دراسة بحثية أعدها باحثون في حديقة القرآن النباتية لدراسة تأثير الأسمدة العضوية على النخيل

الدراسة أعدها باحثو حديقة القرآن النباتية بالتعاون مع قسم الزراعة النسيجية بوزارة البلدية

صورة لأشجار النخيل

قام فريق من الباحثين من قسم الزراعة النسيجية بإدارة البحوث الزراعية في وزارة البلدية وحديقة القرآن النباتية بجامعة حمد بن خليفة بنشر دراسة بحثية محكّمة في "دورية البستنة والغابات" في ديسمبر 2024، تهدف لاستقصاء تأثير الأسمدة العضوية على نمو وجودة أصناف النخيل القطرية. وركزت الدراسة على مقارنة الأسمدة العضوية مثل شاي الكومبوست، وحمض الهيوميك، والأسمدة الحيوية مع الأسمدة الكيميائية، ولقد أظهرت النتائج تعزيزًا كبيرًا في خصوبة التربة وجودة وتحسن نباتات النخيل المزروع بالأنسجة والأسمدة الطبيعية. وأجريت هذه الدراسة في إطار جهود دولة قطر لتعزيز الزراعة المستدامة وتقليل الأثر البيئي.

وتعكس هذه النتائج التقدم الكبير المحرز في مجال الزراعة المستدامة في قطر، فلقد أظهرت الدراسة التأثير الإيجابي الملحوظ للأسمدة العضوية ودورها في تحسين خصائص التربة وزيادة مستويات النيتروجين، الأمر الذي يزيد من إنتاجية أصناف النخيل القطرية المزروعة بالأنسجة. ولم تساهم هذه الدراسة في رفع الإنتاجية الزراعية في قطر فحسب، بل قللت أيضًا من الاعتماد على الأسمدة الكيميائية وحدت من تأثيراتها السلبية، فضلًا عن تعزيز استدامة القطاع الزراعي، وتحقيق الأمن الغذائي، والحفاظ على البيئة القطرية.

وفي هذا الصدد، قالت السيدة فاطمة صالح الخليفي، مدير حديقة القرآن النباتية بجامعة حمد بن خليفة: "تعتبر هذه الدراسة خطوة مهمة نحو تعزيز ممارسات الزراعة المستدامة في قطر، فقد بات بوسعنا تحسين جودة التربة وزيادة إنتاجية المحاصيل بما يتماشى مع الأهداف البيئية للدولة من خلال استخدام الأسمدة العضوية؛ ونحن في حديقة القرآن النباتية نسعى دائمًا إلى تطبيق أساليب علمية مبتكرة لدعم استدامة البيئة المحلية، وتمثل هذه الدراسة إضافة مهمة لرؤيتنا في تحقيق الأمن الغذائي والحفاظ على الموارد الطبيعية في قطر".

ومن جانبه، قال السيد حمد ساكت الشمري، مدير إدارة البحوث الزراعية في وزارة البلدية: " تمثل هذه الدراسة إنجازًا مهمًا في مجال البحوث الزراعية في دولة قطر، كما تسلط الضوء على أهمية التعاون مع حديقة القرآن النباتية وجامعة حمد بن خليفة في استخدام الأسمدة العضوية لتعزيز إنتاجية وتحسين نمو أصناف النخيل القطرية المزروع بالأنسجة، ونؤكد التزامنا بتطوير حلول مستدامة تتماشى مع رؤية قطر 2030 في مجالات الأمن الغذائي والحفاظ على البيئة. كما تعزز مخرجات هذه الدراسة من قدرتنا على تطبيق الممارسات الزراعية المبتكرة لتحقيق الاستدامة الزراعية في قطر".

تجدر الإشارة إلى أن الدراسة قد أجريت في مركز صون الموارد النباتية بحديقة القرآن النباتية التابعة لجامعة حمد بن خليفة، على أصناف النخيل القطري "الشيشي" و"نبت سيف" اللذين تم إكثار زراعتهما بتقنيات الزراعة النسيجية من قبل قسم الزراعة النسيجية بإدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية، كما شارك في الدراسة 6 متخصصين من كلا الجهتين في تعاون أثمر عن نشر الدراسة في مجلة البستنة والغابات المعروفة في مجال النشر العلمي المحكّم لدراسات البستنة والنباتات. كما أن هذه الدراسة تفتح آفاقًا جديدة لاستخدام التقنيات الحديثة مثل تقنية الزراعة النسيجية في إكثار نخيل التمر القطري وتحسين الممارسات الزراعية في البيئات الجافة مثل دولة قطر، وتعد أساسًا لتوسيع استخدام الأسمدة العضوية في الزراعة المستقبلية.