دراسة لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي حول سرطان الثدي تسلط الضوء

الدراسة التعاونية تركز على مجموعتي بيانات مختلفتين من بينها بيانات خاصة بدولة قطر

الهيئة:  معهد قطر لبحوث الطب الحيوي
دراسة لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي حول سرطان الثدي تسلط الضوء على الحاجة لإجراء بحوث قائمة على السكان لتطوير طب السرطان الدقيق

نشر معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة، دراسة هي الأولى من نوعها حول الملامح النسخية لأورام الثدي الخاصة بالسكان التي تشمل مرضى من قطر وتسلط الضوء على أهمية استخدام الطب الدقيق في علاج السرطان على مستوى السكان.

وقادت الدكتورة جولي ديكوك، عالم في مركز البحوث التطبيقية للسرطان والمناعة التابع للمعهد، الدراسة البحثية بالتعاون مع باحثين من مركز سدرة للطب، ومعهد قطر لبحوث الحوسبة في جامعة حمد بن خليفة، ومؤسسة حمد الطبية، ووايل كورنيل للطب - قطر، بالإضافة إلى متعاونين دوليين من جامعة كاليفورنيا. ونُشرت الورقة البحثية التي تحمل عنوان "الملامح النسخية المرتبطة بالأنساب لسرطان الثدي لدى المرضى من أصول أفريقية وعربية وأوروبية" في دورية إن بي جي لسرطان الثدي، الشريكة لمجلة نيتشر.

ودرس الفريق البيانات النسخية التي تم الحصول عليها من مجموعتين مختلفتين من المصابين بسرطان الثدي في دراستهم، وهما مجموعة أطلس جينوم السرطان لسرطان الثدي ومجموعة بيانات محلية أصغر من دولة قطر، لتحديد الاختلافات الجزيئية في السمات المتعلقة بالسرطان والسمات البيئية الدقيقة التي تميز المرضى من أصول أوروبية أو أفريقية أو عربية.

وعلقت الدكتورة ديكوك على أهمية تضمين مجموعة بيانات محلية مشيرةً إلى أنه في العصر الحالي للطب الشخصي، كانت دراسات السرطان واسعة النطاق (مثل أطلس جينوم السرطان) مفيدة في فك شفرة التسبب في الإصابة بالأورام وتطورها. ومع ذلك، نظرًا لأن غالبية المرضى في مجموعات البيانات العامة من أصل أوروبي، فقد لا تكون المعرفة المكتسبة مناسبة أو دقيقة للمرضى من أصل مختلف.

وقالت: "على الرغم من أن سرطان الثدي هو أكثر أنواع الأورام السرطانية شيوعًا بين النساء في جميع أنحاء العالم، فقد أصبح من الواضح أن هناك تفاوتًا عالميًا في معدل الوفيات بفعل سرطان الثدي مع ارتفاع عدد الوفيات بين النساء من أصول أفريقية وعربية مقارنة بالنساء من أصل أوروبي. وبينما يمكن تفسير جزء من الاختلافات السكانية في معدل الوفيات من خلال العوامل الاجتماعية والاقتصادية، فإن نسبة كبيرة من الوفيات الزائدة لا تزال مجهولة السبب."

وطبَّق الباحثون نهجًا جديدًا لإجراء دراستهم باستخدام استدعاء أكثر دقة لأسلاف المريض عبر توظيف المتغيرات الجينية التي تحدث بشكل شائع، بالإضافة إلى أحدث بيانات البقاء المنسقة من مصدر البيانات السريرية، وهو أطلس جينوم السرطان، ونموذج تصنيف سرطان الثدي الجديد، والنمذجة الحسابية. وأوضحت الدكتور ديكوك قائلةً: "لقد شرعنا في تحديد الاختلافات الجزيئية التي يمكن أن توفر رؤى ثاقبة حول بيولوجيا التباينات المرتبطة بالأصول والأنساب في النتائج السريرية. وحتى الآن، استندت الدراسات التي تبحث في الاختلافات الجزيئية بين الأسلاف فقط على الأصول المحددة ذاتيًا. وفي دراستنا، حددنا أسلاف المريض بناءً على وجود مؤشرات جينية محددة بالإضافة إلى الأصول المحددة ذاتيًا."

وأضاف الدكتور راغفيندرا مول، عالم في معهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة: "لقد مكنت التطورات الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي الباحثين من استكشاف كميات كبيرة من البيانات بمعدل متسارع، وهو ما أدى إلى تحديد الشبكات الجزيئية التفاعلية الكبيرة، بالإضافة إلى تشريح الجوانب الرئيسية لبيولوجيا السرطان على مستوى أكثر دقة. وفي هذه الدراسة، طبقنا نهجًا قائمًا على التعلم الآلي لاستكشاف السمات الجزيئية الخاصة بالسكان في مجموعتي بيانات لسرطان الثدي. والأمر المثير للاهتمام هو أننا وجدنا أنه في حين أن بعض الأورام والخصائص المرتبطة بالمناعة ترتبط بنتائج سريرية أسوأ لدى مجموعة سكانية واحدة، فإن نفس السمات تتنبأ بمعدل بقاء أفضل لدى المرضى من أصول مختلفة. ونظرًا للارتفاع السريع في كمية وتعقيد البيانات التي تم الحصول عليها من خلال تقنية الجيل التالي للتسلسل، فمن المتوقع أن يصبح التعلم الآلي وطرق البيولوجيا الحاسوبية الأخرى ذات قيمة عالية لأبحاث السرطان."

وعلَّق الدكتور فوتر هندريكس، باحث رئيسي في مركز سدرة للطب، مشيرًا إلى أنه نظرًا لأن السرطان مرض غير متجانس للغاية مقارنة بالأمراض الوراثية النادرة، فإنه يتطلب عددًا كبيرًا من العينات ذات التصنيف السريري المحدد بشكلٍ جيد من أجل تقديم ملاحظات ذات مغزى لدى المرضى من أصول عرقية وسكانية محددة، حيث قال: "أعتقد أننا في هذه الدراسة قد أثبتنا إمكانية وجود مسار للطب الدقيق في السرطان يتضمن مراعاة الخلفية العرقية للمريض، مع إعادة التأكيد على الحاجة إلى الابتعاد عن تبني طريقة النهج الواحد المناسب للجميع واستخدام نهج أكثر تخصيصًا على مستوى السكان أو الأفراد."

ولخصت الدكتورة ديكوك نتائج الدراسة فقالت: "لقد حددنا اختلافات واضحة في التعبير عن الجزيئات المرتبطة بالسرطان والبقاء على قيد الحياة والارتباط في ما بينها، وفي وفرة الخلايا المناعية التي قد تساهم في حدوث التباين في النتائج السريرية لمرضى سرطان الثدي من أصول عربية وأفريقية. وعلاوة على ذلك، تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن مرضى سرطان الثدي من فئات سكانية محددة، مثل السكان الأفارقة والعرب، قد يستفيدون من بعض علاجات السرطان بشكل أكبر من غيرهم. وتدعم نتائج بحثنا وجود مستوى إضافي من التعقيد الذي قدمته السمات المرتبطة بالأسلاف، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لمراعاة السمات الجزيئية الخاصة بالأنساب في طب السرطان الدقيق. ولذلك، فإننا ندعو إلى إجراء المزيد من الدراسات واسعة النطاق حول الفئات السكانية الممثلة تمثيلاً ناقصًا، مثل المرضى المنحدرين من أصول عربية وأفريقية." 

للمزيد من المعلومات حول مركز البحوث التطبيقية للسرطان والمناعة التابع لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، بالإضافة إلى المرافق والمراكز البحثية الحديثة التابعة للمعهد التي تركز على الأبحاث المتعلقة بمرض السكري والاضطرابات العصبية، يرجى زيارة qbri.hbku.edu.qa