نظمت جامعة حمد بن خليفة ندوة تناولت استغلال المتطرفين لألعاب الفيديو عبر الإنترنت
أطلق مكتب برنامج الأمم المتحدة المعني بالمشاركة البرلمانية في منع الإرهاب ومكافحته، التابع لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وبدعم من مجلس الشورى في دولة قطر، منتدى الدوحة البرلماني للشباب، وتهدف هذه المبادرة، التي حملت عنوان "تعزيز وجهات نظر الشباب في الاستجابات البرلمانية للإرهاب والتطرف العنيف"، إلى تأسيس إطار برلماني شامل يتيح للشباب المشاركة الفعالة في وضع سياسات ومبادرات لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف على الصعيدين الوطني والدولي.
وتضمن المنتدى سلسلة من الندوات الجامعية المتخصصة التي عُقدت بالتعاون مع أبرز الجامعات في قطر، وهي جامعة قطر، وجامعة جورجتاون في قطر، وجامعة حمد بن خليفة، وجامعة لوسيل. ومن خلال هذه الندوات، التقى الطلاب ومجموعة من الرياديين الشباب والخبراء المحليين والدوليين والبرلمانيين وصانعي السياسات لمناقشة قضايا تتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
وانطلقت الجولة الأولى من الندوات في جامعة جورجتاون في قطر يوم 9 نوفمبر، بمشاركة واسعة من طلاب الجامعات الأربع الشريكة. وركزت الندوة الأولى على "إشراك الشباب وتعزيز دورهم في رسم سياسات في منع التطرف العنيف ومكافحته"، وناقشت استراتيجيات تعزيز مشاركة الشباب في عمليات صنع السياسات من أجل اتخاذ تدابير وقائية أكثر شمولًا وفعالية. وتناولت الندوة الثانية "دمج حقوق الإنسان ورؤى الشباب في تشريعات مكافحة الإرهاب"، مؤكدة أهمية تحقيق التوازن بين الأمن واحترام الحقوق الأساسية لضمان جهود أكثر فاعلية في التصدي للإرهاب.
وتخلل الحدث كلمة ألقاها السيد ديفيد ألاموس مارتينيز، رئيس مكتب برنامج الأمم المتحدة المعني بالمشاركة البرلمانية في منع الإرهاب ومكافحته، حيث أشار إلى أهمية إشراك الشباب في جهود مكافحة الإرهاب، وقال: "يعكس اجتماعنا هنا في قطر انسجامًا قويًا مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تركز على تمكين الشباب ودعم مشاركتهم الفعالة في التنمية السياسية والاجتماعية. وهذه الرؤية، التي تتخيل مستقبلًا يتولى فيه القادة الشباب قيادة قضايا السلام والأمن والحوكمة، تتناغم مع مهمة مكتب برنامج الأمم المتحدة المعني بالمشاركة البرلمانية في منع الإرهاب ومكافحته في أخذ أصوات الشباب بعين الاعتبار ضمن الأجندة العالمية لمكافحة الإرهاب".
وتعليقًا على منتدى الدوحة البرلماني للشباب، قالت السيدة ملاك الموح، إحدى القادة الشباب المشاركين في المنتدى وممثلة جامعة جورجتاون في قطر: "نحن في جامعة جورجتاون نؤمن أن لشباب اليوم مساهمات مؤثرة لا غنى عنها في مواجهة التحديات العالمية الراهنة وليس فقط في المستقبل. أرى هذا المنتدى تجسيدًا لالتزامنا بتمكين القادة الشباب وتعزيز الحوار حول القضايا الملحّة، مثل مكافحة التطرف العنيف، وخلق مساحة داعمة لأصوات الشباب لصياغة سياسات شاملة ومرنة".
وفي وقت لاحق من اليوم، عقدت ندوة ثالثة في جامعة حمد بن خليفة بعنوان "دراسة استغلال الإرهابيين والمتطرفين لألعاب الفيديو عبر الإنترنت"، حيث استعرضت المخاطر التي تطرحها صناعة ألعاب الفيديو والإجراءات التشريعية اللازمة لمواجهة هذا التحدي.
وخلال الندوة، ألقى الدكتور ليزلي بال، عميد كلية السياسات العامة في جامعة حمد بن خليفة، كلمة قال فيها: "نأمل أن يكون طلابنا اليوم على دراية بالآليات الكامنة وراء مخاطر ألعاب الفيديو عبر الإنترنت، فضلًا عن الاستراتيجيات التي يجب أن نطورها للتصدي لها بفعالية"، وأضاف: "يمكن لمؤسسات التعليم العالي يمكن أن تؤدي دورًا جوهريًا في مواجهة التطرف العنيف من خلال تعزيز المواطنة المعولمة، ومكافحة المعلومات المضللة، وتعزيز قدرات الشباب الذين غالبًا ما يكونون الهدف الرئيسي للتوجهات المتطرفة عبر الإنترنت".
وشارك في هذه الندوات أعضاء من مجلس الشورى في دولة قطر، إلى جانب نخبة من الخبراء من المؤسسات البحثية والأكاديمية المحلية والدولية ومنظمات المجتمع المدني والجهات الأممية المعنية، حيث أسهموا في إثراء الحوار بأفكار وتوصيات عملية، كما شهدت ندوة جامعة حمد بن خليفة مشاركة أحد ممثلي برلمان البحر الأبيض المتوسط، مما أضاف تنوعًا لوجهات النظر المطروحة.
هذا واستضافت كل من جامعة قطر وجامعة لوسيل ندوتين إضافيتين يوم 16 نوفمبر، ومن المقرر أن تتوج فعاليات المنتدى بجلسة عامة ختامية تُعقد يومي 27 و28 نوفمبر، حيث سيشارك برلمانيون شباب من مختلف المجالس البرلمانية في منتدى مفتوح لعرض نتائج هذه المناقشات، كما سيشارك ممثلون من مختلف المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والشبكات البرلمانية العالمية، في تأكيد على الالتزام بتبني رؤى الشباب في جهود مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف في جميع أنحاء العالم.