ساهم أحد العلماء من معهد قطر لبحوث الحوسبة (QCRI)، أحد معاهد البحوث الثلاثة التابعة لجامعة حمد بن خليفة، في مشروع مشترك لتطوير تقنية تساعد في إعادة تكوين الأفلام واللوحات بأسلوب فنانين مختلفين.
وبالتعاون مع زملاء من كلية ترينيتي في دوبلن، ابتكر الدكتور محمد الغريب من معهد قطر لبحوث الحوسبة، طريقة تساعد في إعادة إنتاج الصور المتحركة بأسلوب فني أصلي.
وسيتم تقديم ورقة عمل حول التقنية المعروفة باسم "التجسيد الواقعي لغير الصور"، خلال مؤتمر مجموعة الاهتمام المشترك بالرسومات الحاسوبية والتقنيات التفاعلية "سيغراف" (SIGGRAPH)، الحدث السنوي الأضخم على مستوى رسومات الحاسوب والتقنيات التفاعلية في العالم، والذي يقام في كاليفورنيا يوم 24 يوليو الجاري.
وتسبق التقنية الجديدة التحسينات الحديثة الحالية بأشواط من حيث إمكانية إعادة تجسيد أسلوب لوحات فنانين مثل فنسنت فان كوخ. فعلى سبيل المثال، يمكن لهذه التقنية المحافظة على بنية الأشياء الأساسية في اللوحة، التي عادة ما يكون من الصعب إعادة تشكيلها، مثل الوجوه التي يسهل اكتشاف العيوب فيها.
وقال الغريب: "من الضروري المحافظة على ملامح الوجه في مختلف الصور مثل اللوحات، وإن الوسائل المتوفرة حالياً قد تؤدي لإتلاف اللوحة. وبفضل هذه التقنية أصبح بإمكاننا التقاط تفاصيل اللوحة الأصلية بشكل أكثر دقة مقارنة بالتقنيات الأخرى".
ومن الأمثلة الواضحة على الأثر الذي يمكن لهذه التقنية تحقيقه هو فيلم Loving Vincent، المقرر إطلاقه في شهر سبتمبر. وهو أول فيلم رسوم متحركة طويل تم إنتاجه بالرسوم، ويروي قصة حياة الرسام فنسنت فان كوخ، ومصنوع من 62450 لوحة مرسومة باليد نفذها 85 رساماً بأسلوب فان كوخ.
وقال الغريب: "إن المناهج الحالية في صناعة الأفلام المرسومة لا تزال يدوية ومكلفة جداً من حيث الوقت وكلفة الإنتاج. وتتراوح الميزانية الإجمالية لإنتاج فيلم Loving Vincent ما بين 5 ملايين إلى 15 مليون يورو. ومن جهة أخرى، فإن منهجنا آلي بالكامل وأقل تكلفة بكثير. نحتاج فقط لبضعة خوادم وبعدها سنكون مستعدين لبدء العمل".
ويمكن الاستفادة من هذه التقنية أيضاً في التقاط صور "السيلفي"، وصور الملف الشخصي على فيسبوك وفي رسم اللوحات. ويعمل الدكتور الغريب حالياً إلى جانب علماء آخرين من معهد قطر لبحوث الحوسبة من أجل استكشاف سبل استخدام نفس الميزات لحل مشكلات تحليل محتوى الواقع الافتراضي