وقّع معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، أحد المعاهد البحثية الرائدة التابعة لجامعة حمد بن خليفة، اتفاقية للتعاون البحثي والتدريب مع معهد هارفارد للخلايا الجذعية، الكائن مقره بمدينة بوسطن الأمريكية. وتشتمل هذه المبادرة، التي تستمر لمدة خمس سنوات، على برامج مهمة للتدريب التقني والتعاون البحثي في مجال بيولوجيا الخلايا الجذعية؛ بهدف التوصل إلى طرق علاج ناجعة لداء السكري.
وبموجب الاتفاقية، سيتعاون علماء معهد قطر لبحوث الطب الحيوي عن كثب مع الباحثين في معهد هارفارد للخلايا الجذعية، بهدف تبادل المعارف وأفضل الممارسات الطبية، فضلًا عن تسريع ترجمة الاكتشافات إلى تطبيقات سريرية عملية. كما ستساهم هذه الشراكة في بناء القدرات العلمية بالمنطقة، إلى جانب دعم المشاركة في الأبحاث الرائدة. وستُجرى التجارب السريرية الناتجة عن تلك المساعي بالتعاون مع أبرز الجهات المعنية التي تتعاون مع معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، ومن بينها مؤسسة حمد الطبية وسدرة للطب.
ويُمثل انتشار النوعين الأول والثاني من مرض السكري أحد أبرز التحديات الصحية على مستوى العالم. ولهذا السبب، من المتوقع أن تساعد التطورات الأخيرة في أبحاث الخلايا الجذعية، التي يقودها علماء من معهد هارفارد، مرضى السكري من النوعين الأول والثاني على التعامل مع حالتهم والتغلب على المرض عبر تنمية خلايا جديدة منتجة للأنسولين. ويمكن توسيع نطاق هذه الأبحاث المتطورة للتعامل مع العديد من الأمراض التي تؤثر سلبًا على المجتمع.
وقال الدكتور عمر الأجنف، المدير التنفيذي بالإنابة لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي: "تُشكل الشراكة مع معهد هارفارد للخلايا الجذعية خطوة أخرى نحو تحقيق هدفنا الرئيسي المتمثل في إجراء أبحاث لها تأثير مفيد وملموس على المجتمع. يُعد الابتكار وروح المبادرة في صميم أنشطة معهدنا، وستساعد هذه الشراكة مع واحدة من المؤسسات الرائدة في مجال أبحاث الخلايا الجذعية في تعزيز رؤيتنا الاستراتيجية للعمل على إيجاد حلول لبعض التحديات الملحة التي تواجه دولة قطر والمنطقة. وبفضل هذه الاتفاقية، سيشارك الباحثون المعينون حديثًا في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي في أبحاث رائدة ضمن أكبر شبكة للتعاون في مجال أبحاث الخلايا الجذعية في العالم".
ويُعد معهد هارفارد للخلايا الجذعية من المؤسسات الرائدة عالميًا في أبحاث الخلايا الجذعية والطب التجديدي، حيث يضم تحت مظلته شبكة فريدة مكونة من حوالي 1000 عالم من العاملين بجامعة هارفارد، بالإضافة إلى ثمانية مستشفيات تابعة لتلك الجامعة الأمريكية المرموقة. ويُشكل المعهد بذلك شريكًا قويًا لدعم الخطة الاستراتيجية لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي المتمثلة في تطوير أول برنامج للعلاج بالخلايا في المنطقة بدولة قطر.
وفي معرض تعليقه على هذه الاتفاقية، صرّح بروك ريف، المدير التنفيذي لمعهد هارفارد للخلايا الجذعية، بقوله: "تعد دولة قطر نشطة في بناء القدرات العلمية في منطقة الشرق الأوسط، ويظهر تركيزها الحالي على بيولوجيا الخلايا الجذعية التزامها بدعم مظاهر التقدم في مجال الطب الشخصي. وتتيح شراكتنا مع معهد قطر لبحوث الطب الحيوي إمكانية تبادل المعرفة والخبرات بكفاءة من خلال برامج التدريب المتطورة، فضلًا عن إجراء أبحاث هادفة مع التركيز على ضرورة ترجمة تلك الأبحاث إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع. ونحن نتطلع حقًا للتعاون معًا، والتعرف على الفرص الجديدة لاكتشاف طرق علاجية ناجحة قد تنجم عن هذا التعاون."
يهدف معهد قطر لبحوث الطب الحيوي لمعالجة التحديات الصحية الرئيسية على المدى الطويل، من خلال دعم البحوث العلمية عن الأساس الجزيئي للأمراض المختلفة والبحوث الطبية الحيوية، وذلك من أجل ايجاد حلول لأمراض السكري والاضطرابات العصبية والسرطان. وسوف تسهل الشراكة مع معهد هارفارد للخلايا الجذعية من تعزيز التقدم المتحقق في تلك المجالات.
وفي إطار رسالتها الرامية لبناء قدرات الإنسان في قطر، تُشكل الأبحاث جزءًا لا يتجزأ من رؤية جامعة حمد بن خليفة. وبالتالي، تتماشى الشراكة الجديدة بين معهد قطر لبحوث الطب الحيوي ومعهد هارفارد للخلايا الجذعية مع جهود الجامعة لتعزيز التعاون الفعّال مع المؤسسات والشركاء المحليين والدوليين لضمان توفير منظومة تعليمية عالمية المستوى تعزز المسار الوطني للاكتشاف العلمي والأبحاث والتنمية البشرية.