نتحدث خلال هذه المقابلة الحصرية مع حميدة دورزادة، طالبة ماجستير الآداب في دراسات المرأة في المجتمع والتنمية في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة، حول طموحاتها المستقبلية ولِم اختارت هذا البرنامج.
هلا أخبرتينا عن مجال دراستك في جامعة حمد بن خليفة؟
أنا أتابع دراسة ماجستير الآداب في دراسات المرأة في المجتمع والتنمية بجامعة حمد بن خليفة. وما يعجبني في هذا المجال هو أنه متعدد التخصصات، مما يُساعد في فهم البُنى الجندرية، وهيكلية السلطة، وتأثيرهما على الرجال والنساء، فضلاً عن التمعن في التجربة الحياتية للنساء.
ما الذي حفّزكِ على دراسة هذا المجال في جامعة حمد بن خليفة؟
لطالما تحمست للقضايا ذات الصلة بالدراسات الجندرية، خاصة، وكما كنت أُلاحظ في مجتمعي، أنه عندما يتعلق الأمر بالمرأة، تتحكم بها العديد من الأنظمة والتشريعات. من هنا، يُمثل انضمامي إلى هذا البرنامج بالفعل سعياً من أجل فهم حياتي وتجربتي كإمرأة.
ما هي طموحاتكِ على المدى القصير والطويل؟
يتمثل هدفي على المدى القصير في متابعة قراءتي وكتابتي حول ما تعلمته خلال العام الفائت. بعد التخرج، أنا أهدف للحصول على درجة الدكتوراه في الدراسات الجندرية، مع التركيز على منطقة الشرق الأوسط، ومتابعة مسيرتي الأكاديمية.
كيف ساعدتكِ دراساتكِ في تطوير مسيرتكِ المهنية وتعزيزها؟
أنا حالياً منسق وحدة الدراسات الإيرانية التي تأسست مؤخرًا في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. ولعل إحدى أهم المهارات التي اكتسبتها في إطار هذا البرنامج، بخلاف البحوث والكتابة والمهارات الراسخة ومتعددة التخصصات، هي القدرة على التفكير النقدي. وأنا أُطبق كافة تلك المهارات في سياق عملي، كونه يتطلب الكثير من البحوث والكتابة.
ما هو التأثير الذي تأملين إحداثه في مجتمعكِ مستقبلاً؟
لقد كان هدفي، منذ أن بدأت بدراسة برنامج الماجستير، يتمثل في الكتابة حول شؤون مجتمعي، أي المجتمع البلوشي في قطر. لطالما سمعني أساتذتي وزملائي من الطلاب في الصف أقول "سوف أُضيف البلوش في قطر إلى المحتوى"، وهذا ما يجعلني استمر، لأنني أشعر بضرورة تغطية شؤون مجتمعي والمساهمة في فهمه بشكل أفضل. وأنا في غاية الثقة بأن أطروحتي ستكون بمثابة إضافة نوعية في هذا السياق، وآمل بحق أن يستشهد الأشخاص بها في يوم من الأيام عندما يكتبون عن البلوش.
ما هي أبرز اللحظات في جامعة حمد بن خليفة، ولماذا؟
لعل أبرز اللحظات خلال مسيرتي التعليمي في جامعة حمد بن خليفة كانت اللقاء بزميلاتي في الصف، ممن يُمثلن مجموعة من النساء اللامعات والذكيات اللاتي يُشاركنني حماسي للشؤون والعدالة الاجتماعية. لقد تعلمت الكثير من كل واحدة منهن، وقد كان من المذهل أن نشهد جميعاً نمونا ونضوجنا الفكري.
بأي طريقة اختلفت تجربتكِ في جامعة حمد بن خليفة عن توقعاتكِ عندما انضممت إلى الجامعة؟
أتذكر أنه لم يكن لديّ أي فكرة عند انضمامي إلى الجامعة حول النوع والممارسات والنقاشات الجندرية، كما أنني لم أكن أعرف شيئاً عن العديد من الناشطات والمفكرات العالميات حول قضايا المرأة ونظرياتهن. لم أكن أتوقع بالفعل أن أتعلّم هذا القدر خلال فترة قصيرة. وقد أضاف كل مقرر الكثير إلى فهمي لهذه القضايا، وعرفني بالعديد من المفكرين اللامعين ممن تركت مؤلفاتهم تأثيراً عميقاً في حياتي.
هل توجد لديكِ أي نصائح لطلاب جامعة حمد بن خليفة المحتملين؟
هذا البرنامج مهم للغاية، ومن شأنه إضافة الكثير إلى حياتك وفهمك للمجتمع ومنظومات الجنس والنوع. ستبدأ بالتفكير النقدي حول بعض المفاهيم والتعابير والمؤسسات التي نعتبرها أمراً مفروغاً منه، على غرار المنظومة الأبوية، والعائلة، والزواج، وصلة القرابة، والدين، والقوانين، ودور المرأة، والليبرالية، والرأسمالية وغيرها. إنه يفتح أعينك أيضاً، لتصبح شخصاً أكثر تكاملاً من الناحية الفكرية، وأكثر شغفاً، وذلك بسبب تواجد أساتذة ملتزمين باستخلاص أفضل ما لديك.