إعادة تأطير المشاركة الشبابية والعلاقة بين العلم والإيمان والابتكار: برنامج شفاء نموذجًا
- الصفحة الرئيسة
- غرفة الأخبار
- إعادة تأطير المشاركة الشبابية والعلاقة بين العلم والإيمان والابتكار: برنامج شفاء نموذجًا
بيان خالد والدكتور محمد إفرين توك وإيمان إسماعيل
حذر تقرير المخاطر العالمية الصادر مؤخرًا من أن خطر تعرض الشباب لخيبة أمل قد يتحول إلى مشكلة كبيرة خلال العامين المقبلين، حيث يدخل الجيل الذي واجه بالفعل ضغوطًا استثنائية في حياته الآن سوق العمل المتعثر، مع وجود عوائق جديدة محتملة تعترض آفاق الحراك الاقتصادي والاجتماعي وتزيد من تقويض الترابط الاجتماعي الهش في العديد من المجتمعات. ولا بد أن يشتمل أي أمل لدينا في تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030 على فتح مسارات تتيح للشباب إمكانية اكتساب الأدوات والمهارات اللازمة للعيش في عالم أكثر استدامة في مرحلة ما بعد الجائحة.
وعند النظر إلى دور التعليم في هذا الجهد العالمي، نجد أن الهاجس المشترك لدى العديد من الطلاب في المستويين الثانوي والجامعي هو غياب الفرص لفهم التطبيق العملي لدراساتهم، وتنفيذ عملهم الأكاديمي في عالم الواقع. وكثيرًا ما تبوء برامج ومسابقات الابتكار التي تركز على الشباب بالفشل في التعامل مع هذه الهواجس، وهو ما يشير إلى وجود قصور في تطبيق نموذج الخطوات الأربع المستخدم، الذي يتقدم عادةً من التفكير إلى تطوير التصميم، مرورًا بتقديم المقترح، ووصولاً في النهاية إلى منح جائزة نقدية للعرض الفائز.
الابتكار على المستوى المؤسسي
في محاولة لإعادة صياغة نهج البرمجة التي تركز على الشباب، سعى برنامج "العلم والإيمان والابتكار من أجل الكرامة الإنسانية"، أو برنامج "شفاء"، الذي انطلق تحت إشراف مجلس المبدعين، إلى إعادة النظر في جوهر جدول أعمال البرنامج وتحويله إلى شيء ثوري بطريقته الخاصة.
والمبدأ الأساسي لبرنامج "شفاء" متعدد الاتجاهات، حيث يشرك الشباب والموجهين المحترفين في دورة من الإبداع والإنتاج المشترك للمعرفة الأكاديمية في بيئة غير أكاديمية بالكامل.
الكرامة الإنسانية في القلب
وفي جوهره، يُعدُ برنامج "شفاء"، الذي يمتد لسبعة أشهر وسيلة للدعم والعمل من أجل تعزيز الكرامة الإنسانية وتحسين رفاهيتنا الجماعية. ومع العواقب المدمرة لجائحة كوفيد-19 وتأثيرها على حياة الناس وسبل عيشهم على مستوى العالم، تراجعت الجهود المبذولة للحفاظ على الكرامة الإنسانية حيث بتنا نسمح للثروة والمكانة بتحديد من يستحق أن يتم إنقاذه ومن يمكن التضحية به في نهاية المطاف. ورغم أن الجائحة تُشكِل تجربة عالمية مشتركة، إلا أنها كشفت قسوة عالمٍ منقسمٍ ومدفوعٍ بالمال والخوف من الخراب المالي، وجعلت الكثيرين منا ينسون إنسانيتنا المشتركة.
ومع شروع العالم ببطء في إعادة الانفتاح والتكيف مع الوضع الطبيعي الجديد المتمثل في تدابير ارتداء الأقنعة التي لا يلوح في الأفق نهاية لها على ما يبدو وجهود التطعيم على المستويات الوطنية، يسعى برنامج "شفاء" إلى إحياء تقاليد الإنسانية والعطف التي تبدو طبيعية لنا جميعًا. وعبر الاعتراف بالقوى المستقلة للعلم والإيمان والابتكار، يُرسي برنامج "شفاء" حوارًا أكثر تماسكًا بين هذه العناصر الثلاثة، مع وضع كرامة الإنسان في قلب كل ذلك.
نهج البرنامج وجوانبه الأساسية
نهج البرنامج بسيط، حيث يتبع عملية مكثفة مكونة من ثلاث خطوات، بالإضافة إلى خطوات وسيطة أكثر تعقيدًا وإثارةً تؤدي إلى تطوير محتوى استثنائي بشكل تعاوني.
والخطوة الأولى هي التكامل التربوي. وبالتعاون مع برنامج مناظرات الدوحة، سيبدأ فريق مجلس المبدعين ومديرو الفعاليات بعقد سلسلة من المناقشات المتعمقة، التي توظف أنماط التفكير الإبداعي، والحوارات التي تأخذ شكل الحلقة، وهي حوارات ملهمة على غرار محاضرات تيد. وسوف يستفيد المشاركون من تبادل المعرفة وسيتلقون خدمات التوجيه من خلال عملية التفكير المنهجي التي ستؤسس لتطورهم المعرفي خلال برنامج "شفاء" أثناء تعاملهم مع القضايا العالمية المعقدة وحلها بطريقة تدريجية.
وفي الخطوة 2، وهي مرحلة ماراثون الأفكار، وبدعم من النادي العلمي القطري، سيبدأ المشاركون في إنشاء مشروع، مستوحى من التاريخ الغني للحضارة الإسلامية والاختراعات المعاصرة لتحسين الرفاهية. وسيصبح المشاركون مرشدين، يطورون أفكارهم بدقة إلى مشاريع قابلة للتنفيذ والتمويل تسعى إلى حل المشكلات في مجتمعاتهم المحلية والعالمية مع تحقيق إمكاناتهم الخاصة لتحويل حياة البشر واستعادة كرامة الآخرين.
وكما هو الحال في كل مبادرة ناجحة مدفوعة بالابتكار، ستتحول أفكار المشروع الأكثر جدوى وإبداعًا إلى حقيقة واقعة. وفي الخطوة 3، وهي مختبر الإسلام، سوف ينهمك المشاركون في مساحة عمل صيغت عبر التصميم والإنتاج المشترك لمنهج أكاديمي وتعليمي برعاية الموجهين الرئيسيين.
وسوف يحصل المشاركون الذين لا يزالون يسعون لطرح المزيد من المبادرات المبتكرة على فرصة لتصميم مبادرات بحثية برعاية كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة، وبتوجيه من علماء مرموقين لإجراء بحوث موضوعية تركز على العلاقة بين العلم والإيمان والابتكار.
خريطة طريق جديدة
يعيد برنامج العلم والإيمان والابتكار من أجل الكرامة الإنسانية "شفاء" صياغة طريقة تفكيرنا في إشراك الشباب، والطريقة التي نفكر بها في وضع البرامج التي تركز على الشباب. والأهداف الرئيسية للبرنامج موجهة للباحثين والمتخصصين ورواد الأعمال والمبتكرين لمساعدتهم على تعلم الممارسات القائمة على الإيمان لبناء عالم أكثر استدامة ومرونة يحمي الكرامة الإنسانية. وثانيًا، يسعى البرنامج لتحويل عقلية التواصل العلمي الحالية إلى حوارات علمية أكثر تركيزًا على الإنسان. وسوف يحصل الشباب على فرصة لتصميم حلول مبتكرة ومؤثرة تخدم الإنسانية، وصياغة خطط الأعمال ونظرية التغييرات لترجمة الأفكار إلى حلول قابلة للتطبيق مثل تغيير السياسات أو السلوكيات أو المنتجات أو الخدمات أو العمليات. وسيساهم البرنامج في نهاية المطاف في تنمية المساحات الرقمية الآمنة حيث سيعزز السلوك والتفكير الأخلاقي وسيُمَكِن الباحثين والمتخصصين ورواد الأعمال والمبتكرين الشباب من إنشاء خريطة طريق للإنسانية بالتعاون مع بعضهم البعض.
وينطلق برنامج "شفاء" بتاريخ 6 أكتوبر الجاري، حيث تستضيفه كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة بالتعاون مع النادي العلمي القطري ومركز مناظرات الدوحة ومؤسسة Voicing Voices، ووكالة SciCommX.
للمزيد من المعلومات حول هذا البرنامج، يُرجى زيارة: https://www.hbku.edu.qa/en/cis/maker-majlis ومتابعة فريق مجلس المبدعين على الإنستجرام عبر الحساب التالي: @makermajlis
تشغل بيان خالد منصب زميل أبحاث بكلية الدراسات الإسلامية، بينما يشغل الدكتور محمد إفرين توك منصب العميد المساعد لمبادرات الإبداع والتقدم المجتمعي بكلية الدراسات الإسلامية وأستاذ مشارك في الإسلام والشؤون الدولية بالكلية وهو مؤسس منصة مجلس المبدعين، في حين تدرس إيمان إسماعيل في السنة النهائية بجامعة جورجتاون في قطر.
ملاحظة:
هذا المقال مقدَّم من إدارة الاتصال بجامعة حمد بن خليفة نيابةً عن الكاتب. والآراء الواردة في هذا المقال تعكس وجهة نظر الكاتب، ولا تعكس بالضرورة الموقف الرسمي للجامعة.