نظّم معهد قطر لبحوث الطب الحيوي (QBRI)، أحد معاهد البحوث الوطنيّة الثلاثة المتخصصة التابعة لجامعة حمد بن خليفة (HBKU)، مؤخرًا سلسلة من حملات التوعيّة التي تُركز على أبحاث الدماغ وسرطان الثدي ومرض السكري.
وتُساعد برامج التوعيّة المجتمعيّة التي يُنظّمها معهد قطر لبحوث الطبّ الحيوي على سدّ الفجوة بين المجتمع العلمي والجمهور، وجذب الاهتمام الأكاديمي لعلوم الطبّ الحيوي، وتشجيع الأفراد على إدراك أهميّة الوعي الصحي.
وكان المعهد قد نظّم حملة للتوعيّة بسرطان الثدي في شهر أكتوبر، وحملة للتوعيّة بمرض السكري في نوفمبر، فضلاً عن عدد من الفعاليات التي تُركز على الشّباب للتوعية بأمراض الدّماغ في ديسمبر.
وقال الدكتور هلال الأشول، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الطبّ الحيوي، "يلتزم معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بلعب دور رياديّ في تحسين جودة الرعايّة الصحيّة في قطر. وتُمثل حملاتنا للتوعية المجتمعيّة العناصر الأساسيّة في ضمن استراتيجيتنا الراميّة إلى إشراك الجمهور كشركاء في جهودنا لتحسين الرعايّة الصحيّة، وذلك من خلال تطوير مقاربة جديدة للوقاية والكشف المبكر، والعلاج المستهدف والشخصي للأمراض التي تُؤثر على سكان دولة قطر".
وبحسب منظمة الصحة العالميّة، يُعدّ سرطان الثدي من الأسباب الرئيسة للوفيات الناجمة عن السرطان في جميع أنحاء العالم. وبين النساء القطريات، من المتوقع أن يشهد تشخيص سرطان الثدي زيادة بنسبة 60٪ على مدى السنوات الستّ المقبلة، مما يستدعي المزيد من الوعي بهذا المرض المعقد وإجراء بحوث مكثّفة حول أسبابه، وسبل الوقاية منه، وعلاجه. وفي محاولة لرفع مستوى الوعي حول الاختبارات الذاتية وتثقيف الجمهور حول البحوث الجارية في هذا المجال، نظّم موظفو معهد قطر لبحوث الطب الحيوي وباحثوه سلسلة من الفعاليات والمحاضرات العامّة في جامعة حمد بن خليفة، وجامعة قطر، وفيلاجيو مول، لتثقيف الجمهور حول سرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر عنه، وإطلاع الجمهور على أحدث الاكتشافات الطبية والأنشطة البحثيّة الجاريّة في معهد قطر لبحوث الطبّ الحيوي.
كما أطلق معهد قطر لبحوث الطب الحيوي حملة أخرى بمناسبة اليوم العالمي للسكّري في شهر ديسمبر. وبالتعاون مع الجمعيّة القطريّة للسكّري (QDA)، قام علماء من مركز بحوث السمنة ومرض السكّري في معهد قطر لبحوث الطبّ الحيوي بمناقشة أسباب هذا المرض وعلاجاته في فعالية عامة. وأكد الدكتور عبد الإله الرضواني، والدكتور محمد دهبي من معهد قطر لبحوث الطبّ الحيوي على أهمية الفحص والتشخيص المبكر، وخاصة للأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض؛ من أجل منع ظهور المضاعفات الوعائية المرتبطة بمرض السكري أو تأخيرها، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، وعمى السكري، والفشل الكلوي الناجم عن السكري، وعمليات بتر الأطراف المتعلقة بالسكري. واستجابةً لطلب الجمهور للحصول على معلومات حول أحدث التطورات في العلاجات القائمة على الخلايا الجذعية لعلاج مرض السكري، قدّم الدكتور عصام عبد العليم، والدكتور محمد عمارة من معهد قطر لبحوث الطب الحيوي وجهات نظرهما حول الاكتشافات البحثية الواعدة، والتجارب السريرية الجارية حول الطرق الممكنة لاستخدام الخلايا الجذعية لعلاج مرضى السكري. كما قدما لمحة عامّة عن برنامج بحوث الخلايا الجذعية في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي.
وبالتعاون مع المنظمة الدولية للدماغ (IBRO) وعدد من المؤسسات المحليّة، نظّم معهد قطر لبحوث الطب الحيوي في شهر ديسمبر أيضًا عددًا من الأنشطة التي تُركّز على الشباب لأسبوع التوعية بأمراض الدماغ، وهي مبادرة عالميّة لزيادة الوعي بأهمية بحوث الدماغ. وتمثلت الأهداف الرئيسة من هذه الأنشطة في تعزيز الاهتمام بقضية بحوث الدماغ، وتشجيع الطلاب الشباب على ممارسة المهن المستقبلية في مجال البحوث العلمية وبحوث الدماغ. وتضمّنت الفعاليات نشاطًا لمرحلة ما قبل المدرسة، حيث تمكّن الأطفال من استخدام الطين لنحت قطع على شكل الدماغ وتحديد أجزائه الأساسية، إضافة إلى مسابقة "Brain Talk" حيث تمّ تشجيع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10-12 سنة لتصوير فيلم مدّته 10 دقائق لمناقشة أجزاء الدماغ.
كما نظّم معهد قطر لبحوث الطبّ الحيوي الجولة الأولى من مسابقة "Brain Bee"، وهي مسابقة دولية سنوية مع أكثر من 150 فرعًا في أكثر من 30 دولة، لاختبار فهم الطلاب ومعرفتهم في الصفوف 9-12 للدماغ. وتهدف هذه المسابقة إلى زيادة عدد الطلاب المهتمين بعلم الأحياء، وتُعدّ هذه المسابقة أكبر مسابقة في علم الأعصاب في العالم، ويجري تنظيمها على المستويات المحليّة والوطنيّة والدوليّة. وتُقام المسابقة للمرة الاولى في دولة قطر هذا العام، حيث يتولّى معهد قطر لبحوث الطب الحيوي مسؤولية التنسيق مع المدارس في جميع أنحاء دولة قطر، وتنظيم جولات مختلفة.
وتعليقًا على تجربته في المسابقة، قال أحمد عماد، طالب من مدرسة مصعب بن عمير في قطر وأحد المشاركين في مسابقة "Brain Bee" من معهد قطر لبحوث الطب الحيوي: "لقد استمتعت حقًا بالمشاركة في المسابقة التي أعتقد بأنها مليئة بالتحدّيات والتجارب الممتعة في الوقت ذاته، إذ لم يسبق لي أن شاركت في فعالية مشابهة من قبل، وأعتقد أن ورشة العمل والمسابقة تساعدان حقًا في تهيئة المهتمين بمجالات الطب والبيولوجيا لمستقبل واعد".
وقالت الدكتورة ريم علبي، التي قامت بتنسيق الفعاليات المجتمعية من معهد قطر لبحوث الطب الحيوي: "تُعدّ التوعية المجتمعية وإعداد الجيل القادم من العلماء في قطر أمورًا في غاية الأهمية لما نقوم به في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي. ومن الضروري مشاركة أحدث بحوث الطب الحيوي مع الجمهور، فالهدف النهائي للعديد من مبادراتنا هو تحسين صحة المجتمعات التي نشكّل جزءًا منها. ومن خلال العمل مع المدارس في قطر تحديدًا، نحن نأمل أن ننمّي اهتمام الطلاب بالعلوم وأن نُثبت أنّ ما يفعله الباحثون يتجاوز المختبرات إلى حياة الناس والعائلات في جميع أنحاء العالم".