التجربة القطرية الرائدة في استخدام التكنولوجيا المساعدة لدعم ...
الهيئة:  معهد قطر لبحوث الطب الحيوي
التجربة القطرية الرائدة في استخدام التكنولوجيا المساعدة لدعم الأشخاص ذوي التوحد في الدورة الثانية عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة

نظمت بعثة دولة قطر لدى الأمم المتحدة في نيويورك حدث جانبي حول دور التكنولوجيا المساعدة في مساعدة الأشخاص ذوي التوحد بمناسبة الدورة الثانية عشرة لمؤتمر الدول الأطراف (COSP) في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

تؤمن دولة قطر بأهمية استثمار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بهدف إطلاق القدرات الكامنة للأشخاص ذوي الإعاقة ومساعدتهم من أجل تحقيق الاستقلالية والاعتماد على الذات. وتعد دولة قطر من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عام 2008، حيث قامت باتخاذ عدد من الإجراءات والتدابير في إطار جهودها المتواصلة لتعزيز وحماية حقوق ذوي الإعاقة ودمجهم الكامل في المجتمع وإشراكهم في عملية التنمية، ما يعد تأكيداً على احترام دولة قطر لالتزاماتها الدولية وتنفيذاً لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وتجسيداً لرؤية قطر الوطنية 2030، والتي تنص على تحقيق المساواة والعدالة لجميع فئات وقطاعات المجتمع.

وتحقيقاً لمبدأ تكامل الأدوار لتحقيق الأهداف المنشودة وإبرازاً لجهود وإنجازات دولة قطر المتميزة في هذا المضمار، فقد شارك مركز مدى مع كل من المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي ومركز الشفلح للأشخاص ذوي الإعاقة التابع لها وجامعة حمد بن خليفة ممثلة في كلية العلوم والهندسة ومعهد قطر لبحوث الطب الحيوي في هذا الحدث الدولي الذي نظمته بعثة دولة قطر لدى الأمم المتحدة تحت عنوان "كيف يمكن للتكنولوجيا المساعدة دعم الأشخاص ذوي التوحد" على هامش الدورة الثانية عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وذلك في مقر منظمة الأمم المتحدة في نيويورك.

وقد افتتحت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في نيويورك الجلسة بالترحيب بالمشاركين والحديث عن أهمية دعم الأشخاص ذوي التوحد عبر التكنولوجيا المساعدة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك لضمان ألا يتخلف أحد عن الركب بحلول عام 2030. وقدمت السيدة آمال المناعي الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي كلمة حول  أهمية التكنولوجيا المساعدة في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة والأشخاص ذوي التوحد. وأبرزت السيدة آمال المناعي الإنجازات والخدمات المتميزة للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي في مختلف المجالات لدعم الأشخاص ذوي التوحد على مختلف الأصعدة.

وتضمنت الندوة تقديم عدد من أوراق العمل المتخصصة والتي عكست دور قطر الرائد في مجال دعم نفاذ الأشخاص ذوي الإعاقة عبر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. فمن جهتها، قامت السيدة مها المنصوري، الرئيس التنفيذي لمركز مدى بالتعريف بمركز مدى وأهدافه الاستراتيجية وخدماته المتنوعة والتي تسهم بشكل مباشر وفعال في تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وخاصة المادة التاسعة حول إمكانية النفاذ. واستعرضت السيدة المنصوري إنجازات المركز في مجال نفاذ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومنها تطوير أول لغة تواصل تعتمد على الرموز العربية، وهي أول أداة من نوعها تتيح للأشخاص ذوي التوحد التواصل باستخدام الرموز المصممة باللغة العربية ، ووفقًا للمعايير الثقافية المحلية. كما تحدثت الأستاذة مها المنصوري حول نشاط  مدى كمركز الابتكار  الرائد في المنطقة والعالم في مجال دعم تطوير الحلول التكنولوجية باللغة العربية مثل تطوير الإصدار العربي من برنامج "كليكر7"  أداة التعليم الرائدة التي يستخدمها المعلمون مع الطلاب ذوي الإعاقة ومنهم ذوي التوحد في جميع أنحاء العالم. كما نوهت السيدة المنصوري بتحقيق دولة قطر نسبة نفاذ 94% إلى المواقع الإلكترونية الحكومية، إضافة إلى نيل قطر المركز الخامس وفق مؤشر تقييم حقوق النفاذ الرقمي.

 وقالت السيدة مها المنصوري: "أتوجه بداية بالشكر الجزيل لسعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في نيويورك  على جهودها لتنظيم هذا الحدث الأممي الهام. لقد انطلقنا في مدى منذ سنوات في رحلة تمكين النفاذ الرقمي في دولة قطر، وركز المركز على بناء قدرات المختصين عبر البرامج التدريبية وتيسير الحصول على الاعتماد العالمي للاختبارات التخصصية باللغة العربية لخريجي برنامج مدى للمستخدمين المتقدمين من مختلف الجهات وتوفير اعتماد النفاذ الرقمي للمواقع والتطبيقات الإلكترونية.  وقام مركز  مدى بتوفير المصادر المعرفية والتكنولوجية الضرورية للمختصين ومن أهمها بوابة مدى الإلكترونية الفريدة من نوعها في العالم والتي توفر العديد من المصادر والأدوات وعناصر واجهة المستخدم لمصممي المواقع والتطبيقات الإلكترونية لضمان إمكانية النفاذ. ومن جهة أخرى فقد أولينا أهمية كبرى لدعم تطوير حلول التكنولوجيا المساعدة باللغة العريية عبر برنامج مدى للابتكار لتشجيع ريادة الأعمال وإطلاق المشاريع الجديدة وتوفير الدعم اللازم لها."

واستعرضت الدكتورة دينا آل ثاني، الأستاذ المساعد في كلية العلوم والهندسة في جامعة حمد بن خليفة دور تقنيات الاستشعار والواقع الافتراضي في دعم تعليم وتعلم الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد. وقامت الدكتورة دينا بتقديم مشروعين مختلفين للكلية ألا وهما مشروع دعم تعلم المفردات للأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد (ASD) باستخدام تطبيق الواقع المعزز المحمول (MAR)؛ ومشروع كشف ومراقبة الانتباه عند الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد أثناء التعلم.

وقالت الدكتورة دينا آل ثاني: "التطور السريع للتكنولوجيا قطع شوطًا طويلًا على طريق تحويل خدمات الرعاية الصحية وحياة الأفراد ذوي الإعاقة. ومن خلال النهج متعدد التخصصات الذي تتبناه جامعة حمد بن خليفة، فإننا نسعى للمساهمة في التصدي للتحديات التي تواجه دولة قطر والمنطقة، بما في ذلك الانتشار المتزايد للتوحد. وقد كان من دواعي سروري عرض نتائج أبحاثنا حول تطوير طرق مبتكرة غير جراحية لقياس مدى انتباه الطلاب المصابين باضطراب طيف التوحد خلال حلقة نقاش نظمتها بعثة قطر الدائمة لدى منظمة الأمم المتحدة، عُقدت على هامش الدورة الثانية عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة."  

من جهتها قدمت السيدة نوره السليطي، من مركز الشفلح للأشخاص ذوي الإعاقة التابع للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي عرضاً تضمن إنجازات قسم التوحد في المركز والخدمات المتنوعة التي يقدمها وأهمها خدمات التكنولوجيا المساعدة المتخصصة وشرحت السيدة نوره السليطي مراحل تقديم الخدمات للفئات المستهدفة في المركز بدءاً من الإحالة والتقييم إلى التدخل الإيجابي والمتابعة. كما أشادت السيدة السليطي بالتعاون والتنسيق مع مركز مدى في مختلف المجالات ومنها بناء قدرات المستخدمين المتقدمين للتكنولوجيا المساعدة من مركز الشفلح، لتختتم عرضها بقصص نجاح متنوعة من مركز الشفلح باستخدام التكنولوجيا المساعدة. 

وقد شارك الدكتور فؤاد الشعبان والدكتورة سارة عبد الله من مركز بحوث الاضطرابات العصبية بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة، في الفعالية. وقدمت الدكتورة سارة استعراضًا للمشاريع البحثية الانتقالية المتواصلة عن اضطراب طيف التوحد، التي تُجرى في مركز بحوث الاضطرابات العصبية. وطرحت استخدام تكنولوجيا تتبع حركة العين باعتبارها أداة تشخيصية للكشف المبكر عن اضطراب طيف التوحد. وعلاوة على ذلك، سلطت الضوء على النهج متعدد التخصصات الذي يتبناه المركز تجاه فهم الآليات الأساسية لحدوث اضطراب طيف التوحد، وأهداف المركز المتمثلة في التعرف على المؤشرات الحيوية في الدم التي قد تساعد في التشخيص المبكر لدعم الأطباء السريريين والعائلات. 

بدوره، سلط الدكتور فؤاد الشعبان الضوء على الدراسة التي أجراها معهد قطر لبحوث الطب الحيوي للتعرف على معدل انتشار اضطراب طيف التوحد في قطر، والتي حددت العدد التقديري للأفراد المصابين بهذا الاضطراب في البلاد. وعلاوة على ذلك، عرض الدكتور فؤاد استراتيجيته البحثية الحالية المتمثلة في استخدام تكنولوجيا تتبع حركة العين كأداة للفحص والتشخيص المبكر لاضطراب طيف التوحد. وقد طَوَّع الدكتور فؤاد هذه التكنولوجيا لتلبية احتياجات الأطفال في المنطقة العربية، عبر صياغة المحفز العربي، ولا يزال في طور التحقق من فعاليتها. 

وقد حضر الدكتور عمر الأجنف، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، كذلك الفعالية، وشارك في حلقة النقاش التي أقيمت على هامشها، وقال: "يلتزم معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بإجراء بحوث قَيِّمة ستساهم في تطوير تكنولوجيا مساعدة مصممة خصيصًا لتحسين حياة الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد. وقد تشرفنا بالحصول على الفرصة للمشاركة في هذه الجلسة المهمة، التي مكنتنا من استعراض العمل الحيوي التي تؤديه دولة قطر والمعاهد البحثية القطرية لفهم سلوكيات الأطفال المصابين بالتوحد ودعمهم بشكلٍ أفضل. ونحن ممتنون على وجه الخصوص لتمكننا من الاستفادة من ثروة من الخبرات الهائلة المحيطة بنا، وعرضنا للعمل المهم والواعد الذي يؤديه معهد قطر لبحوث الطب الحيوي في هذا المجال على الساحة الدولية."   

وضمت الندوة النقاشية التي أدارها الدكتور أندي شيه، نائب الرئيس لشؤون الشمول والصحة العامة في منظمة "التوحد يتحدث" كل من السيدة دانيلا باس، رئيس قسم التنمية الاجتماعية الشاملة في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في منظمة الأمم المتحدة، والسيد تاكاشي تزوتسو، بروفيسور في كلية العلوم في جامعة طوكيو، والسيدة روكسانا ويدمر مسؤولة البرامج في قسم الشمول الرقمي في الاتحاد الدولي  للاتصالات، إضافة إلى السيد ليو جانكويرا من شركة مايكروسوفت.