معهد باستور يوقع مذكرة تفاهم مع جامعة حمد بن خليفة للتعاون

وقعت جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ومعهد باستور مذكرة تفاهم في باريس يوم الجمعة، حيث أعلن الجانبان عن شراكة جديدة للتعاون بشكل وثيق في مجال بحوث الطب الحيوي. وسوف تتعاون المؤسستان البحثيتان على الصعيد الأكاديمي وفي مجالات البحوث والتدريس وتبادل المعرفة. ووقع الاتفاقية سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء جامعة حمد بن خليفة ونائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع؛ والبروفيسور كريستيان بريشوت، رئيس معهد باستور، وذلك خلال حفل خاص أقيم في قطر يوم 29 سبتمبر في سال دي أكت بمعهد باستور.

Her Excellency Sheikha Hind bint Hamad signs an agreement with Institut Pasteur

وشهد حفل التوقيع حضور سعادة خالد المنصوري، سفير دولة قطر إلى فرنسا، والدكتور أحمد حسنة، رئيس جامعة حمد بن خليفة بالإضافة إلى لفيف من كبار المسؤولين من كلتا المؤسستين. 

وفي معرض تعليقها على الشراكة الجديدة، قالت سعادة الشيخة هند: "لطالما لعبت جامعة حمد بن خليفة دورًا بارزًا في دعم الابتكار والبحث العلمي والتميز الأكاديمي في قطر، ونحن نتطلع إلى ترك بصمة عالمية في هذا المجال. ونعتقد بأن التزامنا الراسخ بتحقيق الريادة على مستوى العالم في مجالات الابتكار والتعليم ينعكس في الإنجازات الكثيرة التي حققتها الجامعة منذ تأسيسها".  

وفد جامعة حمد بن خليفة داخل معهد باستر

وأضافت سعادتها: "وبفضل هذه الشراكة الجديدة مع معهد باستور، سيكون الباحثون والعلماء والأكاديميون والطلاب في جامعتنا أكثر اندفاعًا للوصول إلى اكتشافات رائدة في مجالات الرعاية الصحية وعلوم الطب الحيوي وعلم الجينوم".

وعلى مر السنين، واصلت جامعة حمد بن خليفة التزامها بأن تكون جامعة بحثية ذات توجه ابتكاري، وحريصة على معالجة التحديات التي تواجه عالمنا. ومن خلال احتضانها لمراكز بحوث رائدة مثل معهد قطر لبحوث الطب الحيوي وكلية الصحة وعلوم الحياة، فضلً عن العمل مع الشركاء المحليين والدوليين، تسعى الجامعة لأن تكون لاعبًا أساسيًا في قطاع الرعاية الصحية والبحوث في المنطقة.

من جهته، يقدم معهد باستور، الذي سمي تيمنًا بالعالم الكيميائي الشهير لويس باستور، خبرته التي تمتد إلى 130 عامًا مليئة بالاكتشافات الجديدة في مجالات الوقاية وعلاج الأمراض المعدية، حيث قدم المعهد، الحائز على 10 جوائز نوبل، مساهمات لا تعد ولا تحصى في مجالات الطب وعلم وظائف الأعضاء (فيزيولوجيا). واليوم، تواصل وحدات الأبحاث البالغ عددها 130 والموجودة في حرم المعهد في باريس تقديم إسهامات قيمة ذات تأثير عالمي في مجال بحوث الطب الحيوي.

وأضافت سعادة الشيخة هند: "باعتبارها جامعة محلية أنشأتها مؤسسة قطر، فإن الابتكار يمثل أحد القيم الأساسية لجامعة حمد بن خليفة. وانطلاقًا من ذلك، ومدفوعين بروح التعاون، فإن الجامعة قد طورت منظومة حيوية لتعزيز إسهاماتها في الجوانب المعرفية والعلمية، وترك بصمة عالمية".

من جانبه قال البروفيسور كريستيان بريشوت، رئيس معهد باستور: "إن أحد المهام الأساسية لمعهد باستور هي مشاركة خبراته من خلال التدريب والتعليم لدعم بناء القدرات في مجال بحوث الطب الحيوي. وكنا قد شاركنا العام الماضي في تدريب المهنيين الطبيين 

Sheikha Hind bint Hamad Al Thani at Institut Pasteur

العالمين لدى وزارة الصحة في قطر من خلال تنظيم دورة مكثفة حول التحقيق في تفشي الأمراض في الدوحة. وسيسهم توقيع الاتفاقية مع جامعة حمد بن خليفة في تعزيز الشراكة لتشمل المؤسسات التعليمية والمعاهد البحثية التابعة لمؤسسة قطر. كما ستشمل الاتفاقية، إلى جانب الأمراض المعدية، إجراء بحوث حول معظم الأمراض المزمنة السائدة في المنطقة مثل السكري والسرطان والأمراض العصبية والوراثية، لا سيما منها ذات الصلة بمشروع ’جينوم قطر‘ الناجح".

وفي سياق تعليقه على مذكرة التفاهم، قال سعادة الدكتور خالد المنصوري، سفير دولة قطر لدى فرنسا: "إن قطر مستمرة في التزامها الراسخ بتحقيق أهداف التنمية البشرية في الدولة، كما هو محدد في رؤية قطر الوطنية 2030، وحريصة على تعزيز علاقات التعاون التي تجمعها مع فرنسا في مختلف المجالات. وتعد مثل هذه الشراكة بين معهد باستور المعترف به دولياً وجامعة حمد بن خليفة دليلاً على الجهود التي تبذلها قطر في سبيل تقوية شراكاتها بهدف تعزيز آفاق التعاون وتبادل المعرفة. ونحن فخورون بأن تدخل جامعتنا المحلية في شراكة مع المعهد، للعمل معاً على وضع حلول للتحديات الملحة التي يواجهها العالم في مجال الوقاية من الأمراض وعلم الجينوم".

وصرّح سعادة السيد إريك شيفالييه، سفير فرنسا لدى دولة قطر بأن "مذكرة التفاهم الموقّعة من قبل سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء جامعة حمد بن خليفة ونائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والبروفيسور كريستيان بريشوت، رئيس معهد باستور في باريس، بحضور الدكتور أحمد حسنة، رئيس جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، تأتي تجسيدًا للتوجيهات التي قدمتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، قبل بضعة أشهر. وتؤكد هذه الشراكة مجدداً على العلاقات المتينة بين فرنسا وقطر في مجالي التعليم والبحوث. وأنا واثق بأنها ستثري كلا الجانبين بخبرات أكاديمية مميزة وبحوث مبتكرة، ليس فقط في مجال الأمراض المعدية، بل وفي ميادين أخرى مثل علم الجينوم وعلم الوراثة. أنا فخور بهذا التوقيع لأنه كان ضمن أولوياتي خلال فترة عملي في قطر، ولأننا بذلنا جهودًا كبيرة في السفارة الفرنسية لإنجاز هذا المشروع".

وستشهد مذكرة التفاهم بين جامعة حمد بن خليفة ومعهد باستور تعاونًا وثيقًا في الأبحاث المشتركة وتعاونًا أكاديميًا في مجالات علم الجينوم والطب الدقيق. وفي إطار هذه الشراكة، سيعمل طلاب وباحثون وعلماء من كلا المؤسستين على مشاريع بحثية مشتركة اعتبارًا من مطلع العام القادم.

وفي إطار الاتفاقية أيضًا، ستتم إعارة طلاب الدكتوراه وأعضاء هيئة التدريس بين كلا المؤسستين لأغراض التدريب والبحوث. وبعيدًا عن الجانب الأكاديمي، سيتم العمل بنشاط على تعزيز البنية التحتية للرعاية الصحية في قطر، وتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030. وستنظم جامعة حمد بن خليفة ومعهد باستور المؤتمرات والندوات وورش العمل والتدريب بهدف توعية وإلهام الأجيال المقبلة من الباحثين العاملين في مجال علم الجينوم والوقاية من الأمراض المعدية وغيرها من المجالات البحثية.

 

------------

نبذة عن جامعة حمد بن خليفة:
جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، جامعة بحثيّة ناشئة تقوم على التعاون الفريد بينها وبين شركاء دوليين ومحليين. ومن موقعها في المدينة التعليمية، تُقدّم الجامعة مجموعة من البرامج الأكاديمية للشهادات الجامعية، وشهادات الدراسات العليا، من خلال الكليات التابعة لها، والتي تضم: كلية العلوم والهندسة، وكلية القانون والسياسة العامة، وكلية العلوم الصحية والحيوية، وكلية الدراسات الإسلامية، إضافة إلى كليّة العلوم الإنسانية والاجتماعية. كما تُوفّر الجامعة فرصًا غير مسبوقة في مجال البحوث والمنح الدراسية من خلال معاهدها البحثية. ويُقدّم مركز الدراسات التنفيذية التابع لها برامج مصمّمة بشكل خاص لمجتمع الأعمال في قطر والمنطقة بما يخدم رؤية قطر الوطنية 2030.

 

نبذة عن معهد باستور:
يعتبر معهد باستور مؤسسة خاصة لها دور معترف به في العمل الخيري أسسها العالم لويس باستور عام 1887، وهو اليوم مركز مرموق عالميًا في مجال أبحاث الطب الحيوي مع شبكة مكونة من 33 معهدًا حول العالم. وفي ظل مساعيه الرامية لمحاربة الأمراض والوقاية منها في فرنسا وحول العالم، يعمل معهد باستور ضمن أربعة مجالات رئيسية هي الأبحاث العلمية والطبية، والصحة العامة والرصد الصحي، والتعليم، وتطوير الأعمال ونقل التكنولوجيا. ويعمل أكثر من 2500 شخص في حرم المعهد في باريس. ويحظى المعهد بمكانة عالمية رائدة في مجالات الأمراض المعدية، وعلم الأحياء الدقيقة (الميكروبيولوجي)، وعلم المناعة. وتركز وحداته البالغ عددها 130 على أنواع محددة من السرطان، والأمراض الوراثية والعصبية، وعلم الجينوم وعلم الأحياء التطوري. ويهدف هذا البحث إلى توسيع معارفنا بالكائنات الحية في محاولة لوضع أساس لاستراتيجيات الوقاية والعلاج الجديدة. ومنذ تأسيسه، حصل 10 من باحثي معهد باستور على جائزة نوبل في الطب، بما في ذلك تسلم اثنين من باحثيه جائزة نوبل عام 2008 لاكتشاف فيروس نقص المناعة المكتسب (HIV) عام 1983، والذي يسبب الإصابة بمرض الإيدز. لمزيد من المعلومات: www.pasteur.fr/en