بهدف مساعدة الكُتّاب الصاعدين الراغبين بتقديم أعمالهم للنشر لدى دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، تقدم الدار بعض المبادئ الإرشادية التي تسهم في إعداد الطلبات المقدمة بشكل سليم.
وحول هذا الموضوع، تقول جميلة سلطان الماس الجاسم، محرِّرة النصوص العربية لدى دار جامعة حمد بن خليفة للنشر: "من المثير للاهتمام بحق أن ترى ذلك المردود الإيجابي للبقاء في المنزل على إثر جائحة فيروس كورونا المستجد، والمتجسد في الارتفاع الملحوظ لأعداد الأعمال التي تلقيناها مؤخرًا، مما يعكس مدى اهتمام الناس بإثراء مواهبهم الأدبية في أوقات فراغهم وهم ماكثون في منازلهم."
يأتي ذلك رغبة من دار جامعة حمد بن خليفة للنشر في تلقي أعمال الجمهور من مختلف الفئات العمرية، البالغين منهم واليافعين والأطفال، وفي شتى أنواع الكتابة ومجالاتها، الأدبية منها والواقعية، بالشكل الصحيح. هذا بالإضافة إلى استقبال القسم الأكاديمي في الدار للأعمال البحثية والعلمية الخاضعة لمراجعة مُحكمين متخصصين في مجالات العلوم الطبيعية والاجتماعية ليتم نشرها، وتتراوح ما بين كتب أكاديمية ومواد مرجعية منشورة بطريقة الوصول الحر ووقائع مؤتمرات.
ومع أن معايير تقديم الأعمال يمكن الرجوع إليها على الموقع الإلكتروني لدار النشر (www.hbkupress.com)، يمكن لعوامل معيّنة أن ترفع تعزز من إمكانيات قبول العمل المقدم وسط هذا الكم الهائل من الأعمال المقدمة.
المختصَر - استحوِذ على اهتمام لجنة المراجعة: كما هو الحال مع معظم دور النشر، عندما تزداد أعداد الأعمال المقدمة للنشر، يُصبح من الصعب مراجعة كل عمل مقدم بالكامل. لذلك يعتبر المختصر مفتاحًا لتشجيع اللجنة على قراءة العمل بأكمله. فالمختصر الجيد الذي يلقى استحسانها يُقدِّم صورةً واضحةً لفحوى الكتاب، فهو يشبه في قراءته إلى حد كبير الغلاف الخلفي للكتاب. من ثم ينبغي أن يُلهب مشاعر قارئه، من افتتان وحزن وحنين وهلع وضحك وما إلى ذلك حسبما تدور فكرة الكتاب. ويجب ألا يزيد بأي حال عن 500 كلمة، وأن يوضّح جليًا الفرضية المطروحة، ويسلط الضوء على الشخصيات و/أو الأفكار الرئيسية، ويترك القارئ بحالة تشوُّق لمعرفة المزيد.
السيرة الشخصية للكاتب
1. من أنت؟ من أكبر الأخطاء في عملية النشر، حال تقديم سيرة شخصية مناسبة عن الكاتب، أن يُرسل الكاتب المُحتمل ملف سيرته الذاتية بدلًا من كتابة أسطر عن شخصه. إن لم يكن لك باع طويل في مهنة الكتابة، ولك أعمال منشورة، أو لم تكن متخصصًا في المجال الذي تكتب فيه عملك المقدم، فليس من المهم حقًا أن نعرف أين كنت تعمل منذ 5 أو 10 أو حتى 15 سنة. وحتى إن كنت كذلك، يظل بإمكانك إرسال ملف سيرتك الذاتية، ولكن دون إغفال كتابة أسطر مناسبة عن سيرتك الشخصية؛ فهناك فرصة أخرى لإظهار مكنون شخصيتك وشغفك بالكتابة. ولا تكتف بإخبار الناشر عما أنجزتَه من أعمال، بل أظهر له شغفك، وأخبره عن أهدافك الأدبية، واذكر أي شيء يساهم في التسويق لك ولكتابك: هل لديك مليون متابع على إنستغرام؟ هل تمتلك صفحةً على الإنترنت تقدم عليها نقدًا أدبيًا للأعمال المنشورة؟ هل أنت من رواد الرياضة أو الفنون أو الموسيقى أو العلوم أو ما إلى ذلك؟ هل أنت مسجَّل كمحرِّر أو باحث أو عضو ضمن فريق مراجعة تخصصية، ونشرتَ بالفعل عددًا من الأعمال في المجال الذي اخترته؟ إذا لم ينطبق عليك أيٌ مما سبق، فلا تقلق، فالناشر يريد أن يعرفك فحسب، فاقتبس له عينةً أخرى من كتاباتك أو من شغفك. فتكوين شخصيتك ككاتب هو أول خطواتك على طريق النشر.
2. لماذا تكتب؟ ما الذي يدفعك للكتابة؟ ما الذي تأمل أن تنجزه من خلال عملك المقدم؟ أهو الشغف الشخصي، أم أن هدفك أن تُقنِع أو تُعرِّف أو تُمتِع؟ كلها أسئلة تنتظر الإجابة على أسطُر سيرتك الشخصية. فمعرفة دافعك الشخصي يعطي المحرر فكرةً مُجملة عن عملك المقدم حتى قبل أن يقرأه. فإذا كان دافعك قويًا، فمن الممكن جدًا أن يكون أحد العوامل المُرجحة لكِفة العمل الذي تقدمه.
3. اعرف جمهورك: هذه النقطة ذات أهمية خاصة لسببين، أولهما أن تحديد جمهورك الأساسي أو الشريحة العمرية المستهدفة أثناء الكتابة ما هو إلا وسيلة أخرى لزيادة إمكانية نشر العمل الذي تقدمه: هل تكتب من أجل سوق متخصصة؟ أم هل تكتب من أجل جمهور عام؟ في كلا الحالين، عليك أن تخبرنا عما يميِّز عملك، وما مقومات نجاحه المنتظر. أما السبب الثاني وراء أهمية معرفة جمهورك فيرتبط بالناشر الذي تتوجّه إليه. فأنت بحاجة إلى التأكد من خبرة ناشرك مع النوعية/الجمهور المرتبط بعملك. فمن الراجح أن تُقابَل بالرفض إذا كنت تقدم روايتك العاطفية إلى ناشر مختص على الدوام بنشر المراجع الأكاديمية مثلًا، أو كنت تقدم كتابًا تعليميًا للأطفال إلى ناشر مختص بإصدارات عن التجميل. وبالتالي فإن معرفة ما تقدمه جيدًا، وإلى من تقدمه، يضيف إلى معايير نجاحك.
العمل المُقدَّم للنشر: إن أفضل الأعمال المقدمة للنشر ليست مسودات أولية. بل هي تلك التي مرّت بجولات عديدة من التحرير والمراجعة قبل أن يستقر الرأي على نشرها. فتأكد من أن أحدهم -زميل أو مُوجِّه أو قريب أو صديق- قد ألقى نظرةً على عملك قبل أن تقدمه. وليس من الضروري أن يكون محررًا متخصصًا، ولكن تلقي الملاحظات من قارئ حقيقي أمرٌ يدعّم عملك ويقوّي كتابتك. كذلك فإن إدخال جولة ثانية من القراءة يضمن خلو العمل من أخطاء الهجاء والنحو الجليّة على أقل تقدير.
يخطئ بعض الكُتَّاب أحيانًا حينما يظنون أن من مهام الناشر أن يأخذ مسودتك الأولية ويوصِّلها إلى صورتها النهائية، وهذا ليس صحيحًا بالمرة. صحيحٌ أن العمل المُقدم للنشر ليس بالضرورة أن يكون مثاليًا، لكنه يحتاج إلى بنية أساسية قوية لتكون منطلقًا له نحو النشر.
وتختتم جميلة الجاسم بقولها: "إن هدفنا كناشرين في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر يختلف عن غيرنا من دور النشر المحلية والعالمية لأننا نحمل على عاتقنا مهمة نشر القراءة والكتابة كأساس لتطوير المعرفة والإمكانات البشرية، وكوسيلة للمشاركة بفاعلية تامة في المجتمعين المحلي والعالمي. وذلك يعني لكُتابنا الصاعدين أنهم إذا كان بمقدورهم استعراض إمكانياتهم من خلال شكل منظم قوي لأوراق العمل المقدم، حتى وإن لم يكن ذلك العمل جاهزًا تمامًا للنشر، ففريقنا على استعداد دائمًا لتقديم ملاحظاته، والتعاون أحيانًا مع المؤلف للوصول بمستوى عمله إلى الصورة القياسية اللازمة لكي يُنشر."
جدير بالذكر أن دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، التابعة لجامعة حمد بن خليفة، قد تأسست وفق أفضل الممارسات الدولية وبما يتماشى مع معايير التميز والابتكار، لتوفير منصة محلية ودولية فريدة من نوعها للأدب، والاستكشاف، والتعلم، والمساهمة في بناء الاقتصاد القائم على المعرفة في دولة قطر. وتسعى الدار إلى بث حب القراءة والكتابة، وترسيخ ثقافة أدبية مفعمة بالحياة في قطر والخليج العربي والوطن العربي ككل، وتنمية المواهب الجديدة.
لمزيد من المعلومات حول دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، أو إجراءات تقديم الأعمال، أو لمعرفة المزيد حول دليل أعمالنا المنشورة، تفضلوا بزيارة الموقع الإلكتروني www.hbkupress.com.