كلية العلوم والهندسة تُطور علاجًا دوائيًا للسل

الكلية أجرت دراسة تعاونية دولية ساهمت في تحقيق نتائج مهمة لعلاج المرض

الهيئة:  كلية العلوم والهندسة
تسعى الدراسة البحثية إلى تعزيز العلاج الدوائي لمرض السل

ساهمت كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة في إجراء دراسة دولية حققت نتائج مهمة قد تساعد في مواجهة التحدي المتمثل في زيادة مقاومة مرض السل للأدوية عند استخدامها في علاج هذا المرض المعدي، الذي يعد حاليًا السبب الرئيسي للوفاة بفعل الإصابة بالأمراض المعدية في جميع أنحاء العالم.

ونشر الدكتور تنوير علم، الأستاذ المساعد في قسم تكنولوجيا المعلومات والحوسبة بالكلية، ومتعاونون من مراكز أبحاث الأمراض المعدية في جنوب أفريقيا والكاميرون والمملكة المتحدة ونيوزيلندا واليابان، نتائج أبحاثهم المؤثرة في مجال العلاج باستخدام الحمض النووي، في دوريات علمية تُصنف من بين أفضل المجلات المتخصصة في مجال اكتشاف الأدوية في قاعدة بيانات سكوبوس.

وتحدث حالات الإصابة بمرض السل في الأساس نتيجةً لبكتيريا السل الفطري، ويتسبب هذا المرض في وفاة أكثر من 1.6 مليون شخص في جميع أنحاء العالم كل عام. ومع اعتبار سلالات السل المتعددة المقاومة للأدوية تهديدًا عالميًا لجهود مكافحة السل على مستوى واسع، باتت هناك حاجة ملحة للتوصل إلى ابتكارات تستهدف تفاعلات العائل الممرض باعتبارها استراتيجيةً لعلاج هذه المعضلة.

وفي هذه الدراسة، قيَّم الباحثون دور حمض نووي ريبوزي محدد طويل غير مشفر أثناء الإصابة بسلالة HN878 من بكتيريا السل الفطري. ويتميز الحمض النووي الريبوزي الموجود في جميع الخلايا الحية بأنه جزيء وراثي له أوجه تشابه بنيوية مع الحمض النووي. وعلى الرغم من أن بعض الأحماض النوورية الريبوزية الطويلة غير المشفرة تؤدي دورًا مهمًا في عمل الخلايا المناعية، إلا أن تقييم دورها في حدوث الالتهابات البكتيرية لم يحظ بالدراسة الوافية بعد. وفي هذه الدراسة، ساهمت مرافق الحوسبة عالية الأداء وعالمية الطراز الموجودة في كلية العلوم والهندسة ومختبر المعلوماتية الحيوية الذي يعمل فيه الدكتور تنوير علم في تمكين الفريق من إجراء التحليل الجينومي والنسخي واسع النطاق المطلوب في مثل هذه الدراسات.

وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن الحمض النووي الريبوزي الطويل غير المشفر (MIR99AHG) يُعدُ ضابطًا إيجابيًا للالتهاب والنمو داخل الخلايا، وهو يجعله هدفًا محتملاً باعتباره عاملاً مساعدًا (علاجًا إضافيًا) للمضادات الحيوية الموجودة التي تستخدم في علاج مرض السل، في حال تطويره كعلاج دوائي موجه لعائل المرض.

وتحظى العلاجات الدوائية الموجهة لعائل المرض بأهمية بالغة في تحقيق "استراتيجية القضاء على السل" بحلول عام 2035 التي وضعتها منظمة الصحة العالمية. وتوفر هذه العلاجات الأمل في العلاج الفردي لعدوى السل، نظرًا لقدرتها على تقصير مدة العلاج من المرض، والحيلولة دون مقاومته للمضادات الحيوية، وتقليل خطر إلحاق الضرر بالرئتين عبر تعزيز عملية الالتهام الذاتي ومضادات الميكروبات وآليات المستجيب الضامة الأخرى. وقد تساعد هذه العلاجات الدوائية في تطوير أساليب الطب الدقيق تجاه العلاج الدوائي لمرض السل.

وصرَّح الدكتور تنوير علم، الخبير الرائد في دراسات الحمض النووي الريبوزي الطويل غير المشفر: "درسنا جيدًا دور الحمض النووي الريبوزي الطويل غير المشفر في الإصابة بمرض السل. ومع ذلك، هناك بيانات محدودة متاحة حول دور الحمض فيما يتعلق بحدوث المرض. وقد حددنا وتحققنا من دور هذا الحمض بالتحديد عبر تحليل كميات هائلة من البيانات الجينومية والنسخية. وبالنظر إلى أن السل لا يزال يُعدُ السبب الرئيسي للوفاة بفعل الإصابة بالأمراض المعدية في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى التحديات الناجمة عن وجود السلالات المقاومة للأدوية والأمراض المصاحبة لها، فإن التعاون في مجال البحوث والابتكار بات من الأمور بالغة الأهمية. ويساهم امتلاك كلية العلوم والهندسة لقدرات حاسوبية رئيسية يمكن أن تساعد في إطلاق الإمكانات الكاملة للبحوث الجينومي، وتوفيرها للباحثين في جميع أنحاء العالم، في تمكين الكلية من القيام بدور في التصدي للتحديات العالمية." 

وبهذه المناسبة، علَّق الدكتور منير حمدي، العميد المؤسِّس لكلية العلوم والهندسة، قائلاً: "يحظى أعضاء هيئة التدريس في كلية العلوم والهندسة بالتقدير على نطاق واسع، حيث يشتهرون بسعيهم الدؤوب لإجراء أبحاث عالية التأثير. وتبرهن مساهمات الدكتور تنوير في هذه الدراسة مجددًا على أن خبراتنا وقدراتنا تساعد في تحقيق أهداف مجتمعية مهمة. وفي هذه الحالة، يُعد تطوير مناهج الطب الدقيق للتغلب على عبء الأمراض السائدة في البلاد من الأهداف التي تكتسي أهميةً خاصةً."