا عن ذلك، سيتم تقديم عروض تقديمية خلال الشهر أمام المسؤولين والأخصائيين الطبيين في وزارة الصحة العامة.
هذا ويعتبر معهد قطر لبحوث الطب الحيوي أحد معاهد الأبحاث الوطنية الثلاثة التابعة لجامعة حمد بن خليفة، ويدعم الأولويات الصحية الوطنية لدولة قطر من خلال الأنشطة البحثية والاختراقات العلمية التي تؤثر على البلاد والمنطقة عمومًا. وباعتباره مكرسًا لتحويل الرعاية الصحية لسكان دولة قطر والعالم، فإن آخر حملات معهد قطر لبحوث الطب الحيوي تهدف لدعم المصابين بالتوحد من أجل تعزيز فهم أفراد المجتمع لهذا المرض.