محطةً تجريبيةً بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة ونتائج واعدة في مياه الصرف الصحي

التكنولوجيا المستخدمة في المحطة التجريبية يمكن أن تثمر عن تعزيز الاستدامة المائية في قطر والمنطقة

الهيئة:  معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة
المحطة التجريبية هي نتاج مشروع مشترك مع أشغال وتساهم في جهود استدامة المياه

يحقق مشروع محطة تجريبية يديره معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، نتائج واعدة باستخدام عمليات الأكسدة المتقدمة لإزالة الملوثات الدقيقة من مياه الصرف الصحي المعالجة. وسيعزز هذا المشروع البحثي المشترك، الذي يجري بالتعاون مع هيئة الأشغال العامة "أشغال"، الاستدامة المائية في قطر والمنطقة بشكلٍ جذريٍ.

وقد صُممت المحطة التجريبية، التي تستخدم عمليات الأكسدة المتقدمة وتعمل حاليًا ضمن محطة معالجة مياه الصرف الصحي التابعة لأشغال في منطقة شمال الدوحة، لتقييم أداء تكنولوجيا الأكسدة المختلفة التي تتضمن تركيبات من الأوزون والأشعة فوق البنفسجية وبيروكسيد الهيدروجين. ويمكن للمحطة التجريبية معالجة ما يصل إلى 40,000 لتر من مياه الصرف الصحي يوميًا.

وأظهرت جرعة الأوزون قدرة فعالة على إزالة أكثر من 85٪ من بعض المركبات المستهدفة (مثل المستحضرات الصيدلانية أسيتامينوفين وأتينولول وكاربامازيبين) من مياه الصرف الصحي المعالجة. كما أظهرت آثار استخدام تركيبة بيروكسيد الأوزون والهيدروجين القدرة على الوصول إلى مستويات مماثلة أو أعلى لإزالة الملوثات المستهدفة، بمعدل إزالة يصل إلى 100٪ في بعض الحالات، باستخدام تكنولوجيا عمليات الأكسدة المتقدمة التي توظف الأشعة فوق البنفسجية وبيروكسيد الهيدروجين.

وأوضحت الدكتورة جيني لولر، مدير أول بمركز أبحاث المياه في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، أن الاستخدام المتزايد لمياه الصرف الصحي المعالجة سيوفر كمية كبيرة من المياه النظيفة المتاحة للاستخدامات غير الصالحة للشرب، ولكن لا بد من ضمان الجودة العالية لمياه الصرف الصحي التي تستخدم لتحقيق أغراض ذات قيمة أعلى. وقالت: "معالجة مياه الصرف الصحي أكثر فعالية من حيث التكلفة وتستهلك طاقة أقل من عمليات التحلية. ويمكن أن تساعد تنقية مياه الصرف الصحي المعالجة باستخدام تكنولوجيا عمليات الأكسدة المتقدمة في تعظيم الاستفادة من عملية إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في قطر، وبالتالي المساهمة في تحقيق الاستدامة المائية، مع ضمان الحفاظ على سلامة الإنسان وصحته والحفاظ على البيئة. وقد توصل فريقنا، خلال هذا المشروع، إلى أن تكنولوجيا عمليات الأكسدة المتقدمة يمكنها إزالة العديد من الملوثات العضوية الدقيقة بشكلٍ فعالٍ وعلى نطاقٍ واسعٍ."

من جانبه، قال المهندس خالد العبيدلي، مدير إدارة تشغيل وصيانة شبكات الصرف الصحي في أشغال: "تقوم أشغال بتشغيل وصيانة 10 محطات رئيسية لمعالجة مياه الصرف الصحي و16 محطة معالجة فرعية أخرى تعالج جميع مياه الصرف الصحي الناتجة في قطر، وتنتج حوالي 700,000 متر مكعب من مياه الصرف الصحي المعالجة يوميًا. لذلك، ستساعد شراكتنا مع معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة في تطوير منظومة للابتكار في قطر، بحيث تُقيَّم الأبحاث 

والتطورات التكنولوجية، وسوف تساعد برامج التعاون فيما بيننا بشكل مباشر في معالجة التحديات التي تواجه دولة قطر."

بدوره، قال الدكتور مارك فيرميرش، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة: "تؤدي الأطراف المعنية الشريكة لنا، مثل أشغال، دورًا رئيسيًا في تحويل الأبحاث التي نجريها في المعهد إلى تكنولوجيا عالية النضج وتحقيق نتائج ملموسة لدولة قطر. ونحن ملتزمون بالمساهمة في الابتكارات التي يحتاج إليها السوق وتطويرها لتحسين الاستدامة. وفي مجال الحفاظ على الموارد المائية، يُعدُ استخدام تكنولوجيا عمليات الأكسدة المتقدمة في المحطة التجريبية مثالاً على المجالات التي يمكن أن يحقق الابتكار فيها نتيجةً مفيدةً للبلاد لا سيَّما على المدى الطويل." 

ويقيِّم المشروع المشترك حاليًا أداء هذه التكنولوجيا على مدى فترة أطول لتسجيل التغيرات الموسمية. كما يشارك مركز أبحاث المياه التابع للمعهد في العديد من المشاريع التعاونية الأخرى مع الجهات المعنية الوطنية لتطوير حلول مستدامة مبتكرة تتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.