عقدت كلية الدراسات الإسلامية في قطر (QFIS) التابعة لجامعة حمد بن خليفة (HBKU)، اجتماعًا للرؤساء التنفيذيين لمناقشة موضوع "التمويل الإسلامي: التوقعات والواقع"، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 10 نوفمبر، حيث نظّمه مركز الاقتصاد والتمويل الإسلامي، أحد المراكز البحثية التابعة لكلية الدراسات الإسلامية في قطر.
وجاء تنظيم هذا الاجتماع كخطوة استباقية بادرت بها كلية الدراسات الإسلامية في قطر بهدف تشجيع الحوار البنّاء بين الأوساط الأكاديمية وقادة القطاع المالي؛ لبناء فهمٍ لوجهات النظر المختلفة بشأن القضايا الهامّة، وتوفير منتدًى لمناقشة فرص التعاون؛ لبناء قطاع مالي قويّ ومستقر في قطر وخارجها. كما أتاح الاجتماع الفرصة للنظر في القضايا الاستراتيجية التي تواجه قطاع التمويل الإسلامي اليوم. وقد غطّت محاور النقاش موضوعات مثل الأهداف الأساسية للمصارف الإسلامية في بيئة اقتصادية تُركّز على السوق، والفرق في تصوّرات التمويل الإسلامي وواقع القطاع، وكيف يمكن للمصارف الإسلامية أن تدعم احتياجات الخريجين الجُدد الباحثين عن فرص عمل وتوقعاتهم؟
وألقى الكلمة الترحيبية بالنيابة عن الدكتورة عائشة المناعي، عميد كلية الدراسات الإسلامية في قطر، الدكتور محمد خليفة، أستاذ مقارنة الأديان في الكلية، وتلى ذلك تصريحات من قِبَل الدكتور سيد نظيم علي، مدير مركز الاقتصاد والتمويل الإسلامي في كلية الدراسات الإسلامية في قطر، والدكتور طارق الله خان، أستاذ التمويل الإسلامي في الكلية.
وضمّت قائمة الحضور كلاً من السيد يوسف الجيدة، الرئيس التنفيذي لهيئة مركز قطر للمال، والسيد هاشم العقيل، الرئيس التنفيذي لشركة بيت الاستثمار، والدكتور أسامة الدريعي، الرئيس التنفيذي لشركة بيت المشورة، يُضاف إلى ذلك مسؤولو إدارات عليا يمثلون الرؤساء التنفيذيين لمصرف قطر الإسلامي، ومصرف الريان، وأكاديمية قطر للمال والأعمال، ومجموعة إزدان، ومجموعة بنك الدوحة، و(كيو إنفست)، و(صلتك). كما شارك في الاجتماع أكاديميون من كلية الدراسات الإسلامية في قطر، وكل من كلية الحقوق، وكلية العلوم والهندسة في جامعة حمد بن خليفة، وجامعة جورجتاون، وجامعة قطر. وشارك أيضًا أكثر من اثني عشر طالبًا من جامعة حمد بن خليفة في هذا الحدث، حيث أتيحت لهم الفرصة للتواصل وتبادل آرائهم مع قادة القطاع.
وتولّى البروفسور حبيب أحمد، أستاذ التمويل الإسلامي في جامعة درهام والأستاذ الزائر في كلية الدراسات الإسلامية في قطر مهمة الإشراف على الحدث الذي استمرّ طيلة اليوم وقدّم العديد من فرص التواصل بين الخبراء وطلاب جامعة حمد بن خليفة.
وفي كلمته الترحيبية، أشاد الدكتور محمد خليفة بالقيادة الحكيمة والرعاية الكريمة لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، لرؤية المؤسسة المتمثلة بإعداد شعب قطر والمنطقة لمواجهة التحديات في عالم دائم التغير، وتعزيز مكانة قطر الريادية في مجال التعليم والبحوث المبتكرة. وأشار الدكتور خليفة إلى أن الاجتماع الذي جاء تماشيًا مع هذه الرؤية، قد أتاح الفرصة لفهم مجال الاقتصاد والتمويل الإسلامي وتعزيزه من خلال توفير مناقشات مفتوحة بين قادة القطاع والأوساط الأكاديمية، مع منح الطلاب الفرصة للمشاركة بشكل أكبر في قطاع الاقتصاد والتمويل الإسلامي في قطر.
وتوجّه الدكتور سيد نظيم علي الذي يترأس هذه المبادرة بالشكر لقادة القطاع لمشاركتهم في هذا الحدث، واصفًا جلسات النقاش بأنها "تُساهم في توفير قنوات اتصال مخصصة بين قطاع التمويل والأكاديميين. وأنها فرصة مهمة لفهم ظاهرة التمويل الإسلامي بشكل أفضل، واستعراض الاستراتيجيات اللازمة لتعزيز هذا القطاع ومناقشتها". كما نوّه الدكتور علي بأن أحد أبرز أهداف هذا الاجتماع هو الحصول على ملاحظات قادة القطاع وآرائهم حول طبيعة الدعم الذي يمكن للأكاديميين توفيره للقطاع".
ففي الاقتصاد القائم على المعرفة يمكن للترابط القوي بين البحوث والسياسات والممارسات أن يضمن النموّ الاقتصادي المستدام والشامل في الاقتصادات الوطنية والإقليمية والعالمية. ولتعزيز هذه المهمة أطلقت كلية الدراسات الإسلامية في قطر مبادرة لتعزيز الحوار بين أصحاب المصلحة الرئيسين في قطاع الاقتصاد والتمويل الإسلامي. وقد نجحت كلية الدراسات الإسلامية في قطر من خلال مركز الاقتصاد والتمويل الإسلامي التابع لها في بناء شراكات وطنية مع مؤسسات رائدة. وهي تواصل تنظيم سلسلة من المحاضرات العامة، وورشات العمل والندوات التي تهدف إلى تعزيز فهم وجهات النظر الإسلامية حول الاقتصاد والتمويل.
وفي ختام الاجتماع أقرّ المشاركون بضرورة تبادل وجهات النظر بين قادة القطاع والأكاديميين بشكل منتظم. وسيقوم مركز الاقتصاد والتمويل الإسلامي قريبًا بنشر تقرير يُوضّح مداولات الاجتماع ويستعرض تفاصيل التوصيات المنبثقة عنه.
وتجدر الإشارة إلى أن جامعة حمد بن خليفة تستقبل الآن طلبات الالتحاق بدفعة خريف 2016 في برنامج ماجستير العلوم في التمويل الإسلامي، يُضاف إلى ذلك مجموعة متنوعة من البرامج الأخرى. وتدعو الجامعة المهتمين بالدراسات العليا لزيارة موقعها الإلكتروني والإطلاع على مزيد من المعلومات حول العروض الأكاديمية التي توفرها الجامعة.