تعرف على مبادرة "كشاف الوقف" التي تم الكشف عنها مؤخرًا
الهيئة:  كلية العلوم والهندسة
تعرف على مبادرة

يمثل "كشاف الوقف" مبادرة استراتيجية من دولة قطر لتوحيد ونشر المعرفة حول الأوقاف الإسلامية، وتتماشى هذه الجهود بشكل وثيق مع  أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، وهي مبادرة شاملة تهدف لبناء مجتمع متطور قادر على تحقيق التنمية المستدامة في دولة قطر. وترتكز رؤية قطر الوطنية 2030 على أربع ركائز أساسية: التنمية البشرية، والتنمية الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية، والتنمية البيئية، وتهدف لبناء مجتمع مزدهر وعادل قائم على المعرفة.

وتحقيقًا لهذه الغاية السامية، يدعم "كشاف الوقف"بشكل مباشر ركيزة التنمية البشرية من خلال تعزيز المعرفة والبحوث في مجال الأوقاف. كما تتيح منصته فرصة الاطلاع على أكثر من 8,200 منشور علمي، بهدف إثراء رأس المال الفكري وتمكين الباحثين من المساهمة في الخطاب العالمي حول الأوقاف، وتتوافق هذه المبادرة مع أولويات رؤية قطر الوطنية 2030 فيما يتعلق بتطوير نظام تعليمي عالمي عالي الجودة، فضلًا عن دعم الأفراد في مواجهة التحديات الحديثة مع تمسكهم بالتراث الثقافي لدولة قطر.

وفي إطار ركيزة التنمية الاجتماعية، يقوي "كشاف الوقف" التمسك بالثقافة والتلاحم الاجتماعي من خلال زيادة الوعي بالأهمية التاريخية والمعاصرة للأوقاف. كما يعزز القيم الأخلاقية والدينية لرؤية قطر الوطنية 2030، والتي ترنو لبناء مجتمع عادل يرتكز على المبادئ الإسلامية القيمة، إضافة إلى تسليط الضوء على دور الأوقاف في تعزيز القيم الأخلاقية والدينية والوحدة الاجتماعية.

ويساهم "كشاف الوقف"في ركيزة التنمية الاقتصادية للرؤية الوطنية عن طريق عرض إمكانات الأوقاف كآلية مالية مستدامة لمشاريع التنمية، إذ تحظى الأوقاف بتقدير عالمي لقدرتها على توفير الإيرادات اللازمة لبرامج الرفاه الاجتماعي، فضلًا عن تماشيها مع أحد أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 المتمثل في تنويع الاقتصاد القطري وتقليل الاعتماد على النفط والغاز؛ كما تدعم المنصة الابتكار الاقتصادي والاستثمار في القطاعات القائمة على المعرفة من خلال تعزيز الشفافية والكفاءة في إدارة الوقف.

ختامًا، تدعم المنصة بشكل غير مباشر ركيزة التنمية البيئية من خلال تشجيع الممارسات المستدامة للمشاريع المتعلقة بالأوقاف وتتماشى مع المبادئ الإسلامية فيما يخص الإشراف على الموارد الطبيعية، كما يساهم الحفاظ على أصول الأوقاف التاريخية في تحقيق الاستدامة الثقافية، وهو جزء لا يتجزأ من رؤية قطر الوطنية 2030 لتحقيق التوازن بين الحداثة والتقاليد.

ويخدم "كشاف الوقف"أهدافًا استراتيجية متعددة، فهو يستخدم في المقام الأول كمنصة لتوثيق وتبادل المعرفة المتعلقة بالأوقاف، فضلًا عن تعزيز دور الأوقاف في التنمية المجتمعية والثقافية، بما يتماشى مع أهداف الوزارة التي تهدف لتعزيز القيم الإسلامية بين الفئة الشبابية وضمان التزامهم بمبادئ الشريعة الإسلامية في حياتهم المعاصرة.

وتؤكد قاعدة بياناته الشاملة على التزام الوزارة بالاستفادة من تكنولوجيا المعلومات وتحسين القدرات البحثية، علاوة على زيادة الوعي الثقافي والتاريخي بأهمية الوقف في المجتمعات الإسلامية وترسيخ دوره في التاريخ الإسلامي والمجتمع المعاصر. ولقد شهدت السنوات الأخيرة نموًا هائلًا في المنشورات البحثية والاقتباسات المتعلقة بالأوقاف، الأمر الذي يعكس الاهتمام المتزايد بمساهماتها في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ومقاصد الشريعة الإسلامية.

وعلى الصعيد العالمي، تشير التقديرات إلى أن هناك ما لا يقل عن 1.5 مليون وقف (دون المساجد والمقابر)، مما يسلط الضوء على إمكانات الوقف في إنتاج إيرادات كبيرة لبرامج الرعاية الاجتماعية. وقد كانت دولة قطر رائدة في تعزيز البحث والتطوير في مجال الأوقاف من خلال مبادرات مثل تأسيس الإدارة العامة للأوقاف في عام 2007، ومبادرة “كشاف الوقف”مؤخرًا.

ويقدم "كشاف الوقف"العديد من المزايا للباحثين والمعنيين بالأوقاف الإسلامية، وتتضمن قاعدة بياناته مجموعة واسعة من البيانات: 193 مخطوطة، و91 كتابًا في القوانين واللوائح المتعلقة بالوقف، و3,858 مقالًا، و406 بحثًا، و1,679 كتابًا ومطبوعة، و1,394 قضايا مصنفة، و654 أطروحة أكاديمية، و16 مصدرًا إعلاميًا. كما تمكن قاعدة بياناته المتنوعة الباحثين من إعداد دراسات عالية الجودة، فضلًا عن الاستفادة من إمكانيات البحث المتقدمة عبر منصة سهلة الاستخدام. وبالإضافة إلى المنصة، تعمل تطبيقات الهاتف المحمول لنظامي iOS وAndroid على تيسير استخدام الموقع الإلكتروني؛ وعلى الرغم من أن المنصة متاحة حاليًا باللغة العربية فقط، إلا أن زيادة خيارات اللغة مستقبلًا، كإضافة اللغة الإنجليزية مثلًا، من شأنه أن يوسع نطاق استخدام المنصة على النطاق الدولي، وتسعى المنصة إلى تسهيل التعاون العالمي من خلال تيسير تبادل المعرفة بين الباحثين المحليين والدوليين بما يوائم جهود دولة قطر في ضمان الشفافية في إدارة الأوقاف.

ويمثل إطلاق وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية لـ "كشاف الوقف"تقدمًا كبيرًا في مجال البحوث والوعي الوقفي، فمن خلال توفير مصدر شامل، وموثوق، وسهل الاستخدام تهدف دولة قطر إلى تنمية التميز البحثي، وتعزيز الوعي الثقافي، وضمان مساهمة الوقف في تنمية المجتمع، ولا تقتصر فوائد المبادرة على الباحثين المحليين فحسب، بل تساهم أيضًا بشكل هادف وفعال في الخطاب العالمي حول الوقف، لإيجاد حلول مبتكرة للتنمية المستدامة والرعاية الاجتماعية.

د. روسلان ناجايف، أستاذ زائر في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، والسيد شادي الشبلي، مرشح للدكتوراة في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة.

* تنشر إدارة الاتصال بجامعة حمد بن خليفة هذا المقال بالنيابة عن مؤلفيها، والأفكار والآراء الواردة فيه تعبر عن الكاتبين ولا تعكس بالضرورة الموقف الرسمي للجامعة.