برامج الدراسات العليا في إدارة اللوجستيات بجامعة حمد بن خليفة
الهيئة:  كلية العلوم والهندسة
برامج الدراسات العليا في إدارة اللوجستيات بجامعة حمد بن خليفة تدعم طموحات قطر في أن تصبح مركزًا لوجستيًا عالميًا

إدارة اللوجستيات الفعالة من القدرات الاستراتيجية الحتمية لتحقيق الرخاء الاقتصادي لأي دولة. ويتعين علينا فقط أن ندرس النموذج القطري باعتباره نموذجًا يدلل على صحة هذه المقولة، إلى جانب استعراض تجربتها في الاعتماد بشدة على قدراتها اللوجستية في أعقاب الحصار غير القانوني المفروض عليها منذ شهر يونيو 2017. ولولا وجود الخطوط الجوية القطرية، الأفضل في فئتها، وامتلاك قطر لمطارٍ يطبق أفضل الممارسات العالمية، لما تَمَكَن سكان دولة قطر من الحصول على الإمدادات الضرورية مباشرة في أعقاب الحصار البري والبحري والجوي المفروض عليها. 

وفي تعاملهما مع هذه الأزمة، تَعَيَّنَ على الخطوط الجوية القطرية ومطار حمد الدولي ضمان عدم حدوث أي انقطاع لتدفق الركاب مع إدارة الارتفاع الكبير في تدفق السلع الواردة إلى البلاد من جميع أنحاء العالم رغم عدم تقديم إخطار مسبق قبلها بوقتٍ كافٍ.    

وحققت شركة الخطوط الجوية القطرية للشحن أداءً مذهلًا، حيث نجحت في تخفيف حدة الوضع بفعل الإدارة المتميزة والفعالة لعمليات النقل، والتخزين، وقدرات تداول السلع. وقد تحقق النجاح في إدارة هذا الوضع كذلك بفضل التنسيق الشامل الذي تطلب مرونةً هائلةً في التكيف مع التحديات غير المتوقعة؛ لضمان إدارة دولة قطر لهذه الأزمة بمرونة من الناحية اللوجستية.  

وتُمَثِل شركات الطيران المتميزة والبنية التحتية القوية للمطارات مجرد وجهًا من أوجه القدرات اللوجستية القوية التي تتمتع بها دولة قطر. واليوم، تطمح قطر إلى الاستفادة من موقعها الجغرافي والاستراتيجي المتميز لكي تصبح مركزًا عالميًا للنقل الجوي والبحري. وستعرض العاصمة القطرية، الدوحة، في المستقبل مفاهيم النقل الأكثر ابتكارًا في الوقت الحالي مع تطوير مفاهيم التنقل ذاتي القيادة للنقل البري والجوي المدمج.

وفي حين أن مدينتيّ بوسطن وسنغافورة يمثلان مراكز للنقل البري الذاتي، فضلًا عن سعي مدينة فرانكفورت الألمانية، التي تعد مركزًا للصيرفة في ألمانيا، إلى أن تصبح مركزًا للنقل الجوي الذاتي، حققت وزارة المواصلات والاتصالات القطرية إنجازاتٍ رائدةٍ في الأبحاث المتعلقة بمفهوم النقل المتكامل الذي يجمع ما بين تكنولوجيا النقل البري والجوي الذاتي، حيث تبذل مساعٍ غير مسبوقة على الصعيد العالمي في هذا المجال. 

ولتحقيق هذا الهدف، أطلقت وزارة المواصلات والاتصالات القطرية مبادرة قطر الذكية (تسمو)، وهي مبادرة مبتكرة تهدف إلى تعزيز الجهود المبذولة لتطوير مجتمع رقمي رائد في المستقبل بدولة قطر. وخلال السنوات المقبلة، من المتوقع أن تتجاوز قيمة الاستثمارات في الخدمات اللوجستية نسبة 10 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي للبلاد، مع البدء في تنفيذ المشاريع اللوجستية الجديدة.  

وتشكل إدارة اللوجستيات والتوريد العمود الفقري لمجال الأعمال والتجارة في أي دولة. وتُمَثِل قدرات إدارة اللوجستيات الاستراتيجية عنصرًا أساسيًا لتحقيق الرخاء الاقتصادي في أي دولة. ويمكن لنا فقط أن ننظر إلى الأسطول القطري الضخم من ناقلات الغاز الطبيعي المسال وشركة موانئ قطر، وهي الشركة التي تدير ميناء حمد البحري، باعتبارها أمثلةً إضافيةً على ذلك. 

ولتحقيق هذه النظرة المشرقة ودعمها، طرحت جامعة حمد بن خليفة برامج أكاديمية للدراسات العليا في إدارة اللوجستيات والتوريد، وهو ما يمكن الطلاب من الحصول إما على شهادة ماجستير العلوم أو الدكتوراه في هذا التخصص المهم.

وتدعم برامج الدراسات العليا المتميزة، التي طرحتها الجامعة في مجال إدارة اللوجستيات والتوريد، توجه دولة قطر الرامي إلى أن تصبح مركزًا لوجستيًا عالميًا رائدًا. ومن خلال هذين البرنامجين، تمهد جامعة حمد بن خليفة الطريق لتأهيل القيادات المستقبلية في مجال إدارة اللوجستيات والتوريد. 

وفي الوقت الراهن، هناك خمسة أساتذة يعملون ضمن فريق الإدارة الهندسية وعلوم القرار، وهو قسم جديد في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة الموجودة في المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر. وينظر هذا القسم بعين الاعتبار إلى كل التحديات تقريبًا التي تواجه إدارة اللوجستيات الاستراتيجية، والتي تتعامل مع ضرورة التصدي للتعقيدات التقليدية. ويتطلب الأمر تطبيق مناهج متعددة التخصصات في البحوث الأكاديمية، كما أن هناك حاجة لتبني منهج التعددية للتوصل إلى حلول علمية مبتكرة. ومن الوارد ألا تؤتي المناهج التقليدية التي ترتكز على السعي للتحسن فقط في إطار أنظمة محددة بشكلٍ ضيق ثمارها في دولة قطر. ولهذا السبب، ستتعلم القيادات المستقبلية، من خلال برامج جامعة حمد بن خليفة، كذلك كيفية التعامل مع التعقيدات التقليدية وإدارتها. 

ومع تواصل مساعي دولة قطر لتحقيق طموحاتها اللوجستية من خلال تبني التطورات المبتكرة وتزويد قيادات المستقبل بالمعرفة والخبرات اللازمة لإدارة قطاع يتسم بوجود العديد من التعقيدات، تمضي البلاد قُدمًا بشكلٍ جيدٍ في طريقها لكي تصبح مركزًا لوجستيًا عالميًا أثبت بالفعل قدراته الكبيرة. 

وفي ظل تكيف دولة قطر بشكل سريع مع الحصار الجائر المفروض عليها منذ عام 2017 ونجاحها في التعامل معه، من الوارد أن تتبنى كليات إدارة الأعمال من جميع دول العالم النموذج القطري باعتباره نموذجًا للانتصار اللوجستي، وتستخدمه بوصفه معيارًا "للإدارة اللوجستية المرنة" خلال السنوات المقبلة.  

فرانك هيمبل هو عضو بهيئة التدريس في قسم الإدارة الهندسية وعلوم القرار بكلية العلوم والهندسة في جامعة حمد بن خليفة بدولة قطر. وقبل انتقاله إلى قطر مع عائلته في عام 2018، عمل فرانك أستاذًا لإدارة الأعمال والخدمات اللوجستية في ألمانيا بعد استكماله لدراساته الأكاديمية هناك. وقد عمل فرانك في العديد من الدول حول العالم حيث أجرى أبحاثًا حول الطيران وإدارة النقل الجوي.