خريجو جامعة حمد بن خليفة القطريون رواد التغيير الإيجابي

62 مواطنًا يستثمرون درجاتهم العلمية في التصدي للتحديات التقنية والمجتمعية

خريجو جامعة حمد بن خليفة القطريون لعام 2024

في الوقت الذي تؤدي فيه دولة قطر دور الوسيط الموثوق في مختلف النزاعات الإقليمية والعالمية، فإن الطلاب القطريون من خريجي دفعة عام 2024 في جامعة حمد بن خليفة يسعون لخدمة بلادهم في المساهمة للتصدي وإيجاد حلول للتحديات الكبرى الناتجة عن تصاعد النزاعات والاضطرابات الاجتماعية التي تؤثر على العديد من المجتمعات في جميع أنحاء العالم.

وقام كل خريج وخريجة منهم بدراسة برامج أكاديمية للحصول على درجات علمية تمكنهم ليصبحوا مُحفزين للتغيير المنشود عبر مجموعة من التحديات العلمية والتقنية والمجتمعية، حيث يعالج كل منها القضايا الكبرى لاسيما في مجال الأمن السيبراني الوطني، وتعزيز الحوار بين الثقافات المتعددة، وتطوير أبحاث الطب الدقيق، وغيرها من القضايا المختلفة.

وسعى عبد الرحمن محمد آل شافي، خريج برنامج ماجستير السياسات العامة في كلية السياسات العامة، لإكمال دراسته الأكاديمية حتى يتمكن من تعزيز عمله كمدير لاستراتيجيات وسياسات الأمن السيبراني في الوكالة الوطنية للأمن السيبراني (NCSA)، والمساهمة بشكل أفضل في حماية سرية البيانات السحابية في دولة قطر.

وتأكيدا على إيمانه بأن الحوسبة السحابية الآمنة والسرية تساهم في استقرار مجتمع ينعم بالانسجام والعدالة، قال آل شافي: "إن تعزيز المُساءلة والشفافية في ممارسات التعامل مع البيانات يعزز النزاهة والسلوك الأخلاقي، ويخفف من النزاعات المحتملة، كما أنه يرسخ مفهوم الشمول الرقمي، مما يتيح مشاركة أوسع في الاقتصاد العالمي ويعزز مجالات التعاون في تحقيق النمو الاقتصادي، حيث إنه إذا تم المساس بهذه الخصائص، فقد يقوض ذلك الخصوصية والأمن مما يؤدي إلى تدهور الثقة بين الأفراد".

ومن خلال منصبه في الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، فإن عبدالرحمن آل شافي في وضع لا يسمح له بحماية البنية التحتية الرقمية في دولة قطر فحسب، بل أيضا لتعزيز نمو البلاد باعتبارها دولة رائدة على مستوى المنطقة في مجال سرية البيانات، وفي هذا الصدد يقول: "كنا من أوائل الدول التي أدخلت قانون حماية خصوصية البيانات الشخصية (PDPPL) في عام 2016، فلماذا لا نطمح إلى استخدام بنيتنا التحتية ومواردنا وخبراتنا لتهيئة الظروف اللازمة لتعزيز السلام والقيم الإنسانية في مجتمعاتنا؟".

خريجو جامعة حمد بن خليفة القطريون لعام 2024كما تسعى مريم المالكي، خريجة برنامج ماجستير الآداب في التواصل بين الثقافات في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، من خلال مشروعها البحثي، إلى المساهمة في الحفاظ على الثقافة القطرية من خلال توثيق تاريخ مهنة الغوص بحثًا عن اللؤلؤ في البلاد.

وتأكيدًا على أهمية هذا التراث في مكونات المجتمع القطري، قالت مريم المالكي: "تتطلب مهنة الغوص بحثًا عن اللؤلؤ، الثقة والتعاون لضمان بقاء الغواصين على قيد الحياة، وهو مستوى من الالتزام نابع من الرغبة في ضمان الرفاهية الاقتصادية لمجتمعهم، إذ أن نسيج مجتمع الغوص للبحث عن اللؤلؤ في قطر، يقوم على إرث وتحديات وتطلعات مشتركة، والتي تقدم دروسًا حول كيفية تعزيز التضامن الضروري لبناء مجتمعات مستقرة وآمنة".

ومن خلال بحثها الذي يؤكد كيف يمكن للهويات الثقافية أن تعزز الترابط بين المجتمعات والأمم، تهدف مريم إلى توظيف خبرتها كسفيرة للثقافة القطرية في تعزيز أساليب الحوار والتفاهم بين الثقافات المتعددة، وهو جانب مهم في مجالات التخفيف من حدة النزاعات وبناء السلام.

وعلى صعيد متصل، تعمل شيخة محمد الحسن، خريجة برنامج ماجستير العلوم في علم الجينوم والطب الدقيق في كلية العلوم الصحية والحيوية، بكل جدية للانضمام إلى خضم المعركة العالمية لمواجهة مرض سرطان الثدي والعمل في طليعة الأبحاث في هذا المجال، ويركز مشروعها البحثي على تحسين فهمنا لسرطان الثدي الثلاثي السلبي، وهو نوع فرعي يتميز بعمر أصغر في التشخيص وارتفاع مخاطر انتشاره.

وتأمل "شيخة" في التوسع بعملها وأن تصبح ضمن العاملين في التوعية بسرطان الثدي، وفي هذا تقول: "سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا والمسبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالسرطان بين الإناث في جميع أنحاء العالم، حيث أشارت الدراسات إلى ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات في المنطقة العربية مقارنة بدول العالم، لذلك نحن بحاجة إلى مواصلة تحسين استراتيجياتنا لفحص ومراقبة مرض السرطان".

وأضافت: "في المستقبل، أنا مهتمة باستكشاف ما إذا كان وعي المرأة وفحص سرطان الثدي يشهد تباينا بين الدول على مستوى العالم، وربما يرجع ذلك للمعايير الثقافية والوضع الاجتماعي والاقتصادي في كل دولة، وأود أن أفهم ما إذا كان تأثير مثل هذه المبادرات ملموسًا بشكل متساو في جميع أنحاء العالم، وأن ألفت الانتباه إليها إذا كان غير ذلك".

ويعتبر محمد آل شافي، ومريم المالكي، وشيخة الحسن من بين 62 خريجًا وخريجة قطرية في دفعة 2024 بجامعة حمد بن خليفة، والذين تعزز دراستهم وأبحاثهم وتطلعاتهم الجماعية أهمية كون التعليم سمة أساسية في تعزيز ثقافة السلام وحماية القيم الإنسانية. وانطلاقًا من دورها كجامعة وطنية، تقدم جامعة حمد بن خليفة بيئة تعليمية فريدة تُعزز بطبيعة الحال استراتيجية قطر التي تهدف للاستثمار في رأس المال البشري، وتحقيق التنويع الاقتصادي، من خلال تأهيل الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة لإيجاد حلول ذكية للتحديات الكبرى في الداخل والخارج.