من واجبنا حماية الضعفاء والطبقات الهشة في المجتمع بغض النظر عن العرق والدين والجنس وغيرها من الفروق: يقول الله تعالى في كتابه العزيز" وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ..." (سورة الإسراء، الآية 70). يجب ضمان حرية التنقل باعتبارها أحد الحقوق الأساسية لكل إنسان.
لقد جعلنا الله سبحانه وتعالى خلفاء في هذه الأرض وهذا يضع على عاتقنا مسؤولية كبرى في الالتزام بجملة من القيم من أهمها: 1) احترام كرامة الإنسان، 2) العدالة، 3) الرحمة، 4) التعاون.
إن الحفاظ على قيم العدالة وكرامة الإنسان هو السبيل الوحيد للقضاء على الجذور السلبية لمشكلة الهجرة واللاجئين.
ولدعم إندماج اللاجئين والمهاجرين في المجتمعات المستضيفة وحصولهم على كامل حقوقهم، لا بد من غرس قيم الرحمة والتعاون على المستوى العالمي من خلال التعليم.
الإسلام والانسانية
لا يمكن تحقيق كرامة الإنسان وقيامه بواجب الخلافة في الأرض ما لم يحصل على الضروريات التي تحقق له الاكتفاء الذاتي. يقول الله تعالي في كتابه الكريم مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم " وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ " (سورة الضحى، الآية: 8).
تعد المساعدات الإنسانية وسيلة مثلى لعلاج الضرر الذي قد يلحق بالكرامة الإنسانية بسبب الحرمان.
إن المساعدة الإنسانية يجب أن تتم بطريقة تحافظ على الكرامة الإنسانية للجميع.
يجب علينا بناء مجتمع إنساني يعمل سويا لإيجاد كل الوسائل المادية وغير المادية لمعالجة مشكلة المحتاجين والطبقات الهشة في المجتمع.
الإسلام والحضارة
يتجاوز الإسلام الحدود الجغرافية والثقافية، يقول الله تعالي في كتابه الكريم: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ."
هناك قيم مشتركة بين الإنسانية كلها يمكن الحفاظ عليها من خلال إحترام التعددية والتنوع.
إن الإسلام مصدر إلهام للتقدم الحضاري كما تشهد على ذلك الانجازات والمساهمات الكبيرة للمسلمين عبر التاريخ.
إن الإسلام يؤيد الحوار بين الحضارات، ويدعوا للبناء على القواسم المشتركة بين الشعوب والثقافات المختلفة لمواجهة التحديات المشتركة.
الارهاب:
يولي الإسلام حرمة كبيرة للنفس البشرية بدون أي شكل من أشكال التفضيل للبعض دون الآخر. يقول الله تعالى في كتابه الكريم : "... مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ..." (سورة المائدة ، الآية 32). من واجب كل مسلم العمل في مجتمعه للمساعدة في تحقيق العدالة والحفاظ على كرامة كل البشر بدون إستثناء.
يعتبر الإرهاب مشكلة معقدة وتحتاج معالجتها إلى مقاربة متعددة الجوانب تقوم على تحقيق العدالة الإجتماعية والإقتصادية. ويعتبر دعم التعليم خير وسيلة لتحقيق ذلك.
الإرهاب ليس له دين، ويهدد كل أفراد المجتمع الإنساني. لنتحد بإسم العدالة، ونؤكد أننا يمكننا التعايش والإنتاج بشكل جماعي بغض النظر عن إختلافاتنا.