تألق طالب كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، ثابت القحطاني، اليوم كمرشد ديني متميز يساهم في تعزيز النمو الفكري والروحي والمعنوي لزملائه من النساء والرجال، من خلال إحياء القيم الإسلامية المتمثلة في المشاركة الفاعلة في المجتمع.
ومن خلال تعاونه مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خلال شهر رمضان المبارك، اكتسب القحطاني مكانة بارزة كمقدّم برامج في التلفزيون القطري، حيث استضاف البرنامج اليومي الخاص "أحسن الحديث"، كما تألق كمقدم إذاعي من خلال برنامج "كنوز السنّة" على إذاعة قطر.
وأكمل القحطاني، وهو طالب برنامج الماجستير في الدراسات الإسلامية من كلية الدراسات الإسلامية، مسيرته المهنية في عام 2017 كمدرس للدراسات الإسلامية في أكاديمية الخدمة الوطنية. وباعتبارها جزءًا من برنامج الخدمة العسكرية في قطر، تقوم الأكاديمية بتخريج طلاب خدمة وطنية بعد خضوعهم لبرنامج تعليمي شامل في التدريبات القتالية، والتخصصات العسكرية، وغيرها من التخصصات الأكاديمية، ويتضمن ذلك دروسًا في التاريخ والثقافة والبيئة والصحة والإسلام.
وأوضح القحطاني كيف ينسجم تخصصه في الفقه المعاصر مع مسيرته المهنية، حيث قال: "تعكس العديد من محاضراتي – وآخرها البث الخاص في رمضان - أهمية الصدق والمحبة والاحترام في الإسلام، وكذلك أهمية الابتعاد عن التعصب، فمن المهم أن ندرك بأن التسامح هو أداة جوهرية لمحاربة التطرف من خلال مبادئ الإنسانية والتفاهم. وهكذا، آمل أن أكون فردًا مؤثرًا في مجتمعنا".
وتابع القحطاني: "بصفتي معلمًا، فإنني مسؤول عن إيصال مبادئ الإسلام لمجموعة من الطلاب الشباب الذين يقفون على أعتاب مرحلة البلوغ، وبالتالي فهم حريصون على اكتشاف دور الدين في حياتنا اليومية. وغالباً ما أتلقى أسئلة حول الإسلام في سياق الزواج والحياة الزوجية، وعلاقات الوالدين، والتفاعل بعدل وحكمة مع أفراد المجتمع".
وقد ساهمت رحلة القحطاني الأكاديمية في كلية الدراسات الإسلامية، والتي تميزت بالتركيز على الإبداع والإنجاز، في إتاحة العديد من الفرص المهنية الإضافية أمامه. وقد تمكن خلال هذا العام وحده من تسجيل نحو 60 برنامجًا إذاعيًا وتلفزيونيًا، كما ألقى سلسلة من المحاضرات في عدد من المساجد المحلية.
"ليكون المرء معلّماً كفؤًا، سواء داخل الفصول الدراسية أو على شاشة التلفزيون أو عبر الإذاعة الوطنية، ينبغي له أن يفهم السياق التاريخي والأخلاقي للإسلام. ومن وجهة نظري، أعتقد أنني كنت محظوظاً بالوصول إلى أعضاء هيئة التدريس والمنشآت عالمية المستوى في كلية الدراسات الإسلامية، مما أتاح لي المشاركة في مناقشات ومشاريع علمية وروحية صقلت مهاراتي الأكاديمية ومعرفتي بالإسلام بالكامل".
وبعد اختياره لكلية الدراسات الإسلامية، عقب سلسلة من المحادثات الملهمة مع أعضاء هيئة التدريس بالكلية، استمد القحطاني إلهامه كمعلم روحي من مجال الدراسات الإسلامية. كما ساهمت الحياة الأكاديمية في حرم جامعي متعدد الثقافات ونابض بالحياة في تشكيل علاقته بالعيش المستدام ضمن حدود الوسائل المتاحة للفرد، بالإضافة إلى أهمية التسامح والاحترام عند التعامل مع الثقافات والتعاليم والمذاهب المختلفة.
وباعتبارها الكلية الأولى التي تأسست في جامعة حمد بن خليفة، تتمتع كلية الدراسات الإسلامية بإرث عريق من التعليم المتميز. وقد توسعت عروض المناهج الدراسية في الكلية مؤخرًا لتغطي عدة مجالات فرعية من الدراسات الإسلامية، وذلك عبر خمسة برامج مبتكرة للدراسات العليا، وهي الإسلام والشؤون العالمية، والتمويل والاقتصاد الإسلامي، والفنون والعندسة والعمارة الإسلامية، والتمويل الإسلامي، والدراسات الإسلامية. ومن هنا، تعتبر قصة القحطاني مشتركة بين جيل من خريجي كلية الدراسات الإسلامية الشباب، الذين يستفيدون من برامج الكلية المبتكرة لتعزيز فرصهم الوظيفية ونجاحهم المهني في مجموعة متنوعة من التخصصات. ويساهم تدفقهم المستمر إلى سوق العمل المحلي في تعزيز النظام الاقتصادي المزدهر في قطر.