يستهلّ الطلاب من جميع أنحاء دولة قطر والمنطقة والعالم هذا الأسبوع رحلتهم الأكاديمية في جامعة حمد بن خليفة (HBKU)، التي تستقبل الطلاب في برامجها السبعة عشر القائمة على البحوث. ومع مجتمع طلابي متنوع يضمّ حوالي (45) جنسية، افتتحت جامعة حمد بن خليفة أبوابها لاستقبال الطلاب الجدد هذا الخريف، وتحت شعار "حيّاكم في جامعتكم"، أعلنت جامعة حمد بن خليفة عن بدء العام الدراسي الجديد.
وفي ضوء الأحداث الإقليمية الأخيرة، تؤكد جامعة حمد بن خليفة أنها ثابتة على التزامها بالعمل كمركز للمعرفة، وتهدف إلى الحفاظ على قيمها ومبادئها القائمة على التميز الأكاديمي. وترحّب الجامعة بالطلاب والعلماء والباحثين من مختلف أنحاء العالم، بناءً على جدارتهم وشغفهم بالمعرفة.
وكلّ عام، يقع اختيار الكثير من الطلاب من شتّى الأمم والثقافات على جامعات المدينة التعليمية، مثل جامعة حمد بن خليفة، لتكون وطنهم الثاني.
وتعليقًا على بدء دراستها العليا في جامعة حمد بن خليفة، قالت دعاء محيسن، وهي طالبة جديدة في برنامج ماجستير الآداب في دراسات الترجمة من غزة في فلسطين: "لقد اخترت كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة حمد بن خليفة لأنها تمتاز ببيئة دراسية رائعة للغاية، حيث يجتمع فيها طلاب ومدرسون من ذوي المؤهلات العالية من ثقافات وخلفيات مختلفة، هدفهم التعلم، والتفاعل، وتبادل المعرفة، والنمو".
وفي هذه البيئة المتنوعة، لا تزال دعاء تشعر بأنها قريبة جدًا من وطنها، حيث قالت: "الدراسة في بلد عربي تجعلني أشعر بالأمان والألفة مع الثقافة القائمة".
ومثل دعاء، يتوافد الطلاب من مختلف أنحاء المنطقة والعالم إلى جامعة حمد بن خليفة كل عام للالتحاق ببرامجها المبتكرة والمتعددة التخصصات، والتي تمتاز بجودتها العالية. وفي بيئة ودية متنوعة وغنية فكريًا، يتم تزويد هؤلاء الطلاب بالأدوات والتقنيات اللازمة؛ للارتقاء بأفكارهم وتطلعاتهم إلى آفاق جديدة بهدف تعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة في دولة قطر وخارجها.
وبينما يمثل التنوع الثقافي في جامعة حمد بن خليفة صورة مصغرة عن العالم، تعكس برامج الجامعة التزامها بالتعددية الفكرية والبحث عن المعرفة، والتعطش للابتكار. وتحقق جامعة حمد بن خليفة ذلك من خلال تقديم برامج متعددة التخصصات هي الأولى من نوعها في المنطقة. ومع وضع البحوث في قلب الرؤية الاستراتيجية للجامعة، يقود الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بجامعة حمد بن خليفة اكتشافات رائدة في مجالات الطاقة والبيئة، وعلوم الصحة والحياة، وتكنولوجيا المعلومات والحوسبة، إلى جانب التحليلات المحفزة للفكر في العلوم الاجتماعية والفنون والعلوم الإنسانية.
وتتطلّع زارا منصور، وهي مواطنة باكستانية مقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتتابع دراستها لنيل درجة الماجستير في العلوم البيولوجية والعلوم الطبية بكلية العلوم والهندسة ، إلى البيئة المتنوعة التي توفرها الجامعة وفرص الاندماج في الثقافة القطرية. وتعليقًا على ما تتوقعه من رحلتها الأكاديمية المقبلة، قالت زارا: "بعد أن نلت شهادة البكالوريوس في التكنولوجيا الحيوية مع مرتبة الشرف، رغبت في استكشاف مجال البحوث وربط الجانب النظري مع الجوانب العملية لعلوم الطب الحيوي. وبفضل ثقافة الترحيب في جامعة حمد بن خليفة، أنا متحمسة للعمل مع الخبراء والعلماء في كلية العلوم والهندسة، ومعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، ليس فقط لاكتساب المعرفة النظرية، بل ولفهم الجوانب العملية للبحوث الطبية الحيوية".
وباعتبارها جامعة محلية، تجسّد جامعة حمد بن خليفة طموحات الأمة، وتستعرض ثقافة الترحيب المتأصلة في التقاليد العربية، وتعتبر الجامعة مركزًا إقليميًا للمعرفة، والقيادة الفكرية، والابتكار.
وسيبدأ الطالب عبد الرحمن، من غانا، دراسته ضمن برنامج ماجستير الآداب في الدراسات الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة هذا الخريف، ويتطلع بشغف لأن تكون تجربته في الجامعة ذات تأثير إيجابي في العالم الإسلامي. وقال: " أود أن أستكشف التحديات المعاصرة التي يواجهها المسلمون حول العالم من خلال التعليم الذي سأحصل عليه في جامعة حمد بن خليفة. وأريد أيضًا أن أساهم في رفع مستوى الوعي وأن أضيف إلى الكفاءات العلمية والمعرفية في الإسلام؛ للمساعدة في التصدي للتحديات التي يواجهها المسلمون." وينضم عبد الرحمن إلى جامعة حمد بن خليفة وهو يحمل درجة ماجستير الفلسفة في دراسة الأديان، ويطمح لأن تساهم تجربته الأكاديمية في الجامعة في مساعدة المجتمع على رؤية الإسلام من وجهة نظر معاصرة.
ومع تجاوز نسبة الطلاب القادمين من الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا (93%)، تعتبر الجامعة مركزًا إقليميًا للباحثين الأكاديميين. وتمنح جامعة حمد بن خليفة الفرصة للطلاب للعمل بشكل وثيق مع المراكز البحثية الوطنية الثلاث - معهد قطر لبحوث الحوسبة، ومعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، ومعهد قطر لبحوث الطب الحيوي. كما يحظون بالفرصة للتعاون مع الجامعات الشريكة في مؤسسة قطر، والمؤسسات الأخرى في جميع أنحاء دولة قطر، لإنجاز بحوثهم وأهدافهم المهنية.
ورحبت السيدة مريم المناعي، نائب الرئيس لشؤون الطلاب، بالطلاب القادمين، وعبّرت عن أفكارها حول التنوّع الطلابي في الجامعة، حيث قالت: "تحتضن جامعة حمد بن خليفة في دولة قطر الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والباحثين من جميع أنحاء العالم. ونحن متحمسون لاستقبال دفعة جديدة من الطلاب الذين ستبدأ رحلتهم معنا، حيث سيجلبون خبراتهم المهنية والشخصية إلى فصولنا الدراسية ومختبراتنا. إن رؤيتهم المتنوعة تعزز مجتمعنا، وتهيئ طلابنا ليصبحوا قادة متميزين لمستقبل أمتنا والعالم".