مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق بجامعة حمد بن خليفة / المؤتمر العالمي للأخلاقيات الطبية والحيوية 2024

المؤتمر يُعقد للمرة الأولى في الشرق الأوسط وبمشاركة أكثر من ألف خبير وباحث

الهيئة:  كلية الدراسات الإسلامية
صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر تشهد افتتاح المؤتمر العالمي للأخلاقيات الطبية والحيوية

شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، اليوم، افتتاح المؤتمر العالمي للأخلاقيات الطبية والحيوية السابع عشر، والذي يُعقد للمرة الأولى في العالم العربي.

ويُنظم هذا المؤتمر الرائد في مجال الأخلاقيات الطبية والحيوية، مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق التابع لجامعة حمد بن خليفة، وبالتعاون مع مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، المبادرة الصحية العالمية لمؤسسة قطر، كما ترعى المؤتمر كلا من وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وبدعم من الجمعية الدولية للأخلاقيات الطبية والحيوية (IAB).

وشارك في المؤتمر أكثر من 1000 من العلماء والباحثين والخبراء والمعنيين في مجال الأخلاق الطبية والحيوية من جميع أنحاء العالم، للمشاركة في حوارات ونقاشات ثرية تُركز على القضايا الحيوية في هذه المجالات، لاسيما في السياقات الدينية والثقافية، حيث يسلط المؤتمر الضوء على قضايا جوهرية تتمثل في شعاره: "الدين والثقافة والخطاب العالمي للأخلاقيات الطبية والحيوية"، حيث يتم تنظيم جلسات نقاشية خاصة يشارك فيها أعضاء من الجمعية الدولية للأخلاقيات الطبية والحيوية، وشخصيات مرموقة من مشارب بحثية وأكاديمية متعددة في الأخلاقيات الطبية، تطرقوا خلالها إلى أهمية المحاور التي يتضمنها المؤتمر. 

وتعليقًا على أهمية المؤتمر العالمي للأخلاقيات الطبية والحيوية السابع عشر، قال الدكتور أحمد مجاهد عمر حسنه، رئيس جامعة حمد بن خليفة:"لاشك أن الأديان لها دور مهم في مجال الطب الحيوي، ولا ينبغي للمناقشات التي تصوغ سياسات الأخلاقيات الحيوية أن تتغافل عن معتقدات الناس، لأنها جزء من حياتهم اليومية، ومن الأهمية بمكان أخذها في الاعتبار عند تأسيس وتحديث أي سياسات في هذا المجال".

وأضاف الدكتور أحمد حسنه: "من المهم أيضا أن ندرك أن الأديان السماوية قد أُنزلت لتقدم مبادئ توجيهية وإرشادية للبشرية لا تتغير باختلاف الزمان والمكان، مما يُوفر مرجعية أساسية للنقاش الأخلاقي بعيدًا عن نهج التجربة والخطأ، أو المقاربات المحددة زمنيًا".

ومن جانبها، قالت سلطانة أفضل، الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" والرئيس المشارك للمؤتمر: "يسُرنا أن نرى ثمار شهور من العمل الجاد والمتفاني لاستضافة هذه النخبة من أشهر علماء الأخلاقيات الطبية والحيوية في العالم على أرض دولة قطر، في هذه النسخة السابعة عشر الخاصة جدا من المؤتمر العالمي للأخلاقيات الطبية والحيوية، مشيرة إلى أن تحقيق التوازن بين وجهات النظر الدولية وأفضل الممارسات القائمة على الأدلة في مجال الرعاية الصحية، مع تلك الراسخة في القِيم الدينية والتقاليد الثقافية لدولة قطر ومنطقة الخليج والعالم العربي الإسلامي بشكل عام، كان حجر الزاوية في نهجنا في "ويش"، والذي تجسَّد في وسائلنا طويلة الأمد لتعزيز أخلاقيات الرعاية الصحية".

وأضافت سلطانة أفضل: " ومن هذا المنطلق، فإننا ننتهز هذه الفرصة للإعلان عن عنوان المؤتمر القادم الذي تنظمه "ويش"، والذي يناقش الإدارة الأخلاقية للذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، حيث يشارك في هذا المؤتمر التاريخي قادة ورواد الفكر في مجتمع الأخلاقيات الطبية والحيوية، ونتطلع إلى مواصلة التعاون مع جامعة حمد بن خليفة ومركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق في هذا المجال المهم".

وتستمر فعاليات المؤتمر حتى 6 يونيو الجاري، ويشهد تبادل الرؤى والخبرات حول القضايا الحالية والمستحدثة فيما يتعلق بمعايير وضوابط الأخلاقيات الحيوية، بما في ذلك استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، وكيف يمكن ممارسة الرعاية الصحية بأمان في المناطق المتأثرة بالحروب والنزاعات المسلحة؟، وأخلاقيات الصحة العامة في ضوء جائحة كوفيد-19 والأوبئة الأخرى. وسيتم عقد العديد من الحلقات النقاشية، فضلًا عن جلسات باللغة العربية مع ترجمة فورية للغة الإنجليزية، مما يؤكد على التزام الجمعية الدولية للأخلاقيات الطبية والحيوية في تعزيز وإثراء الحوار بين المشاركين على اختلاف ثقافاتهم حول القضايا المعاصرة في مجال الأخلاقيات الحيوية، كما سيشارك خبراء بارزون من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا في المناقشات، ويقدمون وجهات نظر إقليمية شاملة ذات صلة بموضوع المؤتمر، مثل الإعاقة وأخلاقيات العلوم الحيوية البيئية والجينية والجينوم.

ويصاحب المؤتمر العالمي معرضًا خاصًا، حيث أقامت جامعة حمد بن خليفة ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" والعديد من المؤسسات الدولية المشاركة، أجنحة لعرض آخر المستجدات في مجال بحوث الأخلاقيات الطبية والحيوية.

وفي إطار تأكيده على قيمة المناقشات التي يشهدها المؤتمر، قال الدكتور محمد غالي، رئيس مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق، ورئيس المؤتمر: "تتيح لنا هذه النسخة الخاصة من المؤتمر العالمي للأخلاقيات الطبية والحيوية فرصة ذهبية لمناقشة دراسة الأخلاقيات الحيوية من منظور فريد، حيث تدور مناقشاتنا حول أهمية إدراك أن مجالنا ليس تخصصًا علمانيًا فحسب، ولكنه أيضا مجالًا يعترف بأهمية احترام التقاليد الاجتماعية والثقافية والدينية والأخلاقية المتنوعة. ونعتقد نحن والجمعية الدولية للأخلاقيات الطبية والحيوية أن التعامل مع أخصائيي الأخلاقيات الحيوية من ذوي الخبرة في سياقات متنوعة، من شأنه تيسير ودعم التعلُم المتبادل والفهم العميق للأخلاقيات الحيوية بشكل أفضل في بيئات متعددة، مما يؤدي إلى نتائج أكثر شمولًا وتكاملًا للبحوث الطبية والحيوية، وتقديم رعاية صحية مثالية في جميع أنحاء العالم".

هذا، وتُقدم كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة منصة فريدة للمناقشات الفكرية النقدية حول الإسلام وفق منظور عالمي، من خلال برامجها الأكاديمية المتعددة، والتجارب التعليمية الثرية، فضلًا عن قسم متميز للبحوث يضم العديد من المراكز البحثية، أبرزها مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق.