جامعة حمد بن خليفة تولي اهتمامًا خاصًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي
- الصفحة الرئيسة
- غرفة الأخبار
- جامعة حمد بن خليفة تولي اهتمامًا خاصًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي
في ظل انتشار وسائل التكنولوجيا القادرة على محاكاة العقل البشري، باتت خريطة الطريق إلى المستقبل أكثر ذكاءً مما نتوقعه.
وتتأهب تقنيات التعرف على الوجه تلقائيًا، والسيارات ذاتية القيادة، وتقنيات المحادثة، لتحديد العديد من الجوانب في حياتنا والتحكم فيها. وتتنوع استخدامات تلك التطبيقات، مع تزايد إمكانيات توظيفها في ظل تطور الذكاء الاصطناعي.
وباتت تقنيات الذكاء الاصطناعي تحظى باهتمام متزايد كأدوات قيِّمة للمجتمع، بسبب قدرتها على تعزيز الكفاءة والإنتاجية، مع طرح فرص جديدة لتحقيق الأرباح، وتوفير النفقات، وخلق فرص العمل.
اكتشاف الأخبار المزيفة
كُلِّف مركز قطر للذكاء الاصطناعي، التابع لمعهد قطر لبحوث الحوسبة في جامعة حمد بن خليفة، بمهمة تطوير تقنيات معقدة للغاية يمكنها محاكاة التفكير الإنساني من خلال فرقه الفرعية في الحوسبة الاجتماعية، والأمن السيبراني، وتقنيات اللغة العربية، وتحليل البيانات.
وصرَّح الدكتور أحمد المقرمد، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة، قائلًا: "يوفر مركز قطر للذكاء الاصطناعي واجهة مشتركة لجميع مشاريعنا الداخلية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. وينقل المركز رسالتنا خارجيًا، حيث يسمح لنا بالتواصل مع الأطراف الفاعلة بصوت أوضح، ويساعدنا على توظيف المواهب التي نحتاج إليها بشدة."
وتركز أحدث مبادرات مركز قطر للذكاء الاصطناعي على اكتشاف الأخبار المزيفة من خلال بوابة للوصول الحر يمكنها تقييم دقة مصدر الأخبار. وتعتمد هذه المبادرة على خوارزميات متقدمة تولي اهتمامًا خاصًا لمصادر الأخبار العربية. ورغم أن المستخدمين الناطقين باللغة العربية يُشَكِلون رابع أكبر مجموعة على شبكة الإنترنت، إلا أنهم يمثلون شريحة لا تزال تفتقر للخدمات الإلكترونية الكافية، سواء بالنسبة للأفراد أو المؤسسات.
بدوره، قال الدكتور سانجاي تشاولا، مدير الأبحاث في فريق تحليل البيانات ومدير مركز قطر للذكاء الاصطناعي، إن هذه المبادرة ستعود بالفائدة والنفع على الحكومات وعامة الجماهير.
وبالإضافة إلى الأبحاث التي يجريها المركز، يساعد مركز قطر للذكاء الاصطناعي في وضع الإطار لإجراء نقاش وطني حول السياسات والجوانب التعليمية المتعلقة بالذكاء الإصطناعي في قطر. كما أصدر المركز مؤخرًا مخططًا أوليًا لوضع استراتيجية وطنية للذكاء الإصطناعي تقترح ست ركائز للتحول، من بينها السعي إلى تطوير أنظمة محلية أساسية للذكاء الاصطناعي، وهو ما سيعجل من تحقيق رؤية قطر فيما يتعلق بمسيرة تحولها إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، وفقًا للتصور الوارد في رؤ ية قطر الوطنية 2030.
مواصلات سَلِسَة
وتركز مبادرة أخرى من مبادرات مركز قطر للذكاء الاصطناعي على تصميم خوارزميات يمكنها تطبيق تحديثات على خرائط الطرق آليًا، وهو أمر يحظى بأهمية خاصة في قطر بسبب تغير وضعية الطرق والمواصلات بشكلٍ سريعٍ. وتهدف هذه التكنولوجيا، التي تستخدم بيانات النظام العالمي لتحديد المواقع من وزارة المواصلات والاتصالات القطرية، إلى التعرف على الطرق الجديدة من خلال تحديد المناطق التي تتميز بالسيولة المرورية عبر الاستفادة من التكنولوجيا، وتحديث خرائط الوزارة فور حدوث أي تغيير.
وقال الدكتور تشاولا: "توظف التكنولوجيا مسارات النظام العالمي لتحديد المواقع المستمدة من سيارات الأجرة وتُطَبِق تقنيات التعلم الآلي لتحديث الخريطة. وتعتزم وزارة المواصلات والاتصالات الاستفادة من هذه المبادرة، ونحن نتطلع إلى تسويقها لأن هذه التكنولوجيا حديثة للغاية."
تصميم الأدوية
مع تحول الاهتمام العالمي إلى الطب الشخصي، يسعى مركز قطر للذكاء الاصطناعي إلى إيجاد حلول طبية تلبي خصائص التركيبة الاجتماعية الفريدة بدولة قطر.
وباستخدام منهجيات التعلم العميق، وهي مجموعة فرعية من فئات التعلم الآلي التي يمكنها استنتاج الأنماط من البيانات المعقدة، يُجري مركز قطر للذكاء الاصطناعي أبحاثًا يمكنها الكشف عن التركيبة ثلاثية الأبعاد للبروتينات بهدف تحسين تصميم الأدوية.
وقال الدكتور تشاولا: "لهذه التركيبة استخدامات واسعة في صناعة الدواء بجميع أنحاء العالم، حيث سيؤدي فهم تركيبة البروتينات إلى تبني نهج أكثر كفاءةً وتركيزًا في تصميم الأدوية."
فهم السرطان
أثمرت جهود الطلاب، في كلية العلوم والهندسة، نتائج مذهلة في "تحدي التعاون الدولي للفحوصات الجلدية 2018 (ISIC 2018)"، الذي عرض بعضًا من أهم حلول الرعاية الصحية الواعدة في العالم والمرتكزة على الذكاء الاصطناعي في بيئة افتراضية تنافسية.
وبرز محمد عمرو، طالب الدكتوراه في برنامج علوم الحاسوب وهندسته بقسم تكنولوجيا المعلومات والحوسبة، كواحدٍ من أبرز 10 مبتكرين في التحدي، الذي ركز على استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الآفات الجلدية لاكتشاف السرطان.
وقال الدكتور ين يانج، الأستاذ المساعد بكلية العلوم والهندسة والمشرف على عمرو: "تحدي التعاون الدولي للفحوصات الجلدية منافسة عالمية انطلقت في البداية للباحثين الطبيين المهنيين المتخصصين في الذكاء الاصطناعي. وتتميز المهام الموكلة من خلال المسابقة بأنها حقيقية وصعبة في الوقت نفسه، وأن التقييم موضوعيٌ تمامًا، حيث يكون تشخيص الطبيب المختص في الذكاء الاصطناعي إما صحيحًا أو خاطئًا."
بدوره، قال عمرو، الذي حقق مشروعه معدل دقة نسبتها 80 بالمائة في المتوسط في جميع الفئات الجلدية السبع: "يتمثل الهدف من هذا التحدي في مساعدة المشاركين على تطوير أدوات تحليل الصورة لتمكين عملية التشخيص الآلي لسرطان الجلد من خلال فحص منظار الجلد.
ويمزج مشروع عمرو بين منهجيات مختلفة لتحقيق أثره المنشود. وقال عمرو: "تَمَثَّل النهج الأول في التوصل إلى تصنيف من خطوة واحدة بين سبعة أنواع من الآفات، بينما ارتكز النهج الثاني على خطوتين، حيث وظفت الخطوة الأولى تصنيفًا ثنائيًا للآفات وقَسَمَتها إما إلى آفات جلدية (وهي الفئة الأكبر في مجموعة البيانات) أو آفات غير جلدية (وهي الفئات المتبقية)، وهدفت الخطوة الثانية إلى تصنيف الأنواع الستة المتبقية من الآفات."
وتكمن مجالات اهتمام كلية العلوم والهندسة، التي تضم ثلاثة أقسام، في التنمية المستدامة، وتكنولوجيا المعلومات والحوسبة، والإدارة الهندسية وعلوم اتخاذ القرار. وتقدم الكلية 12 برنامجًا متنوعًا للدراسات العليا تغطي مجموعة واسعة من التخصصات المصممة لتلبية الاحتياجات الحالية المُلِحَّة واحتياجات الأجيال القادمة.
وقال عمرو: "ألهمتني دراستي في جامعة حمد بن خليفة مَلَّكَة التفكير الاستشرافي والتطلع إلى المستقبل. ولطالما جرى تحديد الرعاية الصحية عالية الجودة باعتبارها عنصرًا أساسيًا من عناصر الرفاهة الإنسانية، وأنا فخور بانتمائي لمؤسسة تهتم دائمًا بتلبية تلك الاحتياجات."