الدوحة، قطر: تحتفل دار جامعة حمد بن خليفة للنشر هذا العام بالأسبوع الدولي الثاني والخمسين لمحو الأمية والذي يتوافق مع شهر سبتمبر من كل عام، وذلك عبر تجديد التزامها برسالتها ومواصلة جهودها في نشر الكتب التثقيفية والترفيهية بالإضافة للكتب التي تسلط الضوء على قضايا المنطقة وتثري المشهد الأدبي فيها.
وكانت منظمة اليونسكو قد أعلنت يوم 8 سبتمبر من كل عام يوماً دولياً لمحو الأمية في 17 نوفمبر 1965. ومنذ ذلك الحين، تنظم المدن حول العالم أسبوعاً كاملا مع حلول ذكرى هذا الإعلان وذلك بغية تسليط الضوء على أهمية محو الأمية بين الأفراد والجماعات والمجتمعات وضرورة حشد الجهود الدولية لتعزيز المعرفة بالقراءة والكتابة حول العالم.
وتقول جميلة سلطان الماس الجاسم، محررة النشر العربي في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر: "تلتزم دار جامعة حمد بن خليفة للنشر دائما وأبداً بدعم البيئة الأكاديمية وتعزيز مهارات القراءة والابتكار بين أطفال المنطقة. ولذلك، فإن قائمة كتب الأطفال لديناتتضمن، على سبيل المثال، سلسلة تستهدف مساعدة الأطفال على استكشاف وفهم العديد من العواطف والمشاعر التي تواجههم. ونحن نأمل أن تثير هذه الكتب الفضول لدى الأطفال وتعزِّز مهارات القراءة لديهم من خلال التطرّق إلى هذه الموضوعات والعواطف التي يواجهونها في حياتهم اليومية."
وتستهدف سلسلة المشاعر للكاتبة سارة مدينة، مساعدة القراء الصغار على استكشاف عواطفهم والتعرّف على أفضل السبل للتعامل معها. وبالفعل يتعرّف الأطفال من خلال كتب هذه السلسلة على الأسباب التي قد تجعلهم يشعرون بمشاعر معيّنة مثل السعادة والغضب والحزن والغيرة والفخر والاهتمام بالآخرين، وماذا ينبغي عليهم عمله حينما يواجهون مثل هذه الحالات. وتسعى هذه الكتب إلى تعميق فهم الأطفال بالمشاعر التي تواجههم وتواجه الآخرين عبر طرح مواقف حياتية مألوفة لدى الأطفال يتم تقديمها من خلال لغة سلسة وواضحة ورسوم ملونة.
وكانت الدار قد أصدرت أيضا سلسلة المواطنةالتي تستهدف تعريف الأطفال بالقيم الشخصية التي تجسّد المواطنة، وتتضمن محاور متنوعة مثلأن تكون قائداً، وأن تكون عادلاً، وأن تساعد الآخرين، وأن تكون أميناً، وأن تتبع القواعد، وأن تكوّن صداقات، وهي سلسلة مترجمة تم نقلها عن كتب باللغة الإنجليزية لمؤلفتها كاسي ماير.
وعن جديد الدار، تضيف جميلة سلطان الماس الجاسم قائلة: "أصبحنا، في الآونة الأخيرة، نتطلع إلى نشر الكتب التي تعبّر عن قضايا منطقتنا وحكاياتها، وذلك في إطار رسالتنا الرامية إلى تعزيز مهارات القراءة وبثّالشغف بها. ومن المعروف أنّ فئة الصغار يصبحون أكثر إقبالاً على القراءة ويجدون فيها متعة أكبر كلما كان الكتاب الذي بين أيديهم يعالج موضوعاً أو قضية تخص منطقتهم وتمسّ حياتهم."
ويعتبر كتاب "هيا نعدّ: أشياء من تراثنا"، والذي كتبته ونفذت رسوماته لولوه المهندي، من بين الإصدارات الأخرى التي تتبنى هذا النهج، حيث يهدف إلى تعليم أطفال ما قبل المدرسة الأرقام العربية من الواحد إلى العشرة عبر الاستعانة بأشياء مستمدة من الثقافة الخليجية كالحيوانات والأشياء التي تستخدم في المنزل الخليجي منذ القدم.
ومن ناحيتها، تُثني الجوهرة حسن آل ثاني، منسقة الشؤون الأكاديمية في التعليم ما قبل الجامعي، على جهود دار جامعة حمد بن خليفة للنشر في هذا الصدد، وتحث الدار على مواصلة هذا النهج في نشر الكتب.
وتوضح الجوهرة ذلك بقولها: "لا شك أن ذلك يمثل بداية رائعة لتعزيز مهارات القراءة والكتابة. فعندما يرى الأطفال أنفسهم في كتاب، سواء عبر النص أو أحد الرسوم، فلابد أن ذلك سوف يشجعهم على التقاط الكتب من على الأرفف والشروع في قراءتها. والخطوة التالية لذلك هي مواصلة اجتذاب الأطفال اليافعين والكبار إلى القراءة عبر جعل إصدارات الكتب معبّرة عن أصوات وحكايات مألوفة لديهم ومرتبطة بهم، ولكن دون إغفال القيم والتجارب الإنسانية المشتركة."
يتوفر كتاب "هيا نعدّ: أشياء من تراثنا"، وكتب سلسلتيالمشاعر والمواطنة في العديد من المكتبات المحلية.