الممثل السامي السابق للبوسنة والهرسك تحدث عن 50 عاما من العمل الدبلوماسي والدروس المستفادة من أزمات البلقان
استضافت كلية السياسات العامة بجامعة حمد بن خليفة، وبالشراكة مع السفارة النمساوية في الدوحة، سعادة السفير فالنتين إنزكو، وذلك في إطار سلسلة المتحدثين البارزين التي تنظمها الكلية حول النزاعات العالمية والدول الهشة، حيث ترأس الدكتور سلطان بركات الجلسة التي عُقدت يوم الأحد 26 مارس 2023.
وشغل السفير إنزكو، وهو دبلوماسي نمساوي رفيع المستوى، منصب الممثل السامي للبوسنة والهرسك بين عامي 2009 و2021، حيث كان مسؤولاً عن الإشراف على تنفيذ الجوانب المدنية لاتفاقية دايتون للسلام، التي أنهت حرب البوسنة في عام 1995، وفي معرض حديثه عن الدروس القيِّمة المستفادة خلال العقود الخمسة التي قضاها في السلك الدبلوماسي، شدد السفير إنزكو على أهمية المخاطرة وتخطي الحدود المتعارف عليها عند التعامل مع النزاعات المعقدة داخل الدول، وعدم الخوف من المواجهة عند الضرورة. ووفقاً لطبيعة اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه، فقد يتطلب التنفيذ تواجداً دولياً، كما كان الحال في البوسنة والهرسك، ولكي تنجح عملية السلام، ينبغي أن يكون المجتمع الدولي، ممثلاً في الأمم المتحدة، مستعداً لتواجد طويل الأمد بدعم دولي ومحلي، وأن يكون مستعداً لتوفير آليات المساءلة خلال عملية تحقيق الاستقرار التي تتسم بالحساسية الشديدة.
وقد اُختتمت الجلسة الحوارية بمناقشات ثرية مع الحضور، أكدت على أن بناء الدولة في أعقاب استنزافها بصراع دموي، يتطلب نهجاً يتسم بالنَفَس الطويل لحل النزاعات، مدعوماً بفهم متعمق لطبيعة الصراع، ولا يمكن المبالغة في تقدير الحاجة إلى نماذج سلام ذات إطار محدد، تعتمد على الإشراف والمساهمة المحلية.
وحضر الجلسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة حمد بن خليفة، والطلاب، وبعض ممثلي وسائل الإعلام، كما شاركت فيها سعادة السيدة/ كارين فيشتينجر غروهي، سفيرة النمسا لدى دولة قطر، وسعادة السيد/ ويليام أسيلبورن، سفير مملكة بلجيكا لدى دولة قطر، وسعادة السيد/ منير غانم، سفير فلسطين لدى الدولة، بالإضافة إلى لفيف من كبار الدبلوماسيين من سفارات البوسنة والهرسك وصربيا والهند.