استعراض لإنجازات ونشاطات مركز بحوث السكري بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي في عام 2022
- الصفحة الرئيسة
- غرفة الأخبار
- استعراض لإنجازات ونشاطات مركز بحوث السكري بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي في عام 2022
نظرة دقيقة على البحوث التي تُجرى في المركز البحثي التابع للمعهد
كان عام 2022 ناجحًا وحافلاً بالإنجازات والنشاطات للباحثين في مركز بحوث السكري التابع لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي تحت مظلة جامعة حمد بن خليفة. ولا يزال مرض السكري يمثل تحديًا صحيًا كبيرًا في قطر، ويواصل العلماء في المركز جهودهم في مجالين بحثيين رئيسيين هما: تحسين الوقاية من النوع الثاني من داء السكري، ودعم علاج محتمل للنوع الأول من السكري باستخدام تكنولوجيا الخلايا الجذعية.
وتعاني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من مخاطر مرتفعة نسبيًا للإصابة بالنوع الأول من داء السكري. وفي قطر، يتعرض شخص واحد من بين كل خمسة أشخاص للنوع الثاني من المرض، وهو النمط الأكثر شيوعًا حيث يمثل حوالي 90٪ من حالات الإصابة بداء السكري. ويتعرض شخص واحد من بين كل أربعة أشخاص لخطر الإصابة بالسكري، مع ضعف التحكم في جلوكوز الدم في مرحلة مبكرة (مقدمات السكري). وقد أظهرت الدراسات التي يجريها المعهد بالتعاون مع قطر بيوبنك وجود نسبة مرتفعة من مقاومة الأنسولين حتى لدى الأشخاص الذين يتحكمون بشكل طبيعي في الجلوكوز، وهو ما يزيد من خطر إصابتهم بمرض السكري.
ويقود الفرق البحثية الخمسة في المعهد الدكتورة هبة الصديقي، والدكتور عصام عبد العليم، والدكتور عبد الإله الرضواني، والدكتور براسانا كولاتكار، والدكتور بول ثورنالي.
وتقود الدكتورة هبة الصديقي، زميل الأبحاث بالمركز؛ والدكتور عصام عبد العليم، العالم بالمركز، فريقين يركزان على البحوث في تكنولوجيا الخلايا الجذعية. وقد وصلت جهود التعاون مع معهد هارفارد للخلايا الجذعية المرموق، التي يتولى إدارتها الدكتور عصام عبد العليم، إلى ذروة نشاطها هذا العام من خلال أربعة مشاريع بحثية جارية وقيام باحثتان قطريتان شابتان بتدريبات على تكنولوجيا الخلايا الجذعية لدى معهد هارفارد. ويعمل الفريق البحثي للدكتورة هبة الصديقي والدكتور عصام عبد العليم، وجميع الباحثين في مركز بحوث السكري وغيرهم، على تحسين إنتاج خلايا بيتا المشتقة من الخلايا الجذعية وتعزيز فهم الروابط الجينية لمرض السكري في قطر. وبات هناك الآن أمل في علاج شفائي للنوع الأول من داء السكري. وفي سابق من العام الحالي، خضع ثلاثة مرضى في الولايات المتحدة لعملية زرع خلايا بيتا منتجة للأنسولين مشتقة من الخلايا الجذعية ساهمت في إعادة إنتاج الأنسولين مع التحكم الجيد في نسبة الجلوكوز بالدم.
ويدرس باحثون في المركز طرقًا للكشف عن النوع الثاني من داء السكري، الذي يرتبط في كثير من الأحيان بالسمنة، والوقاية منه بشكل أفضل. وباستخدام بيانات مستمدة من 6,000 مواطن قطري أمكن الحصول عليها من قطر بيوبنك، تعاون الدكتور عبد الإله الرضواني، العالم بالمركز، وفريقه مع الدكتورة حليمة بن اسماعيل، العالم الرئيسي في معهد قطر لبحوث الحوسبة، لتطوير قياس درجة مخاطر الإصابة بمقدمات السكري بهدف تشخيص مقدمات الإصابة بداء السكري باستخدام التدابير السريرية الروتينية فقط. ونظرًا لأهمية التشخيص المبكر لمقدمات الإصابة بداء السكري في الوقاية من المرض، رسَّخ العلماء تعاونهم مع المؤسسة القطرية للرعاية الصحية الأولية للتحقق من صحة هذا المقياس في أوضاع سريرية فعلية. وحتى الآن، جرى تسجيل حوالي 1,120 مشاركًا في الدراسة، ولا يزال تحليل البيانات مستمرًا.
وقد تساعد دراسة يجريها الدكتور بول ثورنالي، مدير مركز بحوث السكري وفريقه، الأشخاص على تجنب الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري، وخاصة أولئك الذين يعانون من مقاومة الأنسولين المستمرة بعد التغييرات الغذائية وزيادة التمارين الرياضية. ويعكف الفريق على دراسة آلية عمل مكمل غذائي يصحح مقاومة الأنسولين لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة في إطار تجربة إكلينيكية ترأسها الدكتور ثورنالي بصفته باحثًا إكلينيكيًا رئيسيًا قبل انضمامه إلى معهد قطر لبحوث الطب الحيوي.
ويبدو أن السمنة تضعف القدرة على التحكم في الشهية، وهو ما يجعل فقدان الوزن أمرًا صعبًا. ومن خلال التعاون مع جامعة تكساس التقنية بالولايات المتحدة الأمريكية، اكتشف الدكتور ثورنالي والدكتور كولاتكار، وهو عالم أول بالمركز، عاملاً بيولوجيًا مرتبطًا بهذا الأمر، وهو ما قد يؤدي للتوصل إلى علاجات جديدة لفقدان الوزن. ومن الأمور التي تثير القلق على وجه الخصوص السمنة لدى الأطفال والشباب، وهو ما يعرضهم لخطر متزايد للإصابة بمرض السكري في وقت مبكر من حياتهم. ويقود الدكتور ثورنالي الجهود في هذا الصدد بصفته عضوًا في فريق عمل مؤسسة قطر المعني بسمنة الأطفال، الذي أطلقته سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، ومؤسسة حمد الطبية، وغيرها من المؤسسات المتخصصة في قطر.
وفي ظل تعزيز معهد قطر لبحوث الطب الحيوي لمكانته باعتباره كيانًا بحثيًا رائدًا، أتيحت لباحثي مركز بحوث السكري فرصًا متكررة هذا العام لمشاركة أفكارهم في المؤتمرات البحثية الوطنية والدولية الرائدة، حيث ألقوا أكثر من 20 محاضرةً، كما نشروا 27 مقالة بحثية في مجلات رفيعة المستوى، بما في ذلك مجلة نيتشر لأبحاث الأيض ومجلة نيتشر للاتصال.
ومن أجل تعزيز تأثير أبحاثهم في الظروف والإعدادات السريرية، يركز باحثو المركز على الابتكار واكتشافات براءات الاختراع بهدف تسويقها. وتشتمل طلبات براءات الاختراع التي قدمها باحثو المركز لهذا العام على مركبات لتحسين إنتاج خلايا بيتا المنتجة للأنسولين من الخلايا الجذعية، وهو اختراع قاده الدكتور كولاتكار والدكتور عصام عبد العليم، بالإضافة إلى العمل على تطوير براءة اختراع اعتمادًا على خوارزمية للتعرف على مرضى السكري المعرضين لخطر الإصابة بأمراض الكلى بقيادة الدكتور ثورنالي.
ويشرف باحثو المركز على الجيل المقبل من الباحثين في مرض السكري من طلاب الماجستير والدكتوراه بالتعاون مع كلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة، حيث يشرف هؤلاء الباحثون حاليا على ستة طلاب للدراسات العليا، بينما تخرج ثلاثة طلاب بنجاح هذا العام؛ من بينهم طالب ماجستير وطالبيَّ دكتوراه أشرف عليهم الدكتور عصام عبد العليم. كما عرَّف باحثو المركز 19 طالبًا جامعيًا وثانويًا على أبحاث السكري هذا العام من خلال البرامج التدريبية وأنشطة المحاكاة العملية.
للمزيد من المعلومات حول معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، وهو مؤسسة وطنية للتميز ومركز عالمي للبحوث الطبية الحيوية والتطبيقية المتعلقة بمرض السكري والسرطان والاضطرابات العصبية، يُرجى زيارة: qbri.hbku.edu.qa