في ظل تحديات الرعاية الصحية غير العادية التي تواجه العالم في الوقت الحالي، هنالك حاجة للوصول إلى أبعد من مجرد الأنماط الموجودة وتنظيم مجتمع البحوث. وبغية المساعدة في دفع البحوث والمنح الدراسية إلى أبعد مما هو معتاد، أطلق مكتب البحوث في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي برنامج البحوث متداخلة التخصصات. يمثل هذا البرنامج منصة واعدة تضع في الاعتبار الطبيعة المركبة لجسم الإنسان ومختلف الأمراض، أو مزيج من الأمراض التي يمكن أن يعاني منها الفرد، وتبحث في إيجاد حلول طبية حيوية أكثر شمولية. وباعتباره معهدًا يركز على الأمراض وعلاجها، يواصل المعهد العمل في نفس الوقت نحو تحسين الطب الشخصي، وينظر بعين الاعتبار في إمكانية التسويق من خلال برنامج البحوث متداخلة التخصصات.
تهدف فكرة المبادرة إلى تشجيع الباحثين الذين يتعاملون مع التحديات العلمية المشتركة عبر اثنين أو أكثر من مراكز البحوث التابعة لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي على العمل معًا وتحفيز البحوث الطبية الحيوية عبر مختلف التخصصات. ومن المتوقع أن يتمخض هذا النهج عن تطوير استراتيجيات مبتكرة لحل المشكلات تتخطى التخصصات الفردية، وفي نفس الوقت تدمج مجموعة متنوعة من المهارات والخبرات والمعارف.
وفي حين يستلزم برنامج البحوث متداخلة التخصصات التعاون والعمل مع العديد من الباحثين من مراكز البحوث التابعة لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، إلا أنه من الممكن أن يتضمن البرنامج أيضًا شراكات مع مؤسسات وطنية وعالمية أخرى. بالإضافة إلى ذلك، ينفذ البرنامج رؤية مؤسسة قطر للبحوث التي تركز على المشاريع التحويلية. وسيفضي هذا الأمر إلى ترجمة مخرجات البحوث الأساسية إلى ممارسات طبية لها نتائج صحية مهمة.
ويقدم البرنامج منحًا بقيمة أربعة ملايين ريال قطري سنويًا لمدة ثلاث سنوات، ويمكن تمديدها حتى خمس سنوات. ويقوم فريق مُشكل من خبراء محليين وإقليميين وعالميين بفحص المقترحات الخاصة ببرنامج البحوث متداخلة التخصصات. وتشرف لجنة مراجعة على عملية الاختيار، وهي لجنة مُكونة من قرناء المجال تضم روادًا عالميين في المجال البحثي المقترح. كما تمتد جهود التعاون لتشمل العديد من مجالات البحث وتستند في عملها إلى نهج مبتكر تحويلي مشترك.