نتحدث خلال هذه المقابلة الحصرية مع محمد الحوسني، طالب الدكتوراه في الطاقة المستدامة بجامعة حمد بن خليفة، كلية العلوم والهندسة، حول طموحاته المستقبلية ولماذا كانت الدكتوراه برنامجه المختار.
أخبرنا عن مجال دراستك في جامعة حمد بن خليفة وما الذي دفعك للدراسة فيها؟
تُعد قطر دولة ذات إمكانات كبيرة في مجال الطاقة الشمسية، لكن مناخها المليء بالغبار يحدّ من إمكانية استغلالها. ومن المعروف أن الغبار يؤثر بشكل سلبي على كفاءة الطاقة الشمسية وإمكانية تجميعها. وقد أجريت، في إطار برنامج الماجستير في الطاقة المستدامة بكلية العلوم والهندسة، بحوثاً مهمة، وطوّرت تقنيات وأساليب تنظيف كهروضوئية مُصممة بما يتناسب مع طبيعة مناخنا، من أجل تعظيم إمكاناتنا في مجال توليد الطاقة.
بالنسبة لدرجة الدكتوراه، فقد تطور اهتمامي بها خلال الأزمات الاقتصادية الأخيرة وانخفاض أسعار النفط اللاحق، مما أثّر على كافة الاقتصادات القائمة على النفط والغاز. لقد كنت أتابع دراستي في مجال الاستدامة الاقتصادية في قطر، ومن خلال القراءة وتجربتي الشخصية، فقد استوعبت بوضوح ضرورة قيام قطر بتنويع مصادر اقتصادها. ولعل أحد أفضل السُبل لتحقيق ذلك يكمن في تطوير القطاع الخاص من خلال تعزيز ريادة الأعمال. وأنا أُجري البحوث الآن حول بيئة الأعمال من أجل تطوير نموذج قادر على إطلاق قدرات بيئة الأعمال غير المستغلة في قطر.
ما هي طموحاتك على المدى القصير والطويل؟
يتمحور طموحي على المدى القصير حول تطوير مهاراتي ومعرفتي، والمساهمة في المجال العلمي بصفتي طالباً قطرياً. وأنا أعتقد بأنه يُمكنني، من خلال جعل قطر محوراً لمشاريعي البحثية، تقديم عمل ذي صلة، وإرساء الأسس للزملاء الباحثين للبناء على بحوثي، وتعزيز القطاع البحثي في الدولة.
أما على المدى الطويل، أتمنى أن تُساهم بحوثي في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 والتصدي للتحديات التي يواجهها وطني الآن وفي المستقبل. بالإضافة لذلك، ومن خلال تطوير مهاراتي والنجاح كرائد في مجال عمله، فأنا أؤمن بأن ذلك سوف يحفز الآخرين على متابعة خطواتي. بالتالي، سوف يُساعد ذلك قطر على تكريس مكانتها كمركز معرفي في المنطقة.
كيف ساعدتك دراساتك على تطوير مسيرتك المهنية ودفعها قُدماً؟
لقد تمكنت من تعزيز مهاراتي ومعرفتي. كما أنني لاحظت تقدماً في قدراتي على اتخاذ القرارات، مما ساعدني بدوره على النظر إلى الأمور من خلال منظور شامل ومستدام وطويل الأمد. كما عزز ذلك فعلاً قدرتي على صياغة الاستراتيجيات ووضع أهداف على المدى الطويل.
ما هو التأثير الذي تعتقد أنك ستحدثه على مجتمعك مستقبلاً؟
أنا بطبعي إنسان اجتماعي، وأعتقد بأنه من خلال التعلّم، ومتابعة التطوير الذاتي، وتحقيق إنجازات كبيرة، فسأكون قادراً على دفع الأشخاص في محيطي الفردي قُدماً، وتشجيعهم على متابعة تحصيلهم العلمي العالي، وتطوير أنفسهم، مما يُساهم بالتالي في إنشاء مجتمع على قدر عالٍ من العلم، وماهر، ومدفوع بالرغبة في تحقيق الإنجازات، عبر تأثير الدومينو.
ما هي اللحظة المميزة خلال دراستك في جامعة حمد بن خليفة، ولماذا؟
لقد كنت في غاية الفخر للحصول على جائزة التميز العلمي كطالب في جامعة حمد بن خليفة، لأنني تشرفت بالحصول عليها من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى. لقد كان ذلك مثالاً ساطعاً على مساهمة طلاب جامعة حمد بن خليفة الفاعلة على المستوى الوطني والدولي أيضاً.
كيف اختلفت تجربة جامعة حمد بن خليفة عما كنت تتوقعه عند انضمامك إليها؟
مع أن جامعة حمد بن خليفة فتية، لكنني استطعت الاستفادة من هيئة تدريس على أعلى مستوى، وإدارة داعمة إلى أقصى الحدود. وقد لاحظت عندها أن جامعة حمد بن خليفة متقدمة على مثيلاتها بطرق عديدة، وهي سوف تتحسن أكثر فأكثر. واليوم، فإنني أشعر بأنني أكثر ثقة لأنني أصبحت جزءاً من فريق بحثي متنوع ويتمتع بعلاقات جيدة، كما أنه قوي أكاديمياً واجتماعياً واقتصادياً، ويقوده مشرفيني الأكاديميين الدكتور معمر كوتش وسعادة الدكتور محمد السادة، فضلاً عن نخبة فكرية مميزة من مرشحي الدكتوراه، ممن يدرسون نواحٍ معينة من الاستدامة على غرار الاقتصاد المستدام، والكفاءة المؤسسية، واستراتيجية الرأسمال البشري، وريادة الأعمال لدى النساء، والإعلام الرقمي والحياة والعادات المستدامة، بالإضافة إلى تكنولوجيا النانو من أجل طاقة شمسية كفؤة، والطباعة ثلاثية الأبعاد للأدوات الطبية المتقدمة، والشراكات ما بين الصناعة والأوساط الأكاديمية، والاستراتيجيات اللازمة لأسواق الغاز الطبيعي المسال.
هل توجد لديك أي أفكار إضافية لطلاب جامعة حمد بن خليفة المحتملين؟
إذا كنتم تسعون للحصول على تعليم على مستوى عالمي، وتودون إجراء بحوث قابلة للتطبيق لمعالجة مشاكل حقيقية وذات صلة بالتحديات الكبرى، فأنا أعتقد بأن جامعة حمد بن خليفة هي المكان الملائم لكم.