معهد قطر لبحوث الطب الحيوي يستضيف دورة تدريبية للمهنيين
معهد قطر لبحوث الطب الحيوي يستضيف دورة تدريبية للمهنيين

اختتم معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة، يوم الاثنين الموافق 23 إبريل دورتين تدريبيتين احترافيتين حول إدارة مقياس ملاحظة تشخيص التوحد – النسخة الثانية (ADOS-2) ومقابلة تشخيص التوحد -- المراجعة (ADI-R)، وذلك في إطار التزام المعهد برسالته الهادفة لبناء القدرات في مجال خدمات مرض اضطراب طيف التوحد. وتمت دعوة مجموعة من المهنيين المؤهلين من مؤسسات مختارة لحضور الصفوف التي استمرت لثمانية أيام ضمن مجمع البحوث بجامعة حمد بن خليفة في المدينة التعليمية. 

وكانت الجلسات موجهة للأطباء والمهنيين الذين لديهم خبرة في العمل مع الأفراد المصابين بالتوحد – سواء على المستوى الطبي أو على مستوى البحثي. وقال الدكتور عمر الأجنف، المدير التنفيذي بالإنابة لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي: "نحن ملتزمون بتحسين وتحويل الرعاية الصحية من خلال الابتكار في الوقاية والتشخيص وعلاج الأمراض والاضطرابات التي تؤثر على سكان قطر والمنطقة. ونعتقد بأن هذا التدريب سيساعد في تعزيز خدمات التشخيص للأفراد الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد في بلادنا، ونتطلع إلى مزيد من الفرص التي سيتم استكشافها في المستقبل".

وتعد النسخة الثانية من مقياس ملاحظة تشخيص التوحد ومقابلة تشخيص التوحد أداتين رئيسيتين لتشخيص الإصابة باضطراب طيف التوحد. وقد اعترف الباحثون بأهمية هاتين الأداتين نظرًا للخصوصية والحساسية العالية التي يتمتعان بها. وأقيم التدريب المهني بالتعاون مع شركة (BeginningwithA)، وهي شركة استشارات مستقلة مقرها كامبردج في المملكة المتحدة، تقدم تدريبات وخدمات نوعية للمهنيين والمصابين بالتوحد. وبعد إتمام الدورات بنجاح، منح المشاركون شهادات إتمام تثبت قدرتهم على التعامل مع المرض سريريًا. كما أتيحت لهم الفرصة للقيام بمهام عملية بعد الدورة لتقييم قدرتهم على التعامل مع المرض من الجانب البحثي.

وفي معرض تعليقها على الدورتين الأخيرتين، قالت الدكتورة رايشيل أرشارد، إحدى المشاركات في الدورات: "كان تدريب النسخة الثانية من مقياس ملاحظة تشخيص التوحد مفيدًا للغاية من ناحية تقييم وتشخيص اضطراب طيف التوحد. حضر التدريب مجموعة من الأطباء بينهم علماء نفس وأخصائيو علاج النطق، والمعالجون المهنيون. وكان من المفيد الاستماع إلى الآراء المختلفة للمهنيين والتعرف على النهج الذي يتبعونه إزاء مقياس ملاحظة تشخيص التوحد. يسمح هذا النهج متعدد التخصصات بتوفير مجموعة من خيارات التدخل للشباب وأسرهم في قطر. لقد فاق هذا التدريب توقعاتي، لا سيما مع فرصة مراقبة وممارسة مقياس ملاحظة تشخيص التوحد مع أسر حقيقة. وأنا متحمس لاستخدام هذا المقياس مع الشباب هنا في مركز سدرة للطب."

بالنسبة للعديد من المشاركين، كانت دورات التدريب ذات قيمة هائلة لنجاحهم المهني. وبناءً على ذلك، قالت الدكتورة أدوليس عبد المنعم، طبيب أطفال متخصص في التنمية والسلوك في مركز تطوير الطفل التابع لمؤسسة حمد الطبية: "قبل حضور الدورة التدريبية كان لدي إلمام بسيط بمقياس ملاحظة تشخيص التوحد، ولكن الآن، بعد إكمال هذه الوحدة التدريبية، أصبحت واثقة أكثر بكيفية إدارة المقياس. لقد تم شرح الوحدات المختلفة بوضوح من خلال مقاطع الفيديو والعروض التقديمية، وهو ما جعلني أفهم هذه الوحدات أكثر وأعرف تمامًا متى يمكنني استخدام كل واحد منها، والفرق بين النسختين الأولى والثانية من المقياس. كانت هذه الدورة مفيدة للغاية، والأهم أنها ذات صلة بمجالي، كما أنها وفّقت بين التدريب العملي والنظري".

وتعتبر هذه الدورات الأحدث ضمن سلسلة مبادرات ينظمها المعهد للتوعية بمرض التوحد. وتم إطلاق هذه الحملة التوعوية التي تستمر لشهر كامل من أجل دعم الاحتفال السنوي العاشر باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، الذي يتم الاحتفال به على مستوى العالم في الثاني من شهر أبريل. وحتى يومنا هذا استضاف المعهد مجموعة من الفعاليات الاجتماعية والحوارات والعروض التقديمية التي قدمها خبراء متخصصون.

هذا ويعتبر معهد قطر لبحوث الطب الحيوي أحد معاهد الأبحاث الوطنية الثلاثة التابعة لجامعة حمد بن خليفة، ويدعم الأولويات الصحية الوطنية لدولة قطر من خلال الأنشطة البحثية والاختراقات العلمية التي تؤثر على البلاد والمنطقة عمومًا. وباعتباره مكرسًا لتحسين توافرية خدمات الرعاية الصحية التي تستهدف سكان قطر والعالم، يقود معهد قطر لبحوث الطب الحيوي المبادرات التي تهدف لدعم المصابين بالتوحد من أجل تعزيز فهم أفراد المجتمع لهذا المرض.