مشجعو بطولة كأس العالم لكرة القدم يتعرفون على المزيد من المعلومات حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف والتوظيف في المستقبل | جامعة حمد بن خليفة
الهيئة:  معهد قطر لبحوث الحوسبة
مشجعو بطولة كأس العالم لكرة القدم يتعرفون على المزيد من المعلومات حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف والتوظيف في المستقبل

أثارت بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022، وهو أكبر حدث رياضي في العالم، اهتمامًا كبيرًا حيث احتفلت قطر بكونها أول دولة عربية تستضيف هذا الحدث، الذي يُقام كل أربع سنوات. 

وبمشاركة 32 منتخبًا وطنيًا، استضافت قطر أكثر من 1.2 مليون زائر دولي لأكثر من شهر. وحظي المشجعون الذين حضروا المباريات في ثمانية ملاعب من الطراز العالمي بفرصة فريدة لتجربة الفعاليات الثقافية التي عُقدت بالقرب من ملاعب كأس العالم، والتي تضمنت آلاف الفعاليات المتنوعة ومن بينها فعاليات فنية وعروض أزياء وتصميمات، إلى جانب العروض الموسيقية الرائجة وعروض الأفلام.

وبعيدًا عن الملاعب، وفي بيئة مناسبة للعائلات، استمتع المشجعون بالتغطية المباشرة للمباريات والعروض المسرحية والثقافة القطرية وتجربة تذوق المأكولات المحلية والأنشطة الثقافية الأخرى. وشمل ذلك مهرجان الفيفا للمشجعين في حديقة البدع، وجزيرة المها في لوسيل، ومهرجان أركاديا سبكتاكيولار للرقص بالقرب من راس بوفنطاس، ونادي 974 الشاطئي، وقرية كتارا الثقافية، ومنطقة مشيرب قلب الدوحة، وسوق واقف. وكانت منطقة الكورنيش من أكثر الأماكن روعةً خلال كأس العالم، حيث امتدت أجواء الكرنفال إلى مسافة 6 كيلومترات بدايةً من فندق الشيراتون ووصولاً إلى متحف الفن الإسلامي.

استعراض الأهداف العالمية

في تجربة مثيرة، تعاون معهد قطر لبحوث الحوسبة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، مع مؤسسة صلتك، بهدف تعزيز الوعي بالتأثير المحتمل لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على الوظائف.

وقد استضافت صلتك، وهي مؤسسة تنموية دولية غير ربحية وغير حكومية تهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة عبر تمكين الشباب من الناحية الاقتصادية، مجموعة من الفعاليات على الكورنيش، بالتعاون مع منظمات مختلفة. ولفتت الأحداث الانتباه إلى الهدف الثامن من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، الذي يسعى إلى تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام، والتوظيف، والعمل اللائق للجميع. ومن خلال معرضها الرقمي، استعرضت مؤسسة "صلتك" الأوضاع السائدة في مخيمات اللاجئين في جميع أنحاء العالم وروجت لجوانب مختلفة من توظيف الشباب. 

النظر عن كثب إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

طور معهد قطر لبحوث الحوسبة في الماضي نظامًا للذكاء الاصطناعي يحدد مدى تأثير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على الوظائف المختلفة (مثل كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين كفاءة وإنتاجية أداء المهام في وظيفة معينة). ويحقق النظام ذلك عن طريق حساب درجة التأثير باستخدام نوعين مختلفين من المدخلات: (1) براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي؛ و (2) الأوصاف الوظيفية. ويعالج النظام أكثر من 1.5 مليون براءة اختراع أمكن الحصول عليها من قاعدة بيانات براءات الاختراع الخاصة بجوجل، بالإضافة إلى أكثر من 1,000 وصف وظيفي، أمكن الحصول عليها من قاعدة بيانات شبكة المعلومات المهنية (O*Net) التي تديرها وزارة العمل الأمريكية. وتحتوي الأوصاف الوظيفية على لمحات عامة والمهام الملازمة لكل وظيفة. ويستخدم نظام الذكاء الاصطناعي تقنيات متقدمة للتعلم الآلي لمطابقة الوظائف ومهامها مع براءات الاختراع ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي. وكلما زادت براءات الاختراع المطابقة لوظيفة ما، زاد احتمال تأثر الوظيفة بالذكاء الاصطناعي.

وبخلاف الثورات الصناعية السابقة التي أثرت على وظائف العمال اليدويين، يؤثر الذكاء الاصطناعي في الغالب على الوظائف الذهنية المتخصصة. وعلى وجه الخصوص، يؤثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف ذات المهام المعرفية غير الروتينية مثل الحفظ وترتيب المعلومات والتصور والتفكير الاستنتاجي والتعرف على الكلام. وبالتالي، يؤثر الذكاء الاصطناعي في الغالب على الوظائف المتخصصة التي عادةً ما تتطلب تعليمًا رسميًا. وتشمل قائمة هذه الوظائف المتخصصين في الأعمال التجارية، والممارسين القانونيين، والأخصائيين الاجتماعيين، والمديرين، والممارسين الصحيين، وعمال المبيعات، والموظفين. من ناحية أخرى، فإن الوظائف التي تركز على المهام البدنية، مثل عمال النظافة والمساعدين والصيادين والمزارعين والطهاة، هي الأقل تأثرًا بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

وبالنسبة لكأس العالم، صمم معهد قطر لبحوث الحوسبة النظام خصيصًا بحيث يُستخدم على أجهزة الآيباد وجعله تفاعليًا وتعليميًا، والأهم من ذلك أن المعهد جعله ممتعًا. وتفاعل الحاضرون في المعرض الرقمي مع النظام من خلال محطات الآيباد المختلفة. وتمكن المستخدمون من اختيار وظائفهم، وتحديد المهام ذات الصلة بالوظيفة، وتخمين درجة التأثير لكل مهمة، وعرض درجة التأثير الحقيقي بناءً على البيانات التي يعالجها النظام.

وأوضح جي لوكاس، مهندس برمجيات أول في معهد قطر لبحوث الحوسبة قائلاً: "لقد طورنا في البداية هذا النظام لاستكمال تقرير حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف في قطر. وعندما اتصلت بنا مؤسسة صلتك وعرضت علينا فرصة المشاركة في الفعالية المتعلقة بالهدف الثامن من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، تعيَّن علينا طرح سيناريو يشبه اللعبة لكي يتمكن عشاق بطولة كأس العالم من قضاء وقت ممتع مع التطبيق ومعرفة المزيد عن تأثير الذكاء الاصطناعي على وظائفهم."

وإلى جانب نظام الذكاء الاصطناعي، يمكن للزوار معرفة المزيد من المعلومات عن تأثير الذكاء الاصطناعي على مجموعات المهارات المختلفة المطلوبة في المستقبل من خلال المعرض، الذي يعرض أبحاث معهد قطر لبحوث الحوسبة في هذا المجال على شاشات رقمية مختلفة.

ويساعد التعرف على مثل هذه المعلومات الشباب على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن حياتهم المهنية والحصول على فكرة أفضل عن نوع المهارات التي يجب عليهم تعزيزها للتكيف مع الآثار المستقبلية للذكاء الاصطناعي على الوظائف.

وبهذه المناسبة، يقول الدكتور أحمد المقرمد، المدير التنفيذي المؤسس لمعهد قطر لبحوث الحوسبة: "يسعدنا التعاون مع مؤسسة صلتك وأن تتاح لنا هذه الفرصة لإحداث تأثير إيجابي خلال بطولة كأس العالم. وبعد قيادتنا للعمل في مجال الذكاء الاصطناعي وتأثيره على القوى العاملة في قطر، كنا متحمسين لمشاركة معرفتنا مع مشجعي كأس العالم حول الآثار المختلفة للذكاء الاصطناعي على الوظائف."

* يشغل الدكتور غانم محمد السليطي منصب عالم في معهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة. 

ملاحظة:
هذا المقال مقدَّم من إدارة الاتصال بجامعة حمد بن خليفة نيابةً عن الكاتب. والآراء الواردة في هذا المقال تعكس وجهة نظر الكاتب، ولا تعكس بالضرورة الموقف الرسمي للجامعة.