الشعر الخالد: ترجمة التراث الثقافي من أجل غدٍ أفضل | HBKU

تُحَلل مها العذبة، خريجة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، الأعمال الشعرية للقائد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني، طيب الله ثراه، لتعزيز فهم أفضل لتراث دولة قطر الثقافي.

الهيئة:  كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية
Poetry Lives On: An Examination of the Past Leads to the Present

وعادةً ما تُعرَض مقاطع من تلك الأبيات الشعرية التراثية للقائد المؤسس بشكل بارز مع احتفال دولة قطر بالمناسبة الأكثر أهمية للمواطنين القطريين وسكان البلاد، وهي اليوم الوطني للدولة. 
 
ففي كل عام، تُشكل مقاطع من شعر المرحوم الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني جزءًا أصيلًا لا يتجزأ من شعار اليوم الوطني للدولة، الذي تحتفي به دولة قطر في الثامن عشر من ديسمبر، حيث تتردد صدى تلك المقاطع في كل ركن مما أصبح يعرف اليوم باسم الدوحة الحديثة، لتربط بوضوح التراث القطري العريق بالعصر الحالي.  
 
وتؤمن مها، التي تخرجت من برنامج ماجستير الآداب في دراسات الترجمة، وهو برنامج فريد يقدمه معهد دراسات الترجمة التابع لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، بضرورة الارتباط بالتراث الوطني، ولا سيما مع استمرار دولة قطر في استيعاب الثقافات الأخرى.
 
وقالت مها: "كان المرحوم الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني واحدًا من الشعراء النبطيين الأكثر شهرة في قطر خلال القرن التاسع عشر، إلى جانب كونه مؤسسًا لدولة قطر، وقائدًا مقدامًا، وقاضيًا حكيمًا. وعلاوة على ذلك، يمثل الشيخ جاسم شخصيةً بطوليةً للشعب القطري لأنه قاد بلاده للتغلب على الاضطرابات المحتملة ومطامع أعدائها وجيرانها. وتُعدُ أشعاره مرجعًا مهمًا للأحداث التاريخية والإقليمية التي وقعت في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، كما أنها تمثل مصدرًا خالدًا للإلهام. ولكن الترجمة الكاملة لأعماله لم تُوثَق مطلقًا حتى الآن."
 
ويتميز الشعر النبطي، وهو شكل من الأعمال الأدبية التي اشتُهرت بشكل تاريخي في منطقة الخليج العربي، بثرائه بالمراجع الثقافية. وقد استُخدِم في الماضي كأداةٍ للتواصل الفعال بهدف إعلان الحرب، والحث على إرساء السلام، أو تسوية الصراعات بين القبائل.
 
وفي إطار أطروحتها، تناولت مها التحديات اللغوية والثقافية لترجمة أشعار المرحوم الشيخ جاسم آل ثاني إلى اللغة الإنجليزية. وسعت، بالتعاون مع مجموعتين من خريجي معهد دراسات الترجمة من القطريين وغير القطريين، إلى فهم الاستراتيجيات التي يستخدمها المترجمون للتغلب على التحديات المرتبطة بترجمة هذا النوع من الأعمال الأدبية.
 
وأوضحت مها: "كان هناك شعور بالمسؤولية ينبع من ذاتي، حيث أردت المساهمة في نقل تراثنا الثقافي النفيس إلى الأشخاص الذين يرغبون في فهمه."
 
وتوصّلت مها إلى أن المترجمين الراغبين في ترجمة أشعار الشيخ جاسم يمكن أن يواجهوا العديد من التحديات اللغوية والثقافية. وفي النهاية، طرحت الدراسة توصيات مهمة لمساعدة المترجمين الذين يرغبون في متابعة مسيرتها للوصول إلى فهم أفضل لتلك الدرر الأدبية النفيسة.
 
وقالت مها: "بصفتي مترجمةً محترفةً، أتفهم أن ترجمة الشعر عمل صعب للغاية، حيث يسعى المترجم إلى فهم القصيدة بلغةٍ ما، وإعادة كتابتها بلغةٍ أخرى. وعلى خلاف النصوص العادية، يحتوي الشعر في كثير من الأحيان على تعبيراتٍ مجازيةٍ، وإشاراتٍ ثقافيةٍ، وتراكيب متغيرة للجمل، واختيارات متنوعة للكلمات تسعى إلى نقل سلسلة من المشاعر. ويمكن أن يثير ذلك كله مجموعة إضافية من التحديات."
 
وأضافت: "يجب أن تحتوي الترجمة، بشكلٍ مثاليٍ، على أكثر من مجرد تفسيرات أدبية، ويجب أن تسعى كذلك إلى تضمين دراسة حقيقية للتاريخ، وعلم الاجتماع، والثقافة، والأيديولوجيا في عملية الترجمة. وبدون ذلك، قد لا يكون من الممكن الوصول إلى فهمٍ كاملٍ للعمل قيد الترجمة."
 
وبعيدًا عن قاعات الدراسة، تؤمن مها، التي تخرجت خلال شهر مايو الماضي، أن الآفاق المتاحة للقطريين الذين يسعون للتخصص في المجالات الثقافية المتعلقة بدولة قطر واعدةً للغاية.
 
وحول هذا الخصوص، أوضحت مها: "هناك طلب مؤكد على مجال التخصص المذكور في قطر. ومع مواصلة البلاد لمسيرة نموها لكي تصبح دولة أكثر تنوعًا، يتواصل إدراك العديد من المؤسسات الوطنية لضرورة الحفاظ على الأصول الثقافية القطرية والتراث الوطني. وبدون ماضينا، لن نتمكن من الحفاظ على حضارتنا." 
 
ويتميز برنامج ماجستير الآداب في دراسات الترجمة، الذي تقدمه كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، بأنه واحدٌ من البرامج الأكاديمية التي تحظى بتصديق من جامعة جنيف. ويؤهل البرنامج خريجيه للعمل في مجال الترجمة بالقطاعات المختلفة والمؤسسات الدولية، إلى جانب العمل كمترجمين معتمدين في مجالاتهم المختارة.
 
وكانت كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية قد أطلقت، خلال شهر مايو الماضي، برنامجها الأول للدكتوراه في العلوم الإنسانية والاجتماعية. ويمكن للطلاب المهتمين بالدراسة في هذا البرنامج تقديم طلباتهم الآن عبر الموقع التالي: admissions.hbku.edu.qa.
 
وقد انضمت مها العذبة، مؤخرًا، إلى شبكة متنامية من خريجي جامعة حمد بن خليفة الذين يصنعون الغد. تعرف على المزيد من المعلومات عبر زيارة الموقع التالي: chss.hbku.edu.qa.