معهد دراسات الترجمة في جامعة حمد بن خليفة يحتفل بعقد من النجاح

حوار مع الدكتورة أمل المالكي، العميدة المؤسِّسة لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة

الهيئة:  كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية
 الدكتورة أمل المالكي، العميدة المؤسسة لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، في مقابلة حصرية

تأسس معهد دراسات الترجمة بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة حمد بن خليفة خلال عام 2012 ويستمر في إحداث تأثير ملموس محليًا وإقليميًا وعالميًا. وبمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس المعهد، تحدثنا إلى الدكتورة أمل المالكي، العميدة المؤسِّسة للكلية، حول قصة نجاح المعهد.

معهد دراسات الترجمة موجود منذ 10 سنوات. ما أكثر شيء تفتخرين به خلال تلك الفترة؟

قطع معهد دراسات الترجمة شوطًا طويلاً منذ تأسيسه في عام 2012. ورغم أنني فخورة جدًا بنمو المعهد، إلا أنني أفتخر للغاية بالجودة التي حققها خلال العقد الماضي. فقد نجح المعهد في تعزيز مكانته بسبب موظفيه الأقوياء والمتفانين رغم التحديات المختلفة ليبرز بشكل أقوى، ولعل أبرز الأمثلة على ذلك تكيفه مع التغييرات التي جلبتها لنا جائحة كوفيد-19.

ونحن في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، وعبر معهد دراسات الترجمة، نقدم حاليًا ثلاثة برامج ماجستير في الآداب وهي: ماجستير الآداب في دراسات الترجمة، وماجستير الآداب في الترجمة السمعية البصرية، وهما حاصلان على اعتماد من جامعة جنيف، بالإضافة إلى أحدث برنامجنا للماجستير في مجال التواصل بين الثقافات. وهناك كذلك فرصةً متاحةً أمام خريجينا للحصول على درجة الدكتوراه في العلوم الإنسانية والاجتماعية في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة التي يتبعها المعهد، وأشعر دائمًا بأقصى درجات الفخر عندما أرى خريجينا وهم يعودون لمتابعة دراساتهم في الكلية لنيل درجة الدكتوراه. وعلى مدار السنوات العشر الماضية، نجحنا في تخريج 199 طالبًا يساهمون الآن بفعالية في مسيرة تقدم المجتمع في مجالاتهم المهنية.

وقد حقق مركز اللغات التابع لمعهد دراسات الترجمة نموًا كبيرًا منذ تأسيس المعهد، حيث نقدم حاليًا 12 دورة في اللغات لكبار السن، وهي اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والإيطالية واليابانية والكورية والصينية والبرتغالية والروسية والتركية، بالإضافة إلى دورات في ثماني لغات للأطفال والمراهقين، وهي العربية والفرنسية والإسبانية والألمانية والإيطالية والتركية والصينية (الماندرين) والبرتغالية. وعلى مدار السنوات العشر الماضية، استقبلنا أكثر من 15,000 متعلم للغات من المجتمع المحلي؛ سواء كانوا أطفالاً، أو مراهقين، أو هواة السفر، أو دبلوماسيين، أو مسؤولين تنفيذيين، على سبيل المثال لا الحصر.

ولدينا أيضًا مركز الترجمة والتدريب في المعهد، حيث نقدم خدمات المراجعة والتدقيق اللغوي للمراكز التابعة لمؤسسة قطر والشركاء الاستراتيجيين في مجموعة متنوعة من المجالات مثل قطاع الأعمال، والقطاع الطبي، والقطاع القانوني على سبيل المثال لا الحصر. وعلى مدى السنوات العشر الماضية، ترجم المركز أكثر من 13.000.000 كلمة، وقدَّم أكثر من 2,000 جلسة ترجمة شفوية، واستقبل أكثر من 100 متدرب.

ما الذي ترغبين في أن يحققه المعهد خلال السنوات العشر القادمة وما بعدها؟

أود أن أرى معهد دراسات الترجمة يتطور ليصبح مركزًا دوليًا رائدًا في مجالات الترجمة التحريرية والشفوية وتعليم اللغات بحيث يستقطب الطلاب والأكاديميين والمتخصصين من جميع أنحاء العالم ومن مختلف المجالات والمهن. وعلاوة على ذلك، أود أن أرى المعهد يتطور ليصبح معهدًا مهمًا يتمتع بإرث قوي ومؤثر يستمر لسنوات قادمة. ونحن نعمل باستمرار ودون كلل على تطوير برامج الدراسات العليا التي نقدمها، والدخول في شراكات، وتعزيز التعاون مع الجامعات المحلية والدولية هنا في المعهد. ومن الناحية المهنية، نود أيضًا تعزيز وتوسيع شراكاتنا وتعاوننا مع مختلف القطاعات في دولة قطر والمنطقة وخارجها.

ما هي التغييرات التي رأيتيها خلال السنوات العشر الأولى من عمر المعهد؟

عندما تأسس المعهد في بداياته، كان من المهم بناء سمعة وشبكة تواصل مع أفراد المجتمع في قطر، وكسب ثقة الجمهور. والآن، أنا فخورة جدًا برؤية الأشخاص الذين يختارون زيارة معهد دراسات الترجمة بدافع من الفضول والشغف للتعرف على المزيد من المعلومات عن المعهد والاستفادة مما نقدمه. وأيضًا، على مر السنين، دخلنا في شراكات وتعاونَّا مع أكثر من 70 كيانًا داخل دولة قطر والمنطقة وعلى الصعيد الدولي.

وفي الواقع، فقد شهد مجتمعنا في المعهد نموًا بكل تأكيد منذ إنشائه. وقد تطورنا ليس فقط بصفتنا مركزًا للتعليم والبحوث، بل أيضًا باعتبارنا مقدمًا للخدمات وجهة توظيف، ويستمر مجتمعنا في النمو.

أنتِ تشاركين وتتحدثين في العديد من المؤتمرات الدولية، ولكن ما الذي يجعل المؤتمر الدولي للترجمة الذي ينظمه المعهد حدثًا مميزًا للغاية؟

رغم أنني أستمتع بحضور جميع المؤتمرات الدولية التي توجه إليَّ الدعوة للمشاركة فيها، فإن الحدث المفضل لديَّ على الإطلاق هو المؤتمر الدولي للترجمة الذي ينظمه المعهد. ومنذ بدايته، شرع المؤتمر في توفير فضاء دولي يحفز التبادل المهني ويعزز مهنة وتخصص الترجمة التحريرية والشفوية، ورسخ المؤتمر من مكانته باعتباره محركًا فعالاً للتنمية الاجتماعية على طريق بناء مجتمع قائم على المعرفة. ويوفر هذا المؤتمر فرصةً قيِّمةً لنا في معهد دراسات الترجمة للتواصل مع أكاديميين ومتخصصين آخرين من جميع أنحاء العالم في مجال الترجمة. ومن التجارب التي خضتها على مر السنين، أستطيع القول إن الفريق بأكمله في المعهد يستمتع بالمؤتمر الدولي للترجمة الذي أصبح أحد ركائز نجاحنا على مدار العقد لأنه يوفر فرصةً متميزةً لموظفينا للعمل في بيئة سريعة وغنية لرؤية ثمار عملهم الشاق وسعيهم الدؤوب على مدار عام كامل.

ما الذي يميز برنامجي ماجستير الآداب في دراسات الترجمة وماجستير الآداب في الترجمة السمعية البصرية اللذين يطرحهما المعهد؟

أفخر بأن البرامج التي تُقدم من خلال قسم دراسات الترجمة والترجمة الفورية، وهي برنامج ماجستير الآداب في دراسات الترجمة وبرنامج ماجستير الآداب في الترجمة السمعية البصرية، قد حصلا على اعتماد أكاديمي من جامعة جنيف. وقد صُمم كلا البرنامجين لتدريب المترجمين ذوي المهارات العالية ومساعدتهم على أن يصبحوا أكثر تخصصًا في مجالاتهم، سواء كانوا يعملون في مجالات الأعمال والتجارة أو العلوم والتكنولوجيا أو الترجمة الأدبية. ويتميز برنامج ماجستير الآداب في الترجمة السمعية البصرية الذي يقدم من خلال المعهد بأنه برنامج فريد من نوعه في المنطقة التي تشهد نموًا في مجال الترجمة السمعية البصرية ويزداد الطلب عليها. وبمجرد التحاقهم بهذين البرنامجين، يعثر طلاب قسم دراسات الترجمة والترجمة الفورية على مجموعة واسعة من الفرص المهنية في سياقات متنوعة، ويجدون أنفسهم محاطين ببعض الأكاديميين الأكثر مهنيةً وبروزًا في هذا المجال الذين يشجعونهم ويرشدونهم لاغتنام هذه الفرص.

هل هناك أي خطط لإضافة أي برامج جديدة للغات في معهد دراسات الترجمة؟

يقدم مركز اللغات في معهد دراسات الترجمة حاليًا مجموعة واسعة من دورات اللغات للجمهور؛ من بينها 12 دورة لغة للكبار وثماني دورات للأطفال والمراهقين. وقبل أن نضيف أي برنامج جديد إلى قائمة الدورات التي يقدمها المركز، نرصد الرأي العام ونجري استبيانات على الموقع الإلكتروني الخاص بالمعهد حيث ندعو الجماهير دائمًا لإكمال هذه الاستبيانات بهدف التعرف على اللغات التي يهتم أفراد المجتمع بتعلمها أكثر من غيرها. ونحن نعيش في عالم يتغير باستمرار وتتغير فيه المتطلبات بوتيرة سريعة، لذلك نبقي دائمًا خياراتنا مفتوحة في المعهد ونبذل قصارى جهدنا لتلبية طلبات الجماهير.