عقدت كلية السياسات العامة بجامعة حمد بن خليفة، بالاشتراك مع بعثة الاتحاد الأوروبي لدى دولة الكويت ودولة قطر، حلقة نقاشية عبر الإنترنت للخبراء بعنوان: ’نحو الحياد المناخي: كيف يقود الاتحاد الأوروبي العمل العالمي؟‘، وذلك لتسليط الضوء على التدابير التي يتخذها الاتحاد الأوروبي وأفضل الممارسات التي يتبعها للتخفيف من آثار تغير المناخ.
وهدفت الفعالية، التي عُقدت قبل انطلاق فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ المزمع عقده خلال الفترة من 31 أكتوبر إلى 12 نوفمبر بالشراكة مع إيطاليا، إلى رفع مستوى الوعي بالتأثير المدمر لتغير المناخ وعرض الصفقة الأوروبية الخضراء، وهي خريطة الطريق الأوروبية لإعادة بناء كوكب ينعم بالصحة لجميع ساكنيه.
ويهدف الاتحاد الأوروبي إلى أن تصبح أوروبا أول قارة محايدة مناخيًا في العالم بحلول عام 2050، ويقود الاتحاد العمل المناخي على مستوى العالم. وفي صيف 2020، قدم الاتحاد الأوروبي حزمة "Fit for 55" التي تهدف إلى وضع الاتحاد الأوروبي على المسار الصحيح لتحقيق هدفه الطموح المتمثل في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55٪ بحلول عام 2030. كما يعمل الاتحاد على إطلاق ’مبادرة الميثان الدولية‘ للحد من انبعاثات الميثان باعتبارها مساهمة قصيرة الأجل للعمل المناخي.
وجمعت الحلقة النقاشية المشتركة للخبراء، التي ضمت السيد سيريل لوسيل، الخبير في المديرية العامة للعمل المناخي التابعة للمفوضية الأوروبية؛ والدكتور أندرياس ريكيمر، الأستاذ البارز في كلية السياسات العامة بجامعة حمد بن خليفة؛ والدكتور داميلولا أس أولاوي، الأستاذ المشارك بكلية القانون في جامعة حمد بن خليفة؛ والدكتور ليزلي ألكسندر بال، مدير الجلسة والعميد المؤسس لكلية السياسات العامة بجامعة حمد بن خليفة، ما بين طلاب وأكاديميين وأعضاء مجتمع جامعة حمد بن خليفة والمنظمات البيئية والجمهور بشكل عام.
وتحدث الدكتور ليزلي في افتتاح الحلقة النقاشية فقال: "يسر كلية السياسات العامة ويشرفها أن تشارك بعثة الاتحاد الأوروبي لدى دولة الكويت ودولة قطر في إحدى القضايا الرئيسية في عصرنا الحديث، ليس بالنسبة لدولة قطر فحسب، بل للمنطقة والعالم أجمع. وليس سرا أن العديد من البلدان لا تزال متأخرة في التزاماتها باتفاقية باريس. ونحن بحاجة إلى أن تمضي النماذج والقيادات قدمًا مع بعضهم البعض، ويوفر هدف الاتحاد الأوروبي لعام 2050 كلاً من النماذج والقيادات. ويسعدني بشكل خاص أن تتاح لنا هذه الفرصة لإشراك طلابنا، ليس فقط في كليتنا، ولكن في جميع أنحاء جامعة حمد بن خليفة والمدينة التعليمية، في التعرف على كل القضايا البيئية، بالإضافة إلى تصميم حلول ثاقبة ومبتكرة لها."
بدوره، قال سعادة الدكتور كريستيان تيودور، سفير الاتحاد الأوروبي لدى دولة الكويت ودولة قطر: "يمثل إيجاد حلول لحالة الطوارئ المناخية التحدي الأكبر في عصرنا الحالي. ويمهد الاتحاد الأوروبي الطريق للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050، والصفقة الأوروبية هي خطتنا لجعل اقتصاداتنا أكثر استدامة، وخلق فرص جديدة للابتكار والاستثمار وتوفير الوظائف وتحسين صحتنا ورفاهيتنا."
وأضاف: "تأتي معالجة التغير المناخي أيضًا على رأس الأجندة الوطنية لدولة قطر، ويتعاون الاتحاد الأوروبي مع الشركاء هنا في قطر وفي منطقة الخليج على نطاقٍ أوسع لتعزيز العمل المناخي العالمي، والاستثمار في الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر، وتعزيز البحوث والابتكار في التكنولوجيا النظيفة، وحماية التنوع البيولوجي وزيادة المرونة."
وأشار السيد لوسيل في تعليقاته إلى المكونات الرئيسية للصفقة الأوروبية الخضراء، حيث تناول بعض الأولويات السياسية وكيف يمكن تنفيذها للتخفيف من الآثار المدمرة لتغير المناخ.
وقد عُقدت الحلقة النقاشية عبر الإنترنت بتاريخ 5 أكتوبر الماضي في حرم جامعة حمد بن خليفة. وتفاعل المشاركون في جلسة حوارية حية لمناقشة بعض القضايا الأكثر إلحاحًا في عصرنا والفرص المتاحة لتعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي وقطر في مجال حماية البيئة والعمل المناخي.