معهد قطر لبحوث الطب الحيوي يكشف عن مُركّبات علاجية محتملة للزهايمر

معهد قطر لبحوث الطب الحيوي يكشف عن مُركّبات علاجية محتملة للزهايمر

17 يناير 2024

تشابكات عصبية

في خطوة مهمة نحو التصدي للتحديات المعقدة التي يفرضها مرض الزهايمر، كشف باحثون في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي التابع لجامعة حمد بن خليفة، بالتعاون مع جامعة (رود آيلاند)، عن إنجاز جديد يتمثل في اكتشاف مركّبات علاجية محتملة لمرض الزهايمر.

وتُقدم الدراسة، التي قادها الدكتور ناصر زاوية، مدير البحوث في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، أسلوبًا واعدًا لعلاج مرض الزهايمر والاضطرابات ذات الصلة، فضلًا عن الدور المحوري في إعداد الدراسة التي قام بها كلا من الدكتور كريم شلبي، باحث ما بعد الدكتوراه في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، والدكتورة جونيتا هيل، باحثة مشاركة في جامعة (رود آيلاند).

ويعتبر مرض الزهايمر مرض تنكسي عصبي معقد يتميز بتراكم لويحات أميلويد بيتا (Aβ) والتشابك العصبي الليفي (NFTs) في الدماغ، مما يؤدي إلى ضعف الإدراك والخرف. وإدراكا لمرض الزهايمر لطبيعته متعددة الأسباب، والتي تنطوي على عوامل وراثية وجزيئية وخلوية مختلفة، استهدف فريق البحث عامل استنساخ رئيسي، يسمى SP1، الذي يشتهر بدوره في تنسيق المسارات المختلفة المشاركة في إنشاء لويحات أميلويد بيتا والتشابك العصبي الليفي.

عامل الاستنساخ SP1 يعمل منظمًا رئيسيًا للجينات.

ويُمثل هذا النهج المستهدف والشامل أسلوبا مختلفًا عن العلاجات الحديثة القائمة على الأجسام المضادة، مما يمثل نقلة نوعية محتملة في علاجات مرض الزهايمر، كما أنه يُبشِّر بالخير بالنسبة لأمراض أخرى، لأنه يكشف إمكانية استخدام الجزيئات الصغيرة والتعامل معها على مستوى الجينوم من أجل توفير النتائج التي تتحقق عادة من خلال التقنيات المُكلَفة القائمة على الحمض النووي أو الحمض النووي الريبي.

ويُعزى نجاح هذا البحث إلى التقنيات المتطورة التي تستخدمها جامعة حمد بن خليفة، حيث ساهمت منصات علم الجينوم والبروتينات، جنبًا إلى جنب مع قدرات القياسات الحيوية، في اتباع نهج متكامل يشمل تحليلات الحمض النووي والحمض النووي الريبي والبروتيني. وتُجسد هذه الطريقة استخدام معهد قطر لبحوث الطب الحيوي لأحدث التقنيات في بحوث مكافحة الزهايمر، فضلًا عن التحالف المثمر بين معهد قطر لبحوث الطب الحيوي وجامعة (رود آيلاند)، حيث جمعت هذه الشراكة بشكل خاص بين خبرات عريقة من مختلف التخصصات والموارد، مما ساهم في ترسيخ بيئة بحثية فعّالة أدت بشكل كبير إلى نجاح الدراسة.

وتصف الدراسة عملية إعداد وتطوير الأدوية بشكل كامل، والتي تشمل تركيب أدوية "السيليكو" وفحصها واختبارها، والتي أجراها الباحثون لاختيار المُركَّبات الواعدة، ويُعتبر هذا البحث خطوة نحو اختبار هذه العلاجات الجديدة على الحيوانات، والتي يمكن أن تؤدي بعد ذلك إلى إجرائها على المستوى البشري، فالأدوية المرشحة التي يتم اختبارها حاليًا لا تزال تنتظر الحصول على براءة الاختراع.

تجدر الإشارة أيضًا إلى أن هذه العلاجات المؤهلة تُعد مشتقات من دواء موجود قيد الدراسة حاليًا لإجراء التجارب السريرية في الولايات المتحدة، مما يسلط الضوء على أهمية التطبيقات العملية لنتائج هذه الدراسة، ويظهر هذا النهج التزام معهد قطر لبحوث الطب الحيوي في ترجمة البحوث إلى نتائج واقعية، مما يؤدي إلى تغيير في منظومة علاج مرض الزهايمر.

ويتواكب هذا البحث مع التزام معهد قطر لبحوث الطب الحيوي في تطوير البحوث الطبية الحيوية، والتصدي للتحديات الصحية الرئيسية، وتعزيز التعاون بين العلماء والمعنيين، حيث يهدف المعهد إلى ترجمة نتائج البحوث إلى علاجات فعّالة واستراتيجيات وقائية، تُسهم في الارتقاء بصحة الإنسان.

وللحصول على فهم مفصل عن الدراسة، يُمكن الاطلاع عليها بالكامل هنا 

وتؤكد هذه الدراسة، التي تتميز بالدقة العلمية والتعاون، على تفاني فريق البحث، كما تُسهم في استحداث وسائل جديدة من الاستكشاف في البحث عن علاجات فعّالة لمرض الزهايمر.