وضع كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة على الخريطة العالمية
- الصفحة الرئيسة
- غرفة الأخبار
- وضع كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة على الخريطة العالمية
في هذا الحوار، يستعرض الدكتور رجب شانتورك، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، خططه الطموحة للكلية.
أخبرنا عن خلفيتك الأكاديمية
تجمع خلفيتي الأكاديمية ما بين الدراسات الإسلامية والعلوم الاجتماعية، فقد حصلت على بكالوريوس الآداب في الدين وأصول التدريس من جامعة مرمرة، ثم حصلت على درجة ماجستير الآداب في علم الاجتماع من جامعة إسطنبول، قبل أن أحصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة كولومبيا.
وقد جمعتُ بين تعلم الدراسات الإسلامية الحديثة والتقليدية، وأعتقد أن هذه التركيبة مهمة للغاية، فقد سمح لي هذا الأمر بالاطلاع على كيفية دراسة الإسلام بشكل مختلف باستخدام كلتا الطريقتين. وتختلف الطريقة التقليدية عن التعليم الأكاديمي الحديث، لذا فقد أُتيحت لي هذه الفرصة للاطلاع على كليهما والتعرف على مواطن القوة والضعف لهذين الأسلوبين التربويين.
وقد أتاح لي هذا النوع من التعليم إمكانية التعرف على وجهات النظر التقليدية حول الإسلام، وكذلك وجهات النظر الحديثة حول الدين، وطرق تدريس الدين وتعريف الآخرين به. وبالنظر إلى الماضي، يمكنني أن أرى أن هذا التعليم قد ساعدني حقًا على فهم الإسلام من منظور واسع.
كيف تخطط لضمان ترسيخ الكلية لمكانتها بصفتها مؤسسةً دوليةً رائدةً للحوار حول الدراسات الإسلامية في سياق عالمي؟
في الواقع، هذا هو هدفنا الأسمى. ومن موقعها بصفتها مركزًا للدراسات الإسلامية المعاصرة، تعمل الكلية باستمرار على فتح آفاق جديدة وتسعى إلى طرح حلول مبتكرة لتحقيق تأثير إيجابي عالمي. ونحن نربط الأسس الأكاديمية الإسلامية بالعلوم الاجتماعية الحديثة، ونتطلع إلى المستقبل ونطرح نماذج جديدة في كل ما نقوم به.
ونحن نفخر بأن لدينا تنوعًا كبيرًا في الباحثين والطلاب الذين يفدون إلينا من جميع أنحاء العالم، لذا فإن الإمكانات موجودة. ومع ذلك، لتحقيق هذه الإمكانات وجعل الكلية مؤسسةً بحثيةً معترفًا به دوليًا، نحتاج إلى التعامل مع المشكلات التي لا يتعامل معها الآخرون، أو نحتاج إلى القيام بذلك بطريقة أفضل.
ونحن نعمل على طرح عدة تعزيزات ومشاريع رائعة يمكن أن تجعل كلية الدراسات الإسلامية مركزًا عالميًا للتعليم البحثي.
ما هي أكبر نقاط القوة في كلية الدراسات الإسلامية من وجهة نظرك؟ وكيف ترى إمكانية مساهمتك في تعزيز سمعة الكلية على الصعيدين الإقليمي والعالمي؟
تتمتع كلية الدراسات الإسلامية بإمكانيات بشرية وأكاديمية كبيرة. ويأتي باحثونا وعلماؤنا من بلدان مختلفة وهم مصادر قوة حقيقية لنا لأن كل واحد يأتي بشخصية فكرية مختلفة، وهم علماء بارزون في مجالات تخصصهم.
ونحن لدينا ثقافة متعددة التخصصات ونطرح ستة برامج أكاديمية في الوقت الحالي، وهذه البرامج تدرس الإسلام من وجهات نظر مختلفة، وهو ما يمنحنا ميزة كبيرة.
ويتميز خريجونا بأنهم أشخاص ناجحون للغاية ويشغلون مناصب رئيسية داخل دولة قطر وخارجها، وهو ما يدل على أن التعليم الذي نقدمه مطلوب بشدة من المؤسسات العامة والخاصة.
ولكي نرتقي بالكلية إلى مستوى أرفع، من المهم تعزيز شبكتنا بالدخول في شراكة مع مؤسسات عالمية مماثلة في العالم الإسلامي وخارجه. وهذه الشبكة مهمة جدًا لجعل الكلية مؤسسة عالمية وستمكن العلماء من زيارتنا، كما ستمكن علماءنا من زيارة جامعات مرموقة أخرى خارج دولة قطر.
ما هي العوامل الرئيسية التي جذبتك للانضمام إلى كلية الدراسات الإسلامية، وكيف تجد دورك الوظيفي حتى الآن؟
أنا أحب أن أنظر إلى كلية الدراسات الإسلامية باعتبارها مؤسسة دولية بحق، حيث تحظى البشرية كلها تقريبًا بتمثيل هنا في الكلية، وأرى أن هذا التنوع جذاب للغاية، لكن الإمكانات المتاحة يمكن أن تُستخدم بشكلٍ أكثر فعالية. وهذا هو السبب في مواصلتنا للعمل على تطوير برامجنا والبنية التحتية الأكاديمية والبشرية.
وهناك رغبة حقيقية لدى الإدارة العليا بالجامعة في تعزيز مكانة الكلية باعتبارها مركزًا تعليميًا عالميًا. ونحن نعمل على طرق لربط الممارسة التطبيقية بالنظريات. ويتميز مبنى الكلية، ذو المنارتين، بأنه منارة تشع نوريَّن، أحدهما يرمز للمعرفة، والآخر يرمز للنظرية والتطبيق.
تتمتع دولة قطر بعلاقات قوية جدًا مع تركيا. هل ترى أن كلية الدراسات الإسلامية وجامعة حمد بن خليفة يؤديان دورًا في تعزيز العلاقات بين البلدين؟
العلاقات مع تركيا مهمة، ولكننا نريد تطوير علاقات الكلية بالمثل مع جميع الدول الإسلامية الأخرى من البلدان التي تتمتع بتراث فكري. ونحن نرغب في الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم ومشاركة تجاربنا معهم. وقد جربت تركيا التوجهات الغربية والعلمانية. وهناك العديد من الدروس التي يمكن تعلمها من هذه التجربة.
وقد علمتنا التجربة التركية أن الحداثة لا تعني التغريب، وهو مصطلح له معنى مختلف في كل مجتمع. ففي تركيا، واجهنا بعض انتكاسات التحديث، وأعتقد أن كلية الدراسات الإسلامية وقطر يمكنهما الاستفادة من هذه التجربة. وتبرهن التجربة التركية على أن المسلمين يجب أن يعرفوا الحداثة على أنها "الإحياء المتأصل" وليس التغريب الشامل الذي لا يعدو كونه استعمارًا ذاتيًا.
ونحن نرغب في تطوير العلاقات مع البلدان الفقيرة أو النامية بحيث يمكنهم التعلم منا، بالإضافة إلى تعزيز الروابط التي يمكن أن تفيد الآخرين أو تساعدهم. ويمكن للكلية بالتأكيد التعلم من التراث الطويل للفنون الإسلامية وتعلم الجماليات وممارساتها السائدة في تركيا.
من هم أعظم مصادر الإلهام بالنسبة لك ولماذا؟
أعظم مصادر الإلهام بالنسبة لي هو تراثنا الفكري الثري والمتنوع المتأصل في إيماننا بالله عز وجل، والسنة النبوية المطهرة لرسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، وأبطال وعلماء الماضي العظام والجيل الحالي من المعلمين الذين علمونا تعاليم الدين الإسلامي الحنيف من السلف الصالح. ويمكن أن أقول أيضًا إن أحد أكبر مصادر الإلهام بالنسبة لي هم طلابي من جميع أنحاء العالم الشغوفين بالتعلم.
ومن بين أكبر مصادر الإلهام الأخرى المثل العليا التي يمكن أن نقدمها لأبنائنا، والمستقبل الأفضل، والبديل القابل للتطبيق لثقافة ما بعد الحداثة المادية والساعية إلى تحقيق المتعة. ونحن بحاجة إلى التعاون مع كل من يؤمن بوجود حقيقة في العالم، بغض النظر عن دينه، وأن هناك صواب وخطأ. ويتعين علينا القيام بشيء من أجل الأجيال القادمة في جميع أنحاء العالم، بالتعاون مع الأفراد الذين يؤمنون بالحق، وأن ندخل في تحالفٍ معهم للدفاع عن الحق، وكل ذلك لمصلحة البشرية وأجيالنا القادمة.