تركز أبحاثه الرئيسية على تحلية المياه ومعالجتها وترشيد استهلاكها
يلتزم مركز المياه في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، وهو جزء من جامعة حمد بن خليفة، بمواصلة تقديم الدعم اللازم لمعالجة تحديات الأمن المائي في قطر، من خلال إجراء البحوث والتطوير والابتكار، من أجل تحسين جميع مراحل دورة المياه في قطر، حيث يركز على القضايا الأساسية، بما في ذلك، موارد المياه، وتحلية مياه البحر، ومعالجة مياه الصرف الصحي، وإعادة استخدامها، تماشيًا مع رؤية قطر الوطنية 2030.
يوفر مركز المياه في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة حلولاً وبيانات تقنية لتأمين ودعم أفضل الممارسات وتطوير السياسات في مجال المياه في قطر. وفي هذا الصدد، تقول الدكتورة جيني لولير، مدير البحوث في المركز: "تواجه قطر تحديات مائية محددة ناتجة عن بيئتها الصحراوية. كما يبحث فريق العمل لدينا في إطار دعم استراتيجية قطر الوطنية للبحوث في جوانب متنوعة، مثل الموارد المائية الاستراتيجية في البلاد، سواءً المياه الجوفية وغيرها من مصادر المياه الأخرى غير التقليدية، مثل إعادة استخدام المياه المعالجة. ونركز بشكل كبير على تطوير أحدث الحلول التكنولوجية، لمواجهة تحديات توفير مياه الشرب النظيفة والآمنة من خلال تحلية المياه، فضلاً عن معالجة مياه الصرف، لضمان الحد من إهدار هذا المورد الثمين إلى أدنى مستوى ممكن."
ويواصل مركز المياه في الوقت الحالي تنفيذ العديد من المشاريع، بما في ذلك، معالجة مياه الوضوء في المساجد، وإعادة استخدام مكثفات مياه التبريد، ومعالجة مياه الري الزراعي في المناخات الصحراوية، وتطوير أنظمة الترشيح الفيزيائية، مثل الأغشية والفلاتر، وإدارة المياه الملحية، ومياه الصابورة، وتوصيف السطح التحتي والتربة، وتحديد استراتيجيات لتغذية وملء طبقة المياه الجوفية التي تُدار بعناية. وتُعد عملية الأكسدة المتقدمة لمعالجة مياه الصرف هي أحد المشاريع التي أوشكت على الانتهاء.
من جانبه، يوضح الدكتور جايا براكاش ساثاسيفام، العالم في مركز المياه أن "أحد التحديات التي تواجه مياه الصرف المعالجة هو احتمال وجود ملوثات دقيقة ضارة، مثل الأدوية والمبيدات الحشرية والملدنات،" مضيفًا أنه "يمكن أن تكون الملوثات الدقيقة ضارة بالبيئة أو بصحة الإنسان، ويمكن أن تتراكم وتؤثر على صحة الإنسان من خلال سلاسل الغذاء. ونحن نعمل حاليًا على العديد من تقنيات الأكسدة، مثل الأوزون وبيروكسيد الهيدروجين، وماء الأوزون المعالج بالأشعة فوق البنفسجية، لتكوين الأيونات الحرة التي تتخلص من الملوثات الدقيقة وغيرها من المواد العضوية الضارة."
وتضيف د. لولير: “هناك مصادر مائية أخرى وتدفقات نستهدفها، ومنها على سبيل المثال، مياه الوضوء في المساجد. فمن خلال معالجتها بشكل صحيح، يمكن إعادة استخدام هذه المياه للري الزراعي أو لأغراض أخرى غير الشرب. كما نعمل على استكشاف طرق ومواد مستحدثة لمعالجة المياه، وبعد ذلك سنركز على تغيير نظرة المجتمع تجاه إعادة استخدام المياه المعالجة. ونخطط لاستضافة حملة توعوية لتوضيح كيف يمكن إعادة استخدام المياه المعالجة لأغراض متنوعة ".
على جانب آخر، أسس مركز المياه في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة عددًا من أوجه التعاون مع الجهات المعنية في قطر، بغرض تضافر الجهود المبذولة، لتحقيق هدف مشترك متمثل في تعزيز ترشيد استهلاك المياه والحفاظ عليها. وقد صرح الدكتور مارك فيرميرش، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، قائلاً: "تُعد شراكاتنا مع هذه الجهات المعنية مهمة في معالجة التحديات المتعلقة بالأمن المائي في قطر. وقد جاء نجاحنا نتيجة للجهود المشتركة مع المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص، حيث نعمل عن كثب لتطوير حلول ملموسة لفائدة دولة قطر. وفي هذه السياق، يعمل معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة أيضًا كحلقة وصل تربط بين الجهود المتعددة والجاري تنفيذها على مستوى البلاد، وكعامل مساعد في تطوير أفكار وحلول مبتكرة وجديدة."
ويضيف الدكتور مارك قائلاً: "نحن نعمل حاليًا مع كهرماء على رصد وتخفيف أثر تسرب مياه البحر وتوصيف التربة. وفي الوقت نفسه، ومن خلال اتفاقية تمتد لنحو 20 عامًا مع شركة الكهرباء والماء القطرية، نقوم بتطوير برنامج اختبار تجريبي لتكنولوجيا تحلية المياه ذات التقطير متعدد الآثار بالتعاون مع وزارة البلدية والبيئة، حيث نعمل على تأسيس عملية التناضح العكسي التي تعمل بالطاقة الشمسية، ومع هيئة الأشغال العامة، نقوم بتطوير محطة تجريبية تركز على عمليات الأكسدة المتقدمة اللازمة لمعالجة مياه الصرف."
كما أفاد الدكتور عبد الناصر أبو خليوة، العالِم في مركز المياه: "سيمكّن تعاوننا مع شركة الكهرباء والماء القطرية فريقها من الاستفادة من خبرتنا العلمية والتقنية. واعتبارًا من اليوم، تسير المرحلة الأولى من البرنامج على الطريق الصحيح، من خلال استكمال تركيب محطة التحلية التجريبية المتقدمة ذات التقطير متعدد الآثار في موقع دخان، والمقدمة من شركة الكهرباء والماء القطرية، وفي نفس الوقت تستمر أعمال الاختبار والتسليم لإتمام المرحلة الأولى من المشروع. وستمكّن المحطة التجريبية من تطوير مفهوم جديد من شأنه تقليل استهلاك الطاقة وتحسين كفاءتها في تكنولوجيا التقطير متعدد الآثار." وسوف يمتد برنامج الدراسة التجريبية لبعض الوقت، مع إجراء أبحاث على أنابيب البوليمر المحسنة حراريًا، للتخفيف من أثر التآكل والتلوث الذي تتعرض له الأنابيب المعدنية المستخدمة في الوقت الحالي.
ويعمل العلماء في مركز المياه، بالتعاون مع مراكز أخرى في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، مثل مركز الطاقة، ومركز البيئة والاستدامة، ومركز المواد، ومركز العمليات الحسابية، ومركز الصدأ، ومرصد المخاطر الطبيعية والبيئية، لضمان اتباع نهج متماسك يعالج المخاوف ذات الصلة، مثل استهلاك الطاقة في محطات تحلية المياه، أو استخدام الطاقة المتجددة في التحلية، وتقييم جودة المياه، والحد من التآكل الميكروبي للأنابيب.
من جانب آخر، تساعد المختبرات والمرافق المتطورة في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، إضافة إلى خبرة علمائه وباحثيه ومهندسيه، على تمكين مركز المياه من رسم مساره الخاص، باعتباره رائدًا في أبحاث المياه، التي تركز بشكل خاص على البيئات القاحلة النمطية الموجودة في أجزاء عديدة من هذه المنطقة وفي مناطق أخرى من العالم.
للمزيد من المعلومات ولحجز زيارة ، يرجى التواصل عبر: qeeri-communication@hbku.edu.qa