مؤتمر ريادة الأعمال الإسلامية يجمع بين الخبراء العالميين
الهيئة:  كلية الدراسات الإسلامية
مناقشات رفيعة المستوى خلال المؤتمر

استضافت كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، مؤتمرًا دوليًا بعنوان "ريادة الأعمال والتنمية المستدامة والاقتصاد الحلال: المفاهيم والأطر والممارسات"، وذلك خلال الفترة من ٢٧- ٢٨ مارس الماضي. وعُقد هذا المؤتمر نتيجةً للتعاون بين الكلية وهيئة مركز قطر للمال وبنك قطر للتنمية، وهما طرفان فاعلان رئيسيان في منظومة ريادة الأعمال القطرية.

وطرحت المناقشات التي قادها خبراء مرموقون وجهات نظر فريدة حول مجالات لم تحظ بالبحث والدراسة الكافية، بهدف سد الفجوة في المنشورات حول أنشطة ريادة الأعمال التي تعزز التنمية المستدامة والاقتصاد الحلال. ويمثل تنظيم هذا المؤتمر اعترافًا بالدور المهم لرواد الأعمال في توفير السلع والخدمات الحلال المناسبة التي تلبي احتياجات المسلمين وتتميز بالسمات والخصائص الفريدة التي تلبي القيم والمبادئ الدينية.

وتناول المؤتمر الفرص المتزايدة في الاقتصاد الحلال، التي من المقدر أن تنمو وصولاً إلى مبلغ 6.04 تريليون دولار بحلول عام 2024. ويهيمن التمويل الإسلامي وصناعة الأغذية الحلال إلى حد كبير على الاقتصاد الحلال، ومع ذلك هناك متطلبات لتعزيز الابتكار في القطاعات الأخرى بما في ذلك السفر الحلال، والأزياء المحتشمة، ووسائل الإعلام والترفيه الحلال، ومستحضرات التجميل الحلال والمستحضرات الصيدلانية الحلال. وتوفر الثورة الصناعية الرابعة والحاجة المتزايدة للرقمنة فرصًا لشركات التكنولوجيا المالية الإسلامية للازدهار في الاقتصاد الحلال المتنامي.

وحددت كلمات الترحيب التي ألقاها الدكتور حبيب أحمد، الأستاذ ورئيس كرسي الشارقة في الشريعة الإسلامية والتمويل بجامعة دُرم في المملكة المتحدة؛ والدكتور عماد الدين شاهين، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة؛ والدكتور سيد ناظم علي، مدير قسم الأبحاث بكلية الدراسات الإسلامية، سياق المناقشات. وألقى السيد عبد الرحمن هشام السويدي، الرئيس التنفيذي بالإنابة لبنك قطر للتنمية، الكلمة الرئيسية للمؤتمر.

وغطت أربع جلسات أكاديمية جرت على مدار يومين، موضوعات مثل تأثيرات ريادة الأعمال الإسلامية في الاقتصاد الحلال والتحديات التي تواجهها؛ ووجهات النظر الإثنوغرافية لريادة الأعمال في الاقتصاد الحلال؛ والسياسات ونماذج التمويل اللازمة للنهوض بمنظومة ريادة الأعمال. وتبادل المتحدثون الرؤى حول الأبحاث التي تركز على أفضل الممارسات (النظرية والمفاهيمية والتجريبية) وشاركوا في نقاشات حول الأساليب التي اعتمدتها قطر ونيجيريا والمملكة المتحدة وماليزيا والهند ودول أخرى في هذا الصدد.

وبالإضافة إلى ذلك، عُقدت جلستا نقاش بعنوان "التأثير المصرفي للشركات الصغيرة والمتوسطة والاقتصاد الحلال" و"التكنولوجيا المالية الإسلامية والاقتصاد الحلال" مع خبراء متخصصين في محاولة لسد الفجوة بين الأوساط الأكاديمية والمهنية المتخصصة.

وتضمنت الجلسة الأخيرة، التي عُقدت تحت عنوان "التكنولوجيا المالية الإسلامية والاقتصاد الحلال"، عروضًا قدمتها شركات التكنولوجيا المالية المرخصة من مركز قطر للمال، بالإضافة إلى شركات سيلتك، وبوابة، ودبسي، وفنورون، وسكيب كاش، وإثيس. ويلبي مركز قطر للمال الحاجة المتزايدة للرقمنة عبر المساعدة في بروز قطر باعتبارها مركزًا إقليميًا للتكنولوجيا المالية. وقد دأب المركز على دعم الابتكار الرقمي وريادة الأعمال من خلال عددٍ من المبادرات التي تتراوح ما بين فعاليات نظمتها دائرة التكنولوجيا بالمركز وصولاً إلى السلسلة التوعوية التي استضافها المركز للحوارات التكنولوجية المتخصصة.

وبهذه المناسبة، صرَّحت الدكتورة دلال عسولي، العميد المشارك للشؤون الأكاديمية في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، بعد المؤتمر قائلاً: "يستمر رواد الأعمال في أداء دور رئيسي في الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة وتلبية الاحتياجات المجتمعية حتى مع تطور المبادرات بمرور الوقت للتكيف مع الاحتياجات المتغيرة والتكنولوجيا الرقمية المبتكرة، والقضايا الفريدة التي تواجه المجتمعات في الوقت الراهن.

وتعمل قطر، مثلها في ذلك مثل البلدان الأخرى، على رعاية ريادة الأعمال لمواجهة مجموعة متنوعة من التحديات بدايةً من تغير المناخ ووصولاً إلى القضايا الاقتصادية والاجتماعية. ومن المناسب لكلية الدراسات الإسلامية أن تقود المناقشات، وأن توحد الجهود التي تبذلها جامعة حمد بن خليفة بصفتها جامعةً رياديةً قائمةً على الابتكار مع عملنا لتوفير سياق للاقتصادات القائمة على القيم الأخلاقية الإسلامية. ونود أن نشكر جميع المتحدثين ومديري الجلسات وشركائنا من القطاعات المتخصصة على عروضهم المحفزة للتفكير التي سيكون لها صدى مستمر وانعكاس على الجهود البحثية التي ستُجرى بعد انعقاد هذا المؤتمر." 

وتوفر كلية الدراسات الإسلامية منصةً فريدةً تساهم في تعزيز المناقشات الفكرية النقدية حول الإسلام في سياق عالمي، من خلال برامجها الأكاديمية المختلطة وتجربة التعلم الشاملة؛ بالإضافة إلى الأقسام البحثية المتميزة التي تضم العديد من المراكز والتجمعات البحثية.