تفخر دار جامعة حمد بن خليفة للنشر بكونها من أشد الداعمين للأدب والتعلم، وتنتهز فرصة الاحتفال باليوم الدولي للتعليم للتأكيد على دور الأدب كوسيلة فعّالة للتغيير الإيجابي. ويُعد اليوم الدولي للتعليم مناسبة سنوية أسستها منظمة اليونسكو للاحتفاء بالتعليم، وتُقام هذا العام تحت شعار "التعليم من أجل سلام دائم" في سبيل إنهاء الصراعات الدائرة، التي تؤججها التفرقة والعنصرية والكراهية ورُهاب الآخر والمعلومات المضللة وغير ذلك. ويؤدي الأدب دورًا حيويًا للتخفيف من وطأة الصراعات بوصفه علاجًا ناجعًا للعنف، فعبر القراءة تُروى بذور المعرفة والقيم والمواقف النبيلة وتُزهر حتى تصبح لبِنات متينة في تكوين مواطن متصالح مع نفسه ومنفتح على الآخر.
وعن هذا اليوم، يقول السيد بشار شبارو، المدير التنفيذي لدار جامعة حمد بن خليفة للنشر: "إن دار جامعة حمد بن خليفة للنشر مؤسسة عالمية، رسالتها تقديم الأصوات القطرية والعربية والشرق أوسطية الرائدة إلى العالم، وإننا بمناسبة اليوم الدولي للتعليم نود أن نعبر عن احتفائنا بهذه الأصوات التي طالما ساهمت في توجيه الخطاب النقدي العالمي، وطرح موضوعات ذات أفكار عميقة من منظور فريد. كما أننا نسعى بدأب إلى نشر وترجمة الكتب التي تحمل للقارئ رسالة عن أهمية التعلم لكل الأعمار، إضافة إلى الكتب المصنفة كتبًا تعليميةً، والقادرة على تقديم دروس جوهرية نابعة من التجربة الإنسانية الشاملة".
وإن كان الصغار لا يستطيعون الارتحال حول العالم بمفردهم، غير أنهم يتمكنون برفقة الكتب من سبر أغوار العوالم الظاهرة والخفية، وكشف أسرار الطبيعة المتنوعة من على الأريكة في منازلهم، وعلى ذكر العالم والأوطان، نقدم كتاب "أطباق الوطن" للكاتبة المتميزة في أدب الطفل غنوة يحيى، والذي يصحب القارئ الصغير في رحلة ممتعة حول العالم لاكتشاف ثقافات مختلفة من مطابخ متعددة. ويحكي الكتاب عن تجربة ليان وأصدقائها عند استكشافهم وصفات طعام من دول عديدة بوصفها من معالم التراث الخاص للبلدان، وما رافق ذلك من مشاعر الفخر في النفوس، وقد فاز الكتاب بالمركز الأول في جائزة الكتاب العالمي عن فئة التنوع الثقافي وشؤون الأسرة.
ولأن مرافقة الكتاب في الصِغر ليست رياضة فكرية فحسب، بل إنها فرصة لا تُعوض للاطلاع على ثقافات وأفكار جديدة، تهتم الدار بإعداد القارئ الصغير لكي يصبح مواطًنًا واسع المعرفة وغزير العاطفة، قادرًا على حمل راية السلام ليجوب بها كل البلدان، ويتجلى ذلك في الكتاب الحائز على جائزة اليعسوب الملكي "صندوق واحد وقلوب كثيرة" للكاتبة بيان خالد، والذي يؤكد على أهمية تنمية الأوطان، والحاجة إلى التفاهم والمشاركة المجتمعية عند التعامل مع ثقافات أخرى والتعرُّف عليها عن كثب. وتدور أحداث القصة حول لانا وأسرتها بعدما زجت بهم النزاعات بعيدًا عن الوطن، لتكشف للقراء إن كان باستطاعتها العثور لنفسها على وطن آخر؟
في المقابل، تقدم دار جامعة حمد بن خليفة للنشر للبالغين كُتبًا قيِّمة بمادتها التعليمية التي تدعم التعلم بوصفه أسلوب حياة، فنجد أن كتاب "التنوع الثقافي في قطر" للكاتب مفلح العنزي يقدم تحليلًا شاملًا للطبيعة الثقافية المتنوعة في دولة قطر، ومن خلال خبرته المهنية الواسعة في العديد من المؤسسات المتميزة ثقافيًا عبر العالم، وأسفاره التي زار خلالها أكثر من ثلاثين بلدًا، استطاع الكاتب أن يجعل من هذا الكتاب إضافةً قيّمةً لأي مكتبة، سواء كانت خاصة أو عامة. كما يقدم الكتاب لقرائه معلومات عميقة ودقيقة مما يجعله مرجعًا علميًا للباحثين والقادة والموظفين الإداريين في مختلف السياقات.
وأخيرًا يأتي كتاب "تيرانوفا في يومها الأخير" للكاتب الإسباني القدير مانويل ريفاس، ليسرد قصة مؤثرة عن المكتبة العائلية تيرانوفا التي تتعرض لخطر الإغلاق رغبة في طمس تاريخها المناهض للديكتاتورية، لا سيما أنها كانت يومًا مستقرًا مكينًا لكنوز ثقافية من الكتب والأفكار العابرة للحدود والبحار، ورمزًا للحفاظ على المعرفة والتاريخ والأدب وحمايتهم في عالم بات في أمس الحاجة إلى التغيير نحو الأفضل.