أعلن معهد قطر لبحوث الحوسبة (QCRI)، أحد معاهد البحوث الوطنية الثلاثة التابعة لجامعة حمد بن خليفة (HBKU)، عن تطوير لوحة مفاتيح مخصصة لأنظمة التشغيل iOS تتيح الكتابة بيد واحدة باستخدام طريقة برايل دون الحاجة للنظر، ومناسبة للمتحدثين بالعربية والإنجليزية على حد سواء. وقام معهد قطر لبحوث الحوسبة بإطلاق لوحة المفاتيح التي تحمل اسم BrailleEasy في يوم الخميس الموافق 12 نوفمبر، بحضور ممثلين عن مركز قطر الاجتماعي الثقافي للمكفوفين، ومعهد النور للمكفوفين، ومدى (مركز التكنولوجيا المساعدة قطر)، حيث لعبت كل جهة دوراً هاماً في تطوير التطبيق. ويساعد هذا التطبيق المكفوفين على الكتابة بسرعة على الأجهزة التي تعمل باللمس، وهي عملية عادةً ما تكون مرهقة جداً وبطيئة.
وبصورة عامة، يعتبر استخدام الأجهزة التي تعمل باللمس، مثل الهواتف الذكية، مزعجاً إلى حد ما بالنسبة للمكفوفين. وعلى الرغم من أن أنظمة التشغيل توفر خيارات الوصول الأساسية التي تساعدهم على التنقل من خلال القوائم في الأجهزة، إلا أن عملية الكتابة لا تزال بطيئة جداً. ومنذ نهاية عام 2014، قدم نظام التشغيل iOS لوحة مفاتيح مماثلة لطريقة برايل يمكنها زيادة سرعة الكتابة بشكل كبير، لكنها تتطلب من المستخدمين الكتابة بكلتا اليدين.
وقام معهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة بتطوير لوحة مفاتيح خاصة تجمع بين الكتابة بشكل مريح بيد واحدة مع سرعة الكتابة بكلتا اليدين بطريقة برايل، إذ تستند إلى نظام برايل الأصلي للكتابة بكلتا اليدين مع تطويره لإتاحة القدرة على الكتابة بيد واحدة، مما يسهم في استخدام الأجهزة المحمولة براحة أكبر. ومع إجراء تعديل بسيط يتمثل في تحويل الكتابة بنظام برايل بكلتا اليدين إلى نظام من إيماءتين، يمكن للمستخدمين تعلم كيفية استخدام لوحة المفاتيح BrailleEasy بسرعة.
وتعليقاً على إطلاق التطبيق، قال الدكتور ستيفان فوغل، مدير الأبحاث لتقنيات اللغة العربية في معهد قطر لبحوث الحوسبة: "يجري استخدام الهواتف الذكية والساعات الذكية بشكل متزايد وعلى نطاق واسع في اتصالاتنا اليومية، وتستند هذه الاتصالات في معظمها على النصوص. ويعتبر استخدام هذه الأجهزة سهلاً للغاية بالنسبة للأشخاص المبصرين، لكن الأمر مختلف بالنسبة للمكفوفين. وقد كانت عملية تطوير تطبيق كتابة برايل هذا بالتعاون الوثيق مع المجتمع المحلي تجربة مجزية للغاية".
وقالت باربرا سيبيك، المطوّرة الرئيسية للتطبيق: "نظراً لتطويرها في المقام الأول للمستخدمين المكفوفين، تتجاهل لوحة المفاتيح هذه تماماً أيّ نوع من مفاتيح الأحرف وتسمح بحركات اليد أثناء الكتابة. كما تقدم لوحة المفاتيح هذه وظيفة تصحيح الأخطاء".
كما قال فيصل محمد الكوهجي، رئيس مجلس إدارة مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين: "لقد تم تطوير هذا التطبيق بفضل اهتمام معهد قطر لبحوث الحوسبة بالتعاون مع مؤسسات رعاية المكفوفين، ونحن سعداء جداً بتواصلهم وتعاونهم معنا. وسيكون هذا التطبيق الرائع مفيداً جداً ليس للمستخدمين المكفوفين في قطر وحسب، ولكن للمكفوفين في جميع أنحاء العالم أيضاً. وينطوي التطبيق على أهمية كبيرة للمكفوفين الذين الذين لا يستطيعون سوى استخدام يد واحدة فقط، إذ أنهم من دونه لن يكونوا قادرين على التواصل باستخدام تقنية الشاشة التي تعمل باللمس".
وللمستخدمين غير المعتادين على الكتابة بطريقة برايل أو الذين يودّون ببساطة التدرّب على استخدام لوحة المفاتيح، هناك تطبيق مستقل يحمل اسم BrailleEasy-Tutor يقدم لهم الإرشادات لإتقان هذا النوع الجديد من الكتابة. وقال إكرام أحمد، من مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين، بعد استعراض هذه التقنية خلال حدث الإطلاق يوم الخميس: "إنها فكرة مبتكرة جديدة، إنجاز حقيقي بكل ما للكلمة من معنى، حيث لا يوجد أي تطبيق آخر يتيح استخدام يد واحدة للكتابة بطريقة برايل بلغة واحدة، فكيف بلغتين. وأنا فخور جداً أن هذا التطبيق قد تم تطويره في العالم العربي".
ويعمل الإصدار الحالي من BrailleEasy وتطبيق التعليم المستقل على نظام iOS 8.0 أو أعلى، وهما متوافقان تماماً مع ميزة VoiceOver (تقنية أبل لدعم الوصول للمكفوفين)، كما يدعمان اللغتين الإنجليزية والعربية.
وأكّد الدكتور أحمد المقرمد، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة، على قيمة هذه البحوث قائلاً: "يجسّد هذا النوع من البحوث والنتائج المرتبطة بها تماماً الأسئلة التي أوجهها دائماً للباحثين في المعهد، وبالتحديد: كيف يمكننا إحداث فارق حقيقي؟ ولماذا يعتبر ما نقوم به مهماً؟ ويقدّم تطبيق BrailleEasy إجابة مباشرة لهذه الأسئلة من خلال تمكين المكفوفين من التواصل بسهولة وثراء مع المجتمع والبيئة المحيطة بهم".
ويركز معهد قطر لبحوث الحوسبة على مواجهة التحديات واسعة النطاق في مجال الحوسبة تماشياً مع الأولويات الوطنية للنمو والتطوير. ولتحقيق ذلك يجري معهد قطر لبحوث الحوسبة أبحاثاً حاسوبية متعددة التخصصات وعلى مستوى عالمي بما ينسجم مع احتياجات قطر والمنطقة العربية والعالم. كما يقوم المعهد بإجراء بحوث متطورة في مجالات تشمل تقنيات اللغة العربية، والحوسبة الاجتماعية، وتحليل البيانات، والنظم الموزعة، والأمن المعلوماتي، والحوسبة العلمية والهندسة.