معهد قطر لبحوث الطب الحيوي يتعاون مع باحثين بجامعة ووريك | HBKU

المعهد يعزز البحوث استنادًا إلى النتائج الأولية للدراسة

الهيئة:  معهد قطر لبحوث الطب الحيوي
معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بجامعة حمد بن خليفة يتعاون مع باحثين بجامعة ووريك في دراسة رائدة حول السكري

شارك معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة، مؤخرًا، في دراسة أجراها باحثون بجامعة ووريك في المملكة المتحدة؛ بهدف فحص مدى تأثير التركيزات الطبيعية والعالية للجلوكوز على الأوعية الدموية.

وقد نُشرت نتائج الدراسة الأولية، التي قادتها الدكتورة نائلة رباني من كلية الطب بجامعة ووريك، في مجلة "ساينتفيك ريبورتس"، حيث يمكن أن تساعد الدراسة في تحديد طرق جديدة لمنع تلف الأعضاء بفعل المضاعفات المرتبطة بداء السكري.

أُجري البحث بالتعاون مع الدكتور بول ثورنالي، مدير مركز بحوث السكري في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، الذي بدأت مشاركته في هذه الدراسة عندما كان يعمل أستاذًا لعلم أنظمة الأحياء في جامعة ووريك. ويعكف الفريق البحثي الآن على تطوير هذا البحث بشكلٍ إضافيٍ عبر دراسة إمكانية تطبيقه على أنواع الخلايا الموجودة في الكلى، والعيون، وأعصاب الذراعين والرِجلين التي تتعرض للضرر بفعل داء السكري.

وفي هذا الصدد، صرَّح الدكتور ثورنالي قائلاً: "لقد تشرفت بالمشاركة في هذا البحث الرائد الذي يقدم إسهامات حيوية في دراسة السكري، ويعزز من فهمنا لهذا المرض. وقد استفاد فريق البحث أيضًا من مشاركة معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، حيث يحرز مركز بحوث السكري التابع للمعهد تقدمًا كبيرًا على طريق الوصول إلى فهم أعمق لداء السكري من خلال بحوثنا المبتكرة التي تبرهن كذلك على أنها جزء لا يتجزأ من هذه الدراسة."

وذكر باحثون من جامعة ووريك ومعهد قطر لبحوث الطب الحيوي أن الآلية الموجودة في الخلايا التي تُبطّن الأوعية الدموية والتي تساعد في معالجة سكر الجلوكوز تخرج عن السيطرة لدى مرضى السكري، ويمكن ربط هذا الأمر بتكوين جلطات الدم والالتهابات.

من جانبه، قال الدكتور عمر الأجنف، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي: "مع تزايد انتشار السكري في قطر والمنطقة، يلتزم معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بالسعي للوصول إلى طرق جديدة لمواجهة هذا التحدي الرئيسي في مجال الرعاية الصحية. وبالإضافة إلى ذلك، نعتقد أن هنالك خطوات كبيرة يمكن أن تُتخذ ضمن مساعينا هذه من خلال التعاون الاستراتيجي، وأن البحوث المستمرة حول داء السكري مع جامعة بحثية رائدة مثل جامعة ووريك من شأنها أن تساعدنا في  الكشف عن رؤى مهمة ذات صلة عالمية." 

وقد فحص الباحثون تأثير التركيزات الطبيعية والعالية للجلوكوز على الخلايا البطانية للإنسان، التي تشكل بطانة الأوعية الدموية، عن طريق زيادة تركيز الجلوكوز في وسط الاستنبات. وقام الباحثون بنمذجة التأثيرات على الخلايا البطانية لفرط سكر الدم – وهي حالة يكون فيها مستوى الجلوكوز في الدم لدى الفرد مرتفعًا بشكل غير طبيعي وينجم عادة عن مرض السكري.    

وعَلَّقت الدكتورة نائلة رباني، من كلية الطب بجامعة ووريك، على هذه الدراسة فقالت: "لا تزال آليات حساسية أعضاء الجسم للإصابة بالضرر بفعل التركيزات العالية للجلوكوز في داء السكري مبهمة، ومن الضرورة إجراء تحسينات عاجلة في علاج مضاعفات السكري. وتوفر دراستنا خطوة إلى الأمام على طريق فهمنا لتلك الآليات." 

وأضافت: "حدَّد البحث الذي أجريناه خطوة رئيسية محتملة، وهي التعرف على دور زيادة تركيزات إنزيم الهيكسوكيناز-2 في بدء تطور الضرر الذي يلحق بالأوعية الدموية في حالات ارتفاع السكر في الدم المرتبطة بالمضاعفات الوعائية للسكري، مثل أمراض الكلى، والأضرار التي تلحق بالشبكية في العيون، والأضرار التي تلحق بالأعصاب في الذراعين والرجلين، وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب، وهو السبب الرئيسي للوفاة المبكرة لدى المرضى المصابين بداء السكري. والأهم من ذلك هو أننا أثبتنا كيف يمكن لنوع جديد من العلاج، وهو محفز الجلوكوز 1، تصحيح هذا الوضع، وهو أمر يستحق الدراسة في البحث عن طرق علاج متحسنة لمضاعفات السكري." 

كما أكدت الدراسة الأولية على زيادة أيض الجلوكوز في الخلايا البطانية في ظل ارتفاع معدلات الجلوكوز، وأظهرت لأول مرة أن ذلك يعود إلى أن الإنزيم الذي يستقلب الجلوكوز في هذه الخلايا، والذي يُطلق عليه هكسوكيناز-2، يتحلل ببطء أكبر عندما يكون تركيز الجلوكوز عاليًا، وبالتالي، يستقلب كمية من الجلوكوز أكثر من المعتاد. وتدفع زيادة استقلاب الجلوكوز نحو إحداث خلل أيضي بالخلايا البطانية في نموذج فرط سكر الدم.

ويعمل مركز بحوث السكري في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي على تطوير بحوث مبتكرة على النوعين الأول والثاني من السكري واضطرابات التمثيل الغذائي ذات الصلة. ويتمثل الهدف الأساسي للمركز في اكتساب المعرفة الأساسية وتعزيز فهم الأسباب الاجتماعية والجزيئية والوراثية للمرض. وسوف تمهد هذه الجهود الطريق نحو تحديد الأهداف العلاجية وتطوير علاجات وأنماط علاجية جديدة لهذا الداء المدمر عالميًا.