في هذا الحوار الصحفي، تتناول ندى المحميد، مدير مركز الترجمة والتدريب بمعهد دراسات الترجمة، التابع لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة حمد بن خليفة، التأثير الإيجابي لدورات اللغات وخدمات الترجمة التحريرية والشفهية التي يقدمها المعهد.
1. ما هي البرامج التي يقدمها معهد دراسات الترجمة؟
يوفر معهد دراسات الترجمة فرصًا تعليمية فريدة ومتخصصة للمجتمعات المحلية والدولية، مسترشدًا في ذلك بركائزه الأساسية. ويقدم مركز اللغات ومركز الترجمة والتدريب مجموعة واسعة من فرص التعلم التي تستمر مدى الحياة في اللغات الأجنبية، وفي الترجمة التحريرية والشفهية، بينما يقدم قسم دراسات الترجمة التحريرية والشفهية برنامجيّ ماجستير مبتكرَين ومتعددا التخصصات.
وتلبي الدورات القيِّمة التي يقدمها مركز اللغات تطلعات المتخصصين وأفراد المجتمع على نطاقٍ أوسع، وهو ما يعكس فهمنا لأن اللغة هي النمط الرئيسي للتواصل والتفاعل بين الأشخاص الذين ينحدرون من خلفيات وثقافات متنوعة. وقد يساعد إتقان العديد من اللغات تركيبتنا المتنوعة من البشر في قطر، وعلى مستوى العالم، على التواصل بشكل أفضل وتحقيق تأثيرات مثمرة معًا؛ كأفراد ومجتمع وثيق الترابط ومواطنين عالميين فاعلين. ويقدم معهد دراسات الترجمة حاليًا دورات تعليمية في 12 لغة للبالغين وهي: اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والإيطالية واليابانية والكورية والصينية الماندرين والبرتغالية والروسية والتركية. كما يقدم المعهد ست دورات للأطفال والمراهقين في اللغات العربية والفرنسية والإسبانية والألمانية والصينية الماندرين والبرتغالية.
وتغطي ورش العمل التي يقدمها مركز الترجمة والتدريب مجموعة من التخصصات والمواضيع المحورية، بما في ذلك الترجمة القانونية، وترجمة النصوص الرياضية، وفن تدوين الملاحظات للمترجمين الفوريين، والسترجة، ومرافق الضيافة والفعاليات الميسرة، وغيرها من الفعاليات. وقد توصلنا إلى أن ورش العمل تروق للمترجمين التحريريين والفوريين والمتخصصين في قطاع الاتصال الذين يتواصلون كثيرًا باللغتين العربية والإنجليزية.
وتشكل برامج الماجستير في دراسات الترجمة والترجمة السمعية البصرية أساسًا متينًا للعمل الاحترافي في مختلف القطاعات ودراسة الدكتوراه. وتساهم تجربة التدريب العملي والمهني داخل مختبراتنا الحديثة في الارتقاء بمهارات الطلاب إلى مستوى احترافي.
وفيما يتعلق بخدماتنا الاحترافية، يطمح معهد دراسات الترجمة إلى أن يكون أفضل معهد يقدم خدمات الترجمة التحريرية والشفهية عالية الجودة بما في ذلك الترجمة السمعية البصرية من خلال مركز الترجمة والتدريب. ونحن نقدم خدمات الترجمة للمؤسسات الموجودة داخل المدينة التعليمية وخارجها. ولا يمنعنا تقديم خدمات الترجمة التحريرية والشفهية الاحترافية من الابتعاد عن قضيتنا الأساسية في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية ومعهد دراسات الترجمة؛ وهي العدالة الاجتماعية. ومن أمثلة مشاريعنا التي تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية تعاوننا مع مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) ومنظمة إنقاذ الطفولة في ترجمة الدليل الميداني للأطفال المصابين في الانفجارات إلى اللغتين العربية والفرنسية، وهو ما قد يساهم في إنقاذ الأرواح في مناطق الصراع. وقد عملنا أيضًا مع هيئة متاحف قطر وكلية جوعان على ترجمة الكتب التي تلقي الضوء على تاريخ الدولة وإنجازاتها.
وقد دعمنا العروض الشاملة لمهرجان أجيال السينمائي 2020 للسنة السادسة، وقدمنا خدماتنا الاحترافية للمهرجان للمرة الأولى منذ انطلاقه كمشروع طلابي في عام 2015. ويؤكد ذلك على التزام كل من مؤسسة الدوحة للأفلام وكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتيسير سبل الوصول والدمج.
2. ما هو التأثير الذي حققتموه من خلال برامجكم؟
توجد أمثلة للتفاعل والتأثير الذي أحدثه المعهد مساهماتنا خلال جائحة كوفيد-19. فقد تعاوننا مع مكتب الاتصال الحكومي في ترجمة المعلومات المهمة إلى اللغات المالايالامية والأردية والهندية والنيبالية، بالإضافة إلى ترجمة المحتوى الخاص ببرنامج الدردشة الآلي لخدمة المعلومات الخاصة بفيروس كورونا. وقد رأينا أن من واجنبا القيام بهذه المبادرة، التي ساعدت في توعية المجتمعات وتمكينها بشكل سليم. وخلال فترة انتشار الجائحة، تطوع العديد من طلابنا وخريجينا بخدماتهم في ترجمة المعلومات ونشرها.
وفيما يتعلق بالتأثير الاجتماعي، يتمتع كلٌ من معهد دراسات الترجمة ومركز اللغات بعلاقات وثيقة مع المجتمع الدبلوماسي. ونحن فخورون بتعاوننا مع السفارة الصينية وبمشاركة الطلاب في مركزنا في احتفالاتهم بالعام الصيني الجديد. ومن الرائع مشاهدة مظاهر التواصل بين الثقافات المختلفة. وقد حضر العديد من السفراء الأوروبيين إلى دورات اللغات التي نقدمها لتشجيع طلابنا على التعلم والمشاركة في محادثات ودية معهم.
وتُعدُ الترجمة من وسائل التواصل المهمة، ونحن نقدم خبراتنا في كل المجالات تقريبًا بما في ذلك مجالات الترجمة السياسية والتجارية والقانونية والطبية. وبينما تستعد الدولة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، ودورة الألعاب الآسيوية 2030 وغيرها من الفعاليات المهمة الأخرى، يركز معهد دراسات الترجمة على الرياضة في بعض أنشطته. ويوفر المعهد فرصتين للتعلم في هذا المجال هما ورشة عمل ترجمة النصوص الرياضية وبرنامج تدريب المدربين المناسب لجميع القدرات. وسيُقدَّم هذا البرنامج قريبًا بالشراكة مع مبادرات تنمية المجتمع في مؤسسة بهدف مساعدة مدربي كرة القدم على تطوير مهارات التدريب العملية اللازمة لتدريب لاعبي كرة القدم الطموحين ذوي القدرات المختلفة وتيسير سبل ممارسة جميع أفراد المجتمع للرياضة.
3. كيف أثرت جائحة كوفيد-19 على معهد دراسات الترجمة؟
لقد التزمنا تمامًا بنهج مؤسسة قطر الذي يؤكد على أن "التعلم لا يتوقف أبدًا"، ومن خلال التكيف مع الجائحة، وجدنا فرصًا جديدةً. ولن أبالغ إذا قلت إننا تمكنَّا من التحول إلى تقديم برامجنا ودوراتنا التعليمية عبر الإنترنت عمليًا بين عشية وضحاها.
وأنا شخصياً أعتقد أن العالم لن يعود تمامًا إلى ما كان عليه من قبل، وينطبق الشيء نفسه على الأوضاع في معهد دراسات الترجمة. وأنا أعتبر التعلم الشخصي أكثر فائدةً، ولكنني أدرك أن هناك شريحة من المجتمع ترغب في مواصلة تلقي دوراتنا عبر الإنترنت، حيث يساهم هذا الأمر في توفير وقتهم وعدم اضطرارهم للانتقال إلى مقرنا في مبنى بنروزهاوس، وغالبًا ما يكون هذا الأمر أسهل للطلاب الخجولين أو الانطوائيين.
وتستقطب دورات اللغات التي نقدمها عبر الإنترنت الآن ملتحقين مهتمين من اليابان ودول أخرى رغم أن هذا الإقبال الدولي ليس جديدًا تمامًا. ونظرًا لأن برامجنا التدريبية متخصصة وفائقة الجودة، يلتحق بنا مشاركون من مناطق بعيدة مثل المغرب والكويت وسلطنة عمان لحضور ورش عمل التطوير المهني الذي يقدمها مركز الترجمة والتدريب التي تستمر لمدة أربعة أيام.
4. كيف تساهم البرامج التي يقدمها المعهد في تحقيق رؤية جامعة حمد بن خليفة؟
برامج المعهد مفتوحة للمتعلمين الذين ينتمون لخلفيات وتخصصات مختلفة ممن يرغبون في تعزيز قدراتهم على التواصل والترجمة من لغة إلى أخرى. وقد التحق بدوراتنا وورش العمل التي نقدمها دبلوماسيون، ورجال أعمال، وعسكريون ورياضيون محترفون، وأشخاص آخرون من خلفيات وتخصصات أخرى. وعلى المستوى الأكاديمي، يعمل طلابنا وخريجونا في مختلف المجالات.
وتنبع هذه القدرة على تقديم فرص التعلم التي تُشرك جميع أفراد المجتمع من تعدد تخصصات البرامج التعليمية التي نقدمها. ومن أمثلة البرامج الأخرى التي نطرحها برنامج الدكتوراه في العلوم الإنسانية والاجتماعية وبرنامج ماجستير الآداب في العلوم الإنسانية والمجتمعات الرقمية، وبرنامج ماجستير الآداب في دراسات المرأة في المجتمع والتنمية. وأعتقد أن هذا النهج هو أحد الأسباب وراء نجاح معهد دراسات الترجمة.