الذكاء الاصطناعي في مجال النقل والمواصلات
- الصفحة الرئيسة
- غرفة الأخبار
- الذكاء الاصطناعي في مجال النقل والمواصلات
شهدت البحوث وعمليات الاستكشاف في مجال الذكاء الاصطناعي طفرة خلال العقود الأخيرة. وفي حياتنا اليومية، يُستخدم الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع؛ فمن تشغيل فلاتر الرسائل المزعجة في بريدك الالكتروني، مرورًا بالتعرف على وجوه الأصدقاء على صفحات الفيسبوك، وصولاً إلى تمكين تطبيق اليكسا من معالجة وتنفيذ الأوامر الصوتية التي تصدر منك. ومن المتوقع أن يكون قطاع النقل والمواصلات المستفيد الأكبر من الذكاء الاصطناعي، وسيكون له تأثير كبير على النقل العام والمركبات التي نقودها.
ويجرى بالفعل في الوقت الحالي اختبار السيارات ذاتية القيادة، ولكن الذكاء الاصطناعي لن يتوقف هنا، بل يسعى أيضًا للتصدي للتحديات الكبرى في قطاع المواصلات مثل: السلامة، والموثوقية، ومشكلات الاستيعاب، والتلوث البيئي، والطاقة المهدرة.
وقد نُظمت مؤخرًا ورشة عمل خُصصت لتناول الذكاء الاصطناعي في مجال النقل والمواصلات، وحضرها خبراء من أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية، وقطر؛ لمناقشة أحدث المستجدات بشأن الذكاء الاصطناعي في المواصلات، مع الجهات المعنية الوطنية. وجاءت ورشة العمل التي نظمها برنامج قطر الذكية (تسمو)، التابع لوزارة المواصلات والاتصالات، بالتعاون مع مركز قطر للذكاء الاصطناعي التابع لمعهد قطر لبحوث الحوسبة، ضمن الجهود الرامية للاستفادة من إمكانات التكنولوجيا والابتكار.
من جانبه، أفاد الدكتور سفيان عبار، كبير مهندسي البرمجيات في مجموعة الحوسبة الاجتماعية بمعهد قطر لبحوث الحوسبة: "كانت الفكرة الرئيسة من وراء عقد ورشة العمل جمع الكوادر من القطاع الأكاديمي، والقطاع الصناعي، ومن الجهات الحكومية، لاستعراض إمكانات الذكاء الاصطناعي في تطوير مجال النقل والمواصلات. ونحن، كمعهد لبحوث الحوسبة، أردنا أن نعرض جهودنا في هذا المجال أمام الجهات المعنية في قطر، وكيف يُساهم علماء الحاسوب لدينا في هذا المجال."
يعمل معهد قطر لبحوث الحوسبة مع عدد من الشركات المحلية في قطاع المواصلات، ومنها كروة والخطوط الجوية القطرية، على تقديم حلول للجهات المعنية الوطنية؛ بغرض تحسين جودة الحياة ومستوى تقديم الخدمات في قطر.
وأضاف الدكتور عبار: "تمتلك كروة أسطولاً من السيارات يزيد عن 000,4، ونحن بصدد محاولة استكشاف وسائل لمساعدة كروة على إدارة هذا الأسطول بشكل أفضل من خلال إتاحة الفرصة للتحليلات. والآن، تخصص كروة قوافل من السيارات لخدمات النقل من وإلى مطار حمد الدولي، وفي أثناء فترات الركود، تصطف هذه السيارات بانتظار الركاب. وبدلاً من ذلك، يمكن استخدام هذه السيارات في أماكن أخرى من المدينة في ساعات الذروة، وجلب إيرادات للشركة. لذا، فإن ما نحاول أن نقدمه لهم هو توقعات بأعداد الزبائن والركاب المحتاجين لسيارات أجرة خلال الساعات القادمة، كمجرد مثال، ليتمكنوا بالتالي من وضع خطط وفقًا لهذه التوقعات."
ويعمل معهد قطر لبحوث الحوسبة مع إدارة تخطيط النقل البري في وزارة الاتصالات والمواصلات؛ لفهم كيف يمكن استخدام مصادر البيانات المختلفة مثل: صور الأقمار الصناعية، ومسارات نظام التموضع العالمي؛ بغرض تحسين الخطط المرورية للطرق، وتقديم تصورات أكثر دقة لشبكة الطرق في قطر.
"على سبيل المثال، ابتكرنا خوارزميات على أسس من الذكاء الاصطناعي لصالح شبكة الطرق المستخلصة من صور الأقمار الصناعية، ضمن جهود التعاون الجاري مؤخرًا مع مختبر علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وهذا يعني في الواقع أنك تستطيع أن تدرب آلة، وشبكة عصبية عميقة؛ لاستخلاص حالة الطرق بشكل أوتوماتيكي من صور الأقمار الصناعية. هذا الأمر مهم للغاية، لأننا كبشر ننظر إلى الخرائط على أنها كائنات ثابتة، لكن هذا الأمر بعيد عن الحقيقة، وخصوصًا في دولة سريعة النمو مثل قطر."
تشير أحد التقارير التي تبحث أوضاع السوق، والذي نشرته شركة بي أند أس لأبحاث السوق، إلى أنه من المتوقع أن تبلغ قيمة الذكاء الاصطناعي في قطاع المواصلات 3.5 مليار دولار أمريكي بحلول 2023. وسوف يؤثر هذا التحول المدفوع بالذكاء الاصطناعي أيضًا على توسع المدن وتمددها. على سبيل المثال، من الوارد أن تحفز وسائل المواصلات الموفرة والسريعة والآمنة في المركبات ذاتية القيادة التوجه نحو الانتقال من المدن إلى المناطق النائية.
ومع إعلان قطر عن عزمها إنفاق ستة مليارات ريال قطري، على مدار السنوات القليلة القادمة، لتطوير البنية التحتية التكنولوجية اللازمة، وتفعيل مئات المبادرات في قطاعات كثيرة، سوف تعمل مبادرات معهد قطر لبحوث الحوسبة بالتعاون مع برنامج (تسمو) على تسريع وتيرة تنفيذ جميع ركائز رؤية قطر الوطنية 2030.