ورشة عمل بين معهد بحوث البيئة والطاقة ووزارة الصحة لمراقبة مياه الصرف الصحي

معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة ووزارة الصحة يبحثان تعزيز الاستدامة البيئية في قطر

11 يونيو 2024

عقدا ورشة عمل تُركز على آليات مراقبة مياه الصرف الصحي

المشاركون في وشة العمل
المشاركون في وشة العمل

عقد معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة في جامعة حمد بن خليفة، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، ورشة عمل بعنوان "مراقبة مياه الصرف الصحي: نحو نهج شامل لتعزيز الصحة العامة".

وضمت ورشة العمل كبار الخبراء والباحثين والمعنيين في قطاعي الصحة العامة والاستدامة البيئية، بما في ذلك وزارة الداخلية، والخطوط الجوية القطرية، ومؤسسة حمد الطبية، ومستشفى نوفر، ووايل كورنيل للطب في قطر، وجينكو بيوركس، حيث استكشف المشاركون الآليات المختلفة لرصد مياه الصرف الصحي في مراقبة الأمراض العامة وتقييم صحة المجتمع، كما انخرطوا في مناقشات وجلسات عمل ركزت على الأساليب المتطورة ودراسات الحالة، فضلًا عن قوة علم الأوبئة الذي يعتمد على مياه الصرف الصحي في تتبع تفشي الأمراض، وتحديد مسببات الأمراض الناشئة، وتقييم أنشطة الصحة المجتمعية.

وقد تنامت نُظم الرصد القائمة على مياه الصرف الصحي كأداة حيوية في جهود الصحة العامة على مستوى العالم، فمن خلال اعتماد الرصد القائم على مياه الصرف الصحي، يمكن للمجتمعات تحديد اتجاهات تفشي الأمراض بشكل استباقي، واستهداف تدابير الوقاية بشكل فعّال، واكتساب رؤى قيّمة حول وسائل انتقال الأمراض، مما يُكمل طرق تتبع ومراقبة الصحة العامة التقليدية، حيث تُتيح مراقبة مياه الصرف الصحي لمسببات الأمراض مثل كوفيد-19، وشلل الأطفال، والإنفلونزا، وجدري القردة، والنوروفيروس، بالإضافة إلى أمراض أخرى، قيمة كبيرة في الكشف عن الأمراض داخل المجتمعات حتى قبل الإبلاغ عن الحالات السريرية، إذ يُوفر هذا النهج الاستباقي معلومات حيوية لاتخاذ قرارات وتدابير استباقية في مجال الصحة العامة.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق الأنصاري، المدير التنفيذي بالإنابة لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة: "تُعد مراقبة مياه الصرف الصحي أداة قيّمة للصحة العامة والاستدامة البيئية، حيث تُقدم منظورًا فريدًا حول الاتجاهات الصحية المجتمعية وأنماط الأمراض".

وأضاف: "ركزت ورشة العمل هذه على الجوانب العلمية والبحثية في مجال رصد النفايات، وسلطت الضوء على فوائده للمجتمع، بالإضافة إلى أهمية التعاون بين كبار الخبراء في هذا المجال والجهات المعنية، فمن خلال استخدام الأساليب البحثية الحديثة في رصد مياه الصرف الصحي، فإننا نُحرز تقدمًا كبيرًا في الكشف المبكر عن الأمراض واتخاذ تدابير استباقية للصحة العامة".

ومن جانبه، أعرب الدكتور خالد محمود، مدير برنامج البحوث ومدير مشروع مراقبة مياه الصرف الصحي في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، عن فخره بالنتائج التي توصل إليها المشاركون في ورشة العمل، قائلًا: "لقد أتاحت الورشة منصة لمناقشات ثرية وساهمت في تبادل الرؤى والأفكار والتجارب بين الخبراء في هذا المجال، فمن خلال الاستفادة من الخبرات البحثية في مجال معالجة مياه الصرف الصحي، فإننا نستعد لإطلاق ثورة في رصد الأمراض وتعزيز منظومة وأساليب الصحة العامة في دولة قطر".

وبدوره، قال الدكتور حمد الرميحي، مدير إدارة حماية الصحة ومكافحة الأمراض الانتقالية بوزارة الصحة العامة: "نظرا لأهمية البرنامج العالمي لترصد الأمراض المعدية، فإن الشراكة القيّمة والجهود المشتركة بين وزارة الصحة العامة وجامعة حمد بن خليفة كانت بمثابة حجر الزاوية في حماية الصحة العامة والمجتمع في قطر، لاسيما خلال جائحة كوفيد-19 والبطولة التاريخية لكأس العالم لكرة القدم قطر 2022، وبينما نمضي قدمًا، فإننا سنواصل التزامنا بتطوير أنظمتنا الوطنية لمراقبة الأمراض وتعزيز التعاون المستمر مع شركاءنا في مجال الاستدامة البيئية لتحسين جهودنا في مكافحة مسببات الأمراض الناشئة والأمراض المعدية التي تعاود الظهور في كل فترة".

ويؤكد التعاون بين معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة ووزارة الصحة العامة على الالتزام المشترك بتطوير البحوث والابتكارات في مجال مراقبة الصحة العامة وحماية البيئة، وقد تم الاتفاق في ورشة العمل على أهمية مراقبة ورصد مياه الصرف الصحي في تعزيز الجهود الوطنية في مكافحة الأمراض شديدة الخطورة، بما في ذلك فيروسات الجهاز التنفسي مثل فيروس كورونا 2 المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة (سارس-كوف-2)، وفيروس شلل الأطفال، ومقاومة مضادات الميكروبات.

ويُعد معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، معهدًا بحثيًا وطنيًا رائدًا مُكلف بدعم جهود دولة قطر في التصدي وعلاج التحديات الكبرى المتعلقة بالطاقة والمياه والبيئة.