اختتم برنامج تلفزيون الواقع الشهير (نجوم العلوم)، الذي تنظمه مؤسسة قطر، موسمه العاشر، مؤخرًا، مع انتهاء تصويت لجنة التحكيم والجمهور للمتنافسين الأربعة الذين تباروا للفوز بحصة في التمويل التأسيسي البالغ قيمته 600,000 دولار أمريكي، ليُسدل الستار على الموسم الحالي من المبادرة السنوية المهمة للابتكار في العالم العربي. وفازت نور مجبور، الباحثة المشاركة في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة، بالمركز الثاني مع بث الحلقة النهائية لهذا الموسم يوم السبت الموافق 24 نوفمبر.
ويحظى ابتكار مجبور، وهو عبارة عن عدة للكشف المبكر عن مرض باركنسون، بأهمية علمية وطبية كبيرة بفضل إمكانياته الواعدة لجهة تشخيص المرض، وهو ما يُمَكِن الآلاف من المرضى في جميع أنحاء العالم من تلقي العلاج قبل تدهور حالتهم العصبية تدريجيًا. وتجمع العدة طاقة الأجسام المضادة، وهي نوع من البروتينات التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من جهاز المناعة في الجسم، للتعرف على العلامات البيولوجية لبدء الحالة العصبية التنكسية، التي تؤثر حاليًا على حوالي 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم.
وسلَّط الدكتور عمر الأجنف، المدير التنفيذي بالإنابة لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، الضوء على الأهمية البالغة للبحث الذي أجرته، فقال: "لقد أصبحت نور بالفعل أحد العناصر الفعالة في تقدم العلوم الصحية بفضل فكرتها المبتكرة ومساعيها العلمية، وهو ما يؤثر بدوره على الاستدامة الاجتماعية عبر تطوير أدوات لمستقبل صحي وعامر بالموارد. ولا يزال الطب الحديث يفتقر إلى تقارير دقيقة، حتى الآن، حول انتشار مرض باركنسون بسبب غياب طرق التشخيص الدقيقة."
وفي الآونة الأخيرة، تراوح معدل انتشار المرض ما بين 41 حالة إصابة لكل 10,000 شخص في العقد الرابع من حياتهم إلى أكثر من 1,900 شخص لكل 100,000 شخص ممن يزيد عمرهم عن سن الثمانين. ومع ارتفاع معدلات العمر الافتراضي للأشخاص في جميع أنحاء العالم، من المتوقع ارتفاع معدل انتشار مرض باركنسون بالتوازي مع ذلك، وهو ما يزيد من أهمية أبحاث نور للمساعي الطبية العالمية التي تُبذل للوصول إلى إجابات في علاج مرض باركنسون وتشخيصه.
وبالمثل، ساهمت روح مجبور الريادية وتفانيها الراسخ، الذي ينبع من تجاربها الشخصية مع أفراد عائلتها المصابين بمرض باركنسون، في تعزيز مكانتها كمتنافسة قوية وقدوة فعالة للنساء في المهن المرتبطة بالعلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات.
وعلقت نور على الدعم الهائل الذي تلقته من الجماهير في جميع أنحاء العالم العربي وخارجه، فقالت: "أنا فخورة بالأصوات التي حصلت عليها من المشاهدين في جميع أنحاء العالم، وأتقدم بالشكر لكل من منحني صوته. ويهدف بحثي، بشكلٍ طبيعي، إلى تحسين وسائل التشخيص والمساعدة في رعاية المرضى. ولكن خوضي لهذه التجربة المتميزة، التي حصلت فيها على دعم لا محدود وفهمي لمسؤوليتي كمساهمة في تعزيز دور النساء في قطاع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ساهم أيضًا في تنشيط دوافعي لتطوير بحوثي باستمرار إلى حلول واقعية في مجال الطب الحيوي."
وتخطط مجبور، التي تسعى لتسويق ابتكارها، إلى استخدام الحصة التي فازت بها من مبلغ التمويل التأسيسي في تطوير عدتها لصالح شركة قطرية ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية تهدف إلى تطوير وسائل علمية جديدة للتشخيص المبكر للأمراض الفتاكة، وعلاجها، وإدارتها، وهو ما يعزز من مكانة قطر كجهة عالمية رائدة في مهنة الرعاية الصحية.
وقد قدَّمت جامعة حمد بن خليفة خدمة التوجيه على يد خبراء متمرسين، ووفرت إمكانية الوصول إلى مرافقها البحثية العالمية لجميع المتنافسين، وهو ما يُظهر التزامها في مجال البحوث والتعليم من أجل تعزيز الفكر المبتكر والتقدم العلمي الذي يساهم في مسيرة التحول بدولة قطر، ويمتد تأثيره ليشمل العالم على نطاق أوسع، وفقًا للركائز الأساسية الأربع للجامعة، وهي التميز، والإنسان، والابتكار، والشراكة.