أظهرت دراسة جديدة أجريت في دولة قطر من قِبَل أحد العلماء في معهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة أنّ الناس يتصرّفون مثل مجموعات الأسماك أو أسراب الطيور عندما تنتشر الأحداث على وسائل التواصل الاجتماعي انتشارًا واسعًا.
ويقوم هذا البحث الذي أجراه العالم الدكتور خافيير بورج - هولثوفر من معهد قطر لبحوث الحوسبة في جامعة حمد بن خليفة، بالتعاون مع جامعة نورث إيسترن ومركز علوم البيانات (جامعة نيويورك) وجامعة بنسلفانيا، بتحليل طريقة نشوء الاهتمام الجماعي على تويتر وتطوره.
وقد قام الدكتور بورج - هولثوفر وزملاؤه العلماء بدراسة خمسة أحداث مختلفة على تويتر وهي: احتجاجات 15-م الإسبانية وحركة أوتونو برازيليرو (الخريف البرازيلي) والإعلان عن اكتشاف هيغز بوزون واطلاق فيلم هوليوود "Dark Knight Rises The" والاستحواذ على موتورولا من قِبل جوجل.
وأفاد الدكتور بورج - هولثوفر أنّ الباحثين اكتشفوا تغيُّرًا في مقياس وقت الاتصال من البطيء إلى السريع، وهيكل الشّبكة من الهرمي إلى الموزّع في ردود الفعل على الأحداث.
واكتشف العلماء أيضًا أن الأحداث بدأت في كثير من الأحيان بمجموعة صغيرة متناثرة من الناس تُخطط لها، لكنها بعد ذلك اكتسبت زخمًا. ومع انخفاض الوقت بين التغريدات حول موضوع معيّن، وازدياد التناغم بين عناصرها، صار بعض المستخدمين يقودون الحدث، بينما بدأ آخرون تبنّي آراء مماثلة. ومع ذلك، أصبح التناغم تامًّا في مرحلة ما دون وجود زعيم واضح، وبات التمييز سهلًا بين القادة والمتابعين.
وقال الدكتور بورج - هولثوفر: "أودّ أنْ أقول أنّ النتيجة مثيرة للاهتمام؛ لأنها تربط سلوكًا إنسانيًا غير مخطط له مع سلوك جماعي آخر، نلاحظه في الطبيعة مثل أسراب الطيور ومجموعات الأسماك".
ووجد الباحثون أنّ هناك مؤشرات مُبكِّرة يُمكنها أنْ تكشف عن تحوّلٍ وشيكٍ في الاهتمام الجماعيّ التراكميّ.
كما اكتشفوا أنّ تسارع وتيرة التغريدات تؤدي إلى زيادة في تعقيد تبادل المعلومات.
وأضاف الدكتور بورج - هولثوفر: "تحدث هذه المؤشرات المبكرة قَبل أن يبدأ كثير من الناس نشْرَ التغريدات حول قضية ما".
وقد تمّ نشر نتائج الدراسة يوم الجمعة في مجلة "Science Advances".
وأوضح الدكتور بورج - هولثوفر أنّه بمزيدٍ من العمل والتحسين يُمكن أن نصل إلى وسائل موثوقة للتنبؤ بمراحل الاهتمام أو السلوك الجماعيّ.