كلية العلوم والهندسة تطور تطبيقًا فريدًا للتعرف على الأطعمة

التطبيق مصمم خصيصًا لمنطقة الشرق الأوسط

الهيئة:  كلية العلوم والهندسة
كلية العلوم والهندسة تطور تطبيقًا فريدًا للتعرف على الأطعمة  التطبيق مصمم خصيصًا لمنطقة الشرق الأوسط

تشرح الدكتورة مروة قراقع، الأستاذ المساعد في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة، كيف طورت بمساعدة فريقها تطبيقًا يمكن أن يكون ذا فائدة خاصة لمرضى السكري في المنطقة

ما الذي يجعل هذا التطبيق للتعرف على الأطعمة فريدًا؟ 

يلبي التطبيق احتياجات المطابخ في منطقة الشرق الأوسط، حيث لا تتضمن غالبية تطبيقات الطعام في السوق - إن لم يكن كلها – أنواع الأطعمة الإقليمية، وهو ما يحد من استخدام هذه التطبيقات في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، دُمج تطبيق التعرف على الأطعمة الذي ابتكرناه في تطبيق الرعاية الصحية عن بعد لإدارة مرض السكري الذي  طورتُه، والذي يسجل البيانات الخاصة بوقت تناول المستخدم للطعام وتأثير ذلك على مستويات الجلوكوز في الدم باستمرار.

لماذا تبرز أهمية ربط الحصة الغذائية لمرضى السكري بمنحنى جلوكوز الدم لديهم؟

يمكن لمجسات المراقبة المستمرة للجلوكوز، المتاحة بسهولة في السوق، أن توفر قياسات مستمرة لنسبة الجلوكوز في الدم لدى المستخدم، دون اللجوء إلى طريقة وخز الإصبع التقليدية. وتوفر البيانات التي تُجمع من هذه المجسات رؤى قيمة حول مستويات الجلوكوز في الدم لدى المستخدم بمرور الوقت. ومع ذلك، بدون وجود أي معلومات عن الحصة الغذائية، التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بمستويات الجلوكوز في الدم، فإننا نفتقد إلى الكثير من المعلومات. وتعمل المنصة على تسجيل الوقت تلقائيًا لأي طعام يتصوره المستخدم على المنحنى الخاص به، وهو ما يوفر رؤى تحليلية أعمق حول كيفية تأثير أطعمة معينة على مستويات الجلوكوز في الدم لدى المستخدم بمرور الوقت.

هل تطبيق التعرف على الأطعمة مناسب فقط لمرضى السكري؟

لا، يمكن لمجموعة واسعة من المجموعات السكانية استخدام تطبيق التعرف على الأطعمة في استخدامات مختلفة. فعلى سبيل المثال، يمكن للأشخاص الذين يتابعون حصتهم الغذائية لأسباب تتعلق بالنظام الغذائي أو فقدان الوزن استخدام التطبيق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمسافرين استخدامه للتعرف على الأطعمة في بلدان مختلفة أو عن طريق منصات عرض المطاعم (مثل "زوماتو" و"يلب" وغيرها من المنصات) لتصنيف الصور التي يطرحها المستخدمون تلقائيًا حسب المحتوى أو لتنظيم مكتبة للصور التي تقدمها المطاعم.

ما أهمية منصة الرعاية الصحية عن بعد التي طورتموها؟ 

منصة الرعاية الصحية عن بعد لإدارة مرض السكري عبارة عن تطبيق يمكن تحميله عبر الهاتف المحمول وشبكة الإنترنت يتيح للمستخدمين 1) عرض بيانات المراقبة المستمرة لمستويات السكري لديهم عن بُعد وفي الوقت الفعلي: 2) يوفر إمكانية الوصول إلى الأشخاص الأساسيين مثل مقدمي الرعاية الصحية، وأولياء أمور الأطفال المصابين بداء السكري، والممرضين في المدارس، والأخصائيين الطبيين لمراقبة مستويات الجلوكوز في الدم لدى المستخدم عن بُعد؛ و3) يوفر رؤية تحليلية أفضل عبر ربط بيانات المراقبة المستمرة للسكري للمستخدم بنظامه الغذائي. وتبرز أهمية المراقبة عن بعد للسكري لأسباب عديدة، من بينها تقليل الحرج للأطفال الصغار المصابين بالسكري الذين يجب إخراجهم من الفصل بشكل دوري لفحص نسبة الجلوكوز في الدم. كما يتيح التطبيق وسيلة لمقدمي الرعاية والآباء لمراقبة نسبة الجلوكوز في الدم لدى أحبائهم، حتى عندما لا يكونون بجوارهم، ويمكنهم التدخل عندما تبدأ المستويات في الانخفاض أو الارتفاع بشكلٍ يتجاوز الحد الآمن.

ما الأمر المتعلق بهذا الموضوع الذي ألهمكِ للعمل على هذا المشروع؟

يُعدُ مرض السكري من أكثر المشكلات الصحية انتشارًا في قطر ويؤثر على العديد من الأطفال والبالغين. وبعد أن تعاملت مع سكري الحمل بشكل مباشر، فهمت الصعوبات التي يعيشها الكثيرون بشكلٍ يومي. وبخلاف سكري الحمل، يستمر النوع الأول والثاني من داء السكري مدى الحياة، لذا فإن "تجربتي المباشرة" ألهمتني حقًا للاستفادة من خبرتي العلمية وخلفيتي وتطوير تكنولوجيا من شأنها تبسيط حياة الأشخاص المصابين بالسكري.

ما مدى شعوركِ بالفخر بأدائك لدور في التصدي لواحدة من أكبر المشكلات الصحية في قطر؟

من المفيد دائمًا العمل في مجال له تأثير مباشر، وفي هذه الحالة، إتاحة إمكانية تبسيط حياة العديد من المصابين بداء السكري أو رعاية الأطفال المصابين بهذا المرض. وأنا ممتنة لجامعة حمد بن خليفة وكلية العلوم والهندسة على تمويلهم لهذا المشروع في البداية عندما كان مجرد فكرة. لقد اقتنعوا بإمكانات المشروع وقدّموا لي منحة داخلية لتسهيل تطوير منصة الرعاية الصحية عن بعد لإدارة مرض السكري.

هل لديكِ أي آمال محددة فيما يتعلق بالتطبيق؟

أنا أعمل حاليًا مع فريقي البحثي على تحسين التطبيق، ونأمل في أن نبدأ الدراسات الخاصة بالمستخدمين بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية ومركز سدرة للطب لتحسين قابلية التطبيق للاستخدام. بالإضافة إلى ذلك، أتطلع إلى اعتماد التطبيق والبدء في استخدامه بشكلٍ كاملٍ في دولة قطر في القريب العاجل. وأعتقد حقًا أن هذا التطبيق يمكنه تخفيف عبء إدارة مرض السكري والمساعدة في تخفيف القلق عبر السماح بإمكانية المراقبة عن بُعد لمستويات الجلوكوز في الدم لدى مرضى السكري.

وقد نُشِرَ البحث المتعلق بمنصة الرعاية الصحية عن بعد لتطبيق إدارة مرض السكري في دورية IEEE Xplore ودورية IET Journals.