يتعاون معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة، مع مركز الحسين للسرطان في الأردن للمساعدة في تسريع نتائج أبحاث السرطان في المنطقة. وقد جرى التأكيد على هذا التعاون من خلال توقيع اتفاقية بحثية مهمة بين المؤسستين خلال الشهر الحالي.
حضر الاجتماع الدكتور عمر الأجنف، المدير التنفيذي بالإنابة لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، والدكتور عاصم منصور، مدير عام مركز الحسين للسرطان، والدكتور ريتشارد أوكيندي، نائب رئيس البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر ونائب الرئيس للبحوث في جامعة حمد بن خليفة.
وسلَّط الدكتور عمر الأجنف الضوء على أهمية هذه الاتفاقية، فقال: "سيجمع هذا الاتفاق الموقَّع بين معهد قطر لبحوث الطب الحيوي ومركز الحسين للسرطان بين العديد من الفرق التي تضم باحثين وأطباء بارزين لديهم طموحات ومهارات وأهداف متوافقة. كما يتيح لكلتا المؤسستين الاستفادة من إمكانيات البحوث التكميلية والوصول الفوري إلى شرائح مختلفة من السكان. ونأمل في أن تساعدنا هذه العلاقة القائمة على التعاون، خلال السنوات الخمس المقبلة، في تحقيق طفرات مبتكرة تتصدى بشكل أفضل لهذا التحدي المُلِح في مجال الرعاية الصحية وأن يكون لبحوثنا صدى إقليمي وعالمي."
وقال الدكتور منصور: "يُمثل هذا الاتفاق مع معهد قطر لبحوث الطب الحيوي علامة بارزة في أبحاث السرطان على المستوى الإقليمي. ونحن متحمسون لرؤية فرق من مؤسساتنا تجمع بين الخبرة التي تمكنها من تقديم أبحاث متقدمة وإنتاج محتوى علمي خاص بالأورام السرطانية المنتشرة في المنطقة."
وسوف تلعب القدرات البحثية لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي دورًا مهمًا في الأبحاث المشتركة المزمع إجراؤها بين المؤسستين، حيث تعمل الاتفاقية الشاملة على توظيف تقنيات ومنهجيات جديدة في البحوث المتعلقة بالسرطان، وسيشمل ذلك على سبيل المثال لا الحصر تبادل البيانات البحثية مع مركز الحسين للسرطان بشأن المؤشرات الحيوية التشخيصية والتنبؤية الجديدة لسرطان الثدي، والمؤشرات الحيوية المحتملة لمرضى السرطان المصابين بالسكري، والكشف عن الخلايا السرطانية المنتشرة، والمؤشرات الحيوية (بروتين) في البلازما الخاصة بالمرضى المصابين بالسرطان في مرحلته المبكرة.
ويهدف معهد قطر لبحوث الطب الحيوي إلى تحسين الرعاية الصحية، وتطويرها، من خلال الابتكار في الوقاية من الأمراض وتشخيصها وعلاجها. وفي عام 2017، فاز المعهد بجائزة أفضل مؤسسة أبحاث عربية تقديراً لجهوده في مجال البحوث الطبية الحيوية.
ويُعد مركز الحسين للسرطان أحد مراكز السرطان الرائدة في المنطقة، مع استقباله لأكثر من 52000 مريض قدموا لتلقي العلاج في المركز منذ بداية القرن الحالي. ويشمل هذا الرقم أعدادًا متزايدة لمرضى قادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى العديد من المرضى الآخرين القادمين من بعض البلدان المنكوبة التي تعاني من الصراعات في أنحاء المنطقة، حيث يستفيد جميع هؤلاء من الدعم القيّم الذي يقدمه مركز الحسين للسرطان.
وقبل التوقيع على هذه الاتفاقية، عملت فرق الأبحاث في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي على تطوير مؤشرات حيوية جديدة، واستراتيجيات تشخيصية وعلاجية للعديد من الأمراض. وتحظى علاقات الشراكة بأهمية بالغة في إطار الجهود الدؤوبة التي يبذلها المعهد حاليًا، حيث يعمل المعهد عن كثب مع بعض المؤسسات الأكاديمية وشركات تصنيع الأدوية العملاقة، ومن بينها شركتي لونبيك وأفيريس، بالإضافة إلى تعاونه مع معهد هارفرد للخلايا الجذعية على المستوى الدولي. وعلى الصعيد الوطني، يتعاون معهد قطر لبحوث الطب الحيوي مع كبرى المؤسسات في قطاع الصحة، بضمن مؤسسة حمد الطبية، وسدرة للطب، ومركز الشفلح لذوي الاحتياجات الخاصة.
ويدير معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، الذي يصب تركيزه على البحوث المتعلقة بالأمراض، ثلاثة مراكز أساسية للتميز العلمي هي: مركز بحوث السرطان، ومركز بحوث السكري، ومركز بحوث الأمراض العصبية. وتركز هذه المراكز على تطبيق مناهج متكاملة ومتعددة التخصصات لتقديم رؤى متقدمة حول العديد من الأمراض.
وتلتزم جامعة حمد بن خليفة بإجراء بحوث تتميز بتأثيرها وأهميتها على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وكانت الجامعة قد تأسست استنادًا إلى أربع ركائز مؤسسية، وهي التميز، والابتكار، والإنسان، والشراكة، وهي ركائز أساسية في توجه الجامعة نحو توفير بيئة تعليمية شاملة وإبداعية.