احتفلت حديقة القرآن النباتية، عضو جامعة حمد بن خليفة، بيوم البيئة القطري الذي يوافق يوم 26 فبراير من كل عام، حيث قامت بتنظيم العديد من الفعاليات التعليمية والتثقيفية في روضة مؤسسة قطر بالمدينة التعليمية.
شمل الاحتفال افتتاح روضة المدينة التعليمية، وهي عبارة عن نموذج للروضة الطبيعية في بر قطر، وقد تم إحياء هذا الموقع داخل المدينة التعليمية ليكون وجهة للتعرف على الأشجار والنباتات الطبيعية لدولة قطر، ولتأكيد التكامل مع المبدأ الإسلامي في صون البيئة يقول الله سبحانه وتعالى: "اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ". 17-الحديد.
وانطلاقاً من رؤيتها كحديقة نباتية، فقد زودت الحديقة موقع الروضة بلافتات تعليمية تضمنت أسماء النباتات المنزرعة، ولوحات ارشادية عن الظواهر الطبيعية في بر قطر كالروض والعرين والبر والأرض الجرز، بهدف تعزيز المعرفة النباتية لدى زوار الروضة.
وقامت حديقة القرآن النباتية بتنظيم جولة نباتية للمشاركين في الحفل تضمنت استكشاف الأشجار والنباتات المزروعة في الروضة والتعرف على خصائصها الطبيعية التي تؤهلها للعيش والتكيف في البيئات الجافة وشبة الجافة كبيئة دولة قطر. واشتملت الجولات على زيارة للمعرض البيئي داخل الروضة الذي ضم معروضات من العينات المعشبية للنباتات القطرية المهددة بالانقراض ودور حديقة القرآن النباتية في صون تلك المجتمعات وحفظها وتبادلها مع مجتمع الحدائق النباتية العالمي، كما تم عرض عينات من بذور تلك النباتات الفطرية، حيث أوضح مختصو الحديقة على أن بنك البذور التابع للحديقة يحتوي على ما يقرب من 3 مليون بذرة للنباتات الفطرية القطرية.
وقدمت إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية عرضاً عن الإكثار الدقيق لنخيل التمر، والتقدم العلمي الذي وصل إليه قسم الزراعة النسيجية في إكثار تلك الشجرة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالإنسان القطري خاصاً والمسلم عامةً. وخلال الجولة أيضا استعرض طلاب مدارس قطر مشاركتهم في البرنامج التعليمي لحديقة القرآن النباتية وبخاصة في برنامج الباحث البيئي اليافع وبرنامج الأمن الغذائي.
وفي هذه المناسبة، صرحت السيدة/ فاطمة الخليفي, مديرة حديقة القرآن النباتية: "حديقة القرآن النباتية تسير بمنهجية علمية وعملية في برنامج صون الموارد النباتية لدولة قطر الذي يشتمل على برنامج إعادة إحياء الروض عملاً بالمبدأ الإسلامي الحنيف الذي يدعو عموم الناس في الحفاظ على مقدرات البيئة ونحن نهتم من منظرونا النباتي بالبيئة النباتية، حيث تٌعد روضة المدينة التعليمية أهم الإنجازات الحديثة لهذا البرنامج الواعد، إذ تم زراعتها عام 2020 بنحو 192 شجرة برية كالسمر والعوسج والغاف والقرظ والسلم والسدر البري، واليوم ومع افتتاحنا لها، نضيف إليها خلال احتفالنا بيوم البيئة القطري العديد من النباتات الفطرية المرتبطة بالمجتمع القطري منها الإصخبر، والملبو، والهرم القطري، والقطف والرغل والسنا، والجثجاث، حيث شاركونا ضيوف الحفل زراعة تلك النباتات الفطرية في أرض الروضة ليكتمل بهذا إعادة إحياء تلك المنطقة".
وأضافت الخليفي: "مكان الروضة متاح للزيارة الآن، وستعلن قنوات تواصل حديقة القرآن النباتية اتجاهات الوصول للموقع، وقواعد زيارة الروضة، وحتماً فإننا نود أن نصل رسالة للمجتمع مفادها أن صون الموارد النباتية هو مسؤولية الجميع، ولابد أن نتعامل مع الحياة النباتية في قطر بمسئولية، ليس لأن حماية البر مكفول بالقانون فحسب، بل أن ديننا الحنيف أمرنا في مواطن عديدة إلى الحفاظ على البيئة وحمايتها".
ومن جانبه، قال العميد محمد يوسف الجيدة، مدير مديرية البيئة: "فخورون بالمشاركة في هذه المبادرة الوطنية المهمة التي تقودها وزارة البيئة وتغير المناخ، لتسليط الضوء على النٌظم البيئية المحلية التي توطنت في قطر لعدة قرون، معرباً عن تقدير حديقة القرآن النباتية بالعمل جنباً إلى جنب مع المؤسسات ذات الاهتمام المماثل في الحفاظ على البيئة الطبيعية للبلاد".
وتٌقدّم «حديقة القرآن النباتية» مفهومًا جديدًا في عالم الحدائق النباتية، فهي الحديقة الأولى من نوعها في العالم التي تحتوي على النباتات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية، وتهدف إلى تعزيز ونشر المعرفة بها، والمصطلحات المرتبطة بها، ومبادئ صيانتها والحفاظ عليها.